روسيا: موسكو راضية عن انتقال السلطة في أفغانستان من دون عنف

أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، أن "موسكو راضية عن انتقال السلطة في أفغانستان من دون عنف".

وقالت الخارجية الروسية، في تصريح، إن "موسكو تأمل في أن تحترم السلطات الأفغانية المستقبلية حقوق الإنسان الأساسية"، مشيرة إلى أنها "ستبذل قصارى جهدها للمساعدة على تسوية الوضع في أفغانستان".

وبشأن رفع حركة "طالبان" من "قائمة الإرهاب"، لفتت روسيا إلى أنه "يجب التأكُّد أولاً من أن السلطات الجديدة تتصرّف بطريقة حضارية"، مشيرةً إلى أن "الفوضى في مطار كابول تسبب بها الأميركيون في أثناء عملية إجلائهم".

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني، إن "موسكو تدعو جميع الأطراف الأفغانية إلى الامتناع عن العنف، والمساعدة على حل الوضع سلمياً".

وأضافت الوزارة "نحن نتابع عن كثب تطورات الوضع في أفغانستان، بعد انتقال السلطة في هذا البلد إلى حركة طالبان نتيجة الغياب شبه الكامل للمقاومة من جانب القوات المسلّحة الوطنية التي درّبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها".

وجاء في البيان "وفقاً للمعلومات المتاحة، فإن الوضع في كابول وفي أفغانستان ككل يستقر"، مشيرةً إلى أن "طالبان" "بدأت فرض النظام العام، وأكدت ضمانات سلامة السكان المحليين والبعثات الدبلوماسية الأجنبية".

ودعت الخارجية "جميع الأطراف الأفغانية إلى الامتناع عن العنف، والمساعدة على حلّ الوضع سلمياً"، مشدّدة على أن "السفارة الروسية في كابول تستمر في العمل بصورة طبيعية، وأنه تم إجراء اتصالات عمل بممثلي السلطات الجديدة، من أجل ضمان أمن البعثة الخارجية الروسية".

وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن "الوزير سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقشا الوضع في أفغانستان عبر الهاتف واتفقا على مواصلة المشاورات مع الصين وباكستان والأمم المتحدة".

وأضافت الوزارة أن "لافروف تحدث هاتفياً أيضاً مع نظيره الصيني وانغ يي وبحث معه التنسيق السياسي بسبب الوضع في أفغانستان وانعكاساته على المنطقة".

من جانبه، اعتبر فلاديمير غباروف، النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي، أن روسيا "ستضطر إلى الانحياز إلى جانب طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان إذا تعقّدت علاقاتها بأفغانستان، على خلفية مجيء الحكومة الجديدة".

وقال غباروف، اليوم الإثنين، إن "طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان حلفاء لنا، وأي تعقيد للوضع سنضطر بسببه إلى حماية حلفائنا".

وأشار غباروف إلى أنه إذا تصرفت "طالبان" على نحو طبيعي، وتعاونت مع جيرانها ومع العالم أجمع، فإن "روسيا ستعيد العلاقات بها بالكامل، وستعمل معها. والأمر الأهم، بالنسبة إلينا، هو السلام" في أفغانستان.

وتشارك روسيا في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للبحث في الأوضاع في أفغانستان، يُعقد اليوم.

بالتزامن، قال السفير الروسي في كابول إن "طالبان أعطت وعوداً من الجانب الروسي بأنها ستبني أفغانستان متحضّرة وخالية من الإرهاب والمخدِّرات".

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق اليوم، أنَّ موسكو "لن تتسرع في الاعتراف بحركة طالبان في قيادة أفغانستان"، مؤكدةً أن الاعتراف بهذه السلطات يتوقّف على سلوك "طالبان".