رفع سقف التوقع يجلب الإحباط
إن ما يلم بالمرء من إحباط وخيبة أمل قد يعود إلى فشله في تحقيق أمر كان يتوقعه. لذلك على من يرغب عدم التعرض للإحباط أن يعش حياته بشكل طبيعي وينأى بنفسه عن التوقعات التي تفضي إلى خيبات أمل هو في غنى عنها.
ثمة بعض الأشخاص من يعش التوقعات، بل أن البعض منهم يرفع سقفها، لكن عندما يصطدمون بالواقع نجدهم يصابون بالإحباط وخيبة الأمل الكبيرة التي قد تودي بهم إلى عدم الرغبة بالبقاء على قيد الحياة وقد يدفع أحيانا إلى الإقدام على الانتحار. لذلك على المرء إعطاء الجانب الأكبر من تفكيره لأمور أخرى بعيدة عن الآمال العريضة كي يكون سعيدا عند فوزه بأمر يحقق له رغباته..
عندما أزور كالكوتا في الهند، تستضيفني أسرة ثرية تربطني بها علاقات ودية منذ أمد. وفي إحدى تلك الزيارات استقبلتني العائلة في المطار، حيث لاحظت أن الزوج متجهما الأمر الذي أثار فضولي ودفع بي للسؤال عن دواعي هذا الغضب فأجابني «لقد منيت بخسارة كبيرة في تجارتي الأخيرة». لكن زوجته فاجأتني بنوبة من الضحك ما أن انتهت منها حتى قالت لي «لا تهتم بما يقوله فقد ربح الكثير» مما أوقعني بالحيرة التي انقضت عندما استطردت القول: «إن الأمر لا يعدو عن كونه عدم تحقق توقعاته من الأرباح». لكنه قال لها بانفعال بالغ: «لقد خسرت نصف ما كنت أتوقعه»، وقد حاولت التخفيف عنه بقولي له «لقد ربحت الكثير» بيد أنه بقي على تجهمه.
ثمة أشخاص يسعدون بما ينتابهم من إحباط وتعاسة لأنهم في واقعهم لا يستطيعون تحمل تبعات السعادة، ويحزنون عندما ينبغي أن يكونوا سعداء، وسعداء عندما ينبغي أن يكونوا بائسين. ذلك لأن البؤس يحقق لهم تعاطف واهتمام الآخرين، بينما السعادة لا تجلب لهم سوى الغيرة والحسد. ويعتقدون بأن المرء عندما يكون حزينا سيكثر المتعاطفون معه حتى إنها قد تشمل أعداء له، بينما عندما يكون سعيدا فإن أقرب أصدقائه قد يكن له الحقد والعداء في مكنونات نفسه.
عندما تعبر عن فرحك للآخرين ستجدهم يعاملونك بعدم الاهتمام، بل أن بعضا منهم يرى بأن بك مساً من الجنون، ويتساءلون عما يستدعي هذا الفرح. أما عندما تكون حزينا فإن الجميع يتقبلك ويحاول التخفيف عنك بقولهم: إن ما يحصل بك أمر عادي لأنها تلك هي ظروف الحياة. ويأخذون بالمقارنة بين مصابهم ومصابك شاكرين الله على عدم تعرضهم لما تمر به من ظروف.
ترجمة ليندا سكوتي- الثورة
إضافة تعليق جديد