رغم قرارات المركزي الجديدة، دولار السوق السوداء يقفز إلى 73 ليرة مجدداً

لم تستجب السوق السوداء لقرارات المركزي الجديدة، بل على العكس من ذلك، حيث رفع الصرافون سعر صرف الدولار إلى مستوى 72.25 ليرة شراء و72.75-73 ليرة للمبيع، خلال تداولات أمس المسائية، دون تسجيل تقلبات تذكر للسعر خلال تداولات اليوم.
 
أما رسمياً، فقد انخفض الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية إلى مستوى 58.48 ليرة للدولار، على أساس نشرة مصرف سورية المركزي لأسعار صرف العملات الأجنبية. وكشف تقرير للمركزي أمس أن السوق المحلية شهدت انخفاضاً في الطلب على الدولار إلى مستويات متدنية، ترافق ذلك مع انخفاض في العرض منه إلى مستوى نصف المليون دولار.
وكان المركزي قد اتخذ قراراً يسمح للمصارف بشحن الأوراق النقدية باستثناء الدولار واليورو، لدعم حساباتهم المفتوحة في الخارج، كما حركت نسب مراكز القطع التشغيلية في المصارف وغيرت بعض المحددات والقيود لتصبح أكثر مرونة. ويتوقع من هذه الخطوة دعم موقف المصارف في السوق الموازية وتمكينها من الاستفادة من تعاملها ببيع وشراء القطع الأجنبي ومنحها تنافسية أكبر أمام صرافي السوق السوداء، لكون المصارف حتى الآن لا تزال لاعباً افتراضياً لعدم وجود حركة صرف تذكر، مع استقرار سعر الدولار فيها عند حدود 70 ليرة تقريباً.
كما يرى مراقبون أن شحن العملات الأجنبية غير الدولار واليورو قد تمكن المصارف وشركات الصرافة المرخصة من شراء الدولار بشكل أساسي ثم اليورو من الخارج، وإعادة ضخه في السوق الموازية، بشكل مراقب من المركزي، وهذا يساعد في ضبط عمليات الصرف، أما التأثير في سعر صرف الدولار واليورو، فسوف يكون محدوداً نوعاً ما، لكونه يرتبط بتكلفة الصرف مقابل الليرة، وإعادة ضخه في السوق الموازية، وضوابط الصرف في الدول التي ستقصدها العملات المشحونة، وهذا ما ستوضحه الأيام القليلة القادمة، وقد تكون هناك تفاصيل أخرى تتكشف مع الأيام المقبلة.
أما في سياق مراكز القطع فقد كشف التقرير عن انخفاض نسبة مراكز القطع الأجنبي المدينة بالدولار الأميركي من إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية لدى المصارف المرخصة إلى مستوى 90.98% مقارنة بـ92.30%، على حين سجلت نسبة المراكز الدائنة بالدولار الأميركي من إجمالي المراكز الدائنة بالعملات الأجنبية مقيمة بالدولار الأميركي لدى المصارف المرخصة في تداولات أمس ارتفاعاً إلى مستوى 5.79% مقارنةً بـ4.69% في تداولات أول من أمس، علماً بأن مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية تتركز بشكل رئيسي في العملات العربية التي مازالت تتسم بأنها عالية العائد والتي ترتبط في الوقت نفسه بسعر صرف ثابت مقابل الدولار الأميركي، على حين ارتفع احتفاظ المصارف العاملة بمراكز دائنة باليورو، وسط توجه المستثمرين للتعامل باليورو.

المصدر: الوطن