رحيل لو ريد.. أسطورة الروك

29-10-2013

رحيل لو ريد.. أسطورة الروك

غيب الموت الأحد الماضي، أسطورة الروك، الفنان الأميركي لو ريد عن 71 عاماً، بسبب مضاعفات صحية إثر عملية زرع كبد كان أجراها في وقت سابق من هذه السنة، وفق ما صرح به وكيله في انكلترا بعد اتصال به من صحيفتي «الغارديان» و«النيويورك تايمز».
مع رحيل لو ريد، يقفل الباب على جزء مهم من فن الروك في العالم، إذ لا بدّ من أن نعترف أنه نجح في إعادة «اختراع» هذه الموسيقى بعد رحيل إلفيس برسلي بعشر سنوات، عبر ما سمي يومها بـ «الفلفت اندرغراوند». كان ريد يومها في الثلاثين من عمره، ومع مساعدة الفنان أندي وارهول الذي كان «عرّاب» تلك الفترة، نجح في إعادة الغيتار إلى قلب الحفلات الموسيقية، بالأحرى إلى قلب الموسيقى عينها، ليصبح بذلك الوجه الأساسي لفن الروك، إذ لم يأتِ عازف بعده إلا واعترف بتأثير لو ريد فيه، من ديفيد بويي ولغاية آخر فرقة نحت إلى عزف هذه الموسيقى.
ولد ريد في بروكلين عام 1942، ونشأ في «اللونغ إيسلند»، وفي مراهقته كان يعاني من «إزدواجية الجنسانية»، وهذا أمر لم يكن «مقبولا» في تلك الفترة في الولايات المتحدة، ما تطلب «علاجه» بعدد من الجلسات الكهربائية، وقد حملت أغنيته «اقتلوا أبناءكم» (1974) سيرة هذه التجربة.
بيد أن التجربة الموسيقية الفعلية بدأت عام 1964، بعد انتقال ريد للعيش في نيويورك، حيث التقى بجون كال وهو عازف غالي (من بلاد الغال)، كان على علاقة بالأوساط الموسيقية المعاصرة، فأنشأ معه فرقة حملت في البداية اسم «بريميتف» ومن ثم «وارلوكس» قبل أن تتبنى اسم «فلفت اندرغراوند» لتشكل من سترلينغ موريسون ومو ووكر بالإضافة إلى ريد وكال، الذين عملوا على تقريب موسيقاهم من تجارب تلك الفترة الحديثة، لكن مع امتياز تأليف ألحان لكلمات ريد التي كان يكتبها. ربما من الأصح القول إنه كان شاعرا وليس مجرد واضع كلمات عادي. لنعد إلى ريبرتواره لوجدنا الكثير من القصائد المدهشة التي غناها والتي ستبقى فعلا محفورة في ذاكرة من استمع إليها.
في السبعينيات كانت القطيعة مع كال، لتتفكك فرقة «الفلفت» وليتجه ريد إلى العمل بمفرده، فأنجز اسطوانة لم تحظ بالكثير من الشهرة، فعمل مع ديفيد بويي الذي كان «النجم الجديد» في تلك الفترة، وبمساعدته أصدر عام 1972 «ترانسفورمر» التي ضمت أيضا «والك أون ذي وايلد سايد» لتعرف شهرة عالمية، وليصبح ريد من أوائل نجوم الروك في العالم. وقد استمر هذا النجاح لغاية آخر السبعينيات، حيث بدأت موسيقاه تفقد جمهورها، إلا أنه في العام 1980، عادت مدائح النقاد تنهال عليه عقب صدور اسطوانته «ذا بلو ماسك»، وهي مدائح بقيت حاضرة حتى أعماله الأخيرة، على الرغم من معاناته من المخدرات والكحول، التي كادت تقضي عليه قبل هذه الفترة.
أهمية ريد ليست فقط في قصائده وموسيقاه، بل أيضا في كونه فنانا متعدد المشارب، إذ عرض مرارا صوره الفوتوغرافية، وهي معارض حظيت أيــضا بالنجـاح، كذلك أخرج بعض الأفلام القصيرة، الفنية بالطبع، وقد تعاون فيها مع العديد من الفنانين التشكيليين، ما أتاح له «رؤية بصرية» مخالفة، عرف كيف يستفيد منها في أغانيه.
فنان متعدد، لكنه فنان قبل أي شيء، من قلة عرفت كيف تبقى على هامش الحياة الاجتماعية، بعيدا عن صخبها، لكنه في الوقت عينه، عرف كيف يقدم فناً لم يقدم فيه التنازلات، إذ لم يؤلف إلا الموسيقى التي أرادها بالرغم من كل الإغراءات المادية التي قدمت له.

إسكندر حبش

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...