درعا: المسلحون يصعِّدون عملياتهم
لا تكاد تهدأ المواجهات على الجبهة الجنوبية حتى تعود لتشتعل من جديد، فقد أطلق المسلحون معركة جديدة تستهدف إحدى أكثر النقاط إستراتيجية في درعا، فيما تراجعت حدة ضرباتهم باتجاه معبر نصيب الحدودي، كما باتت تطرح جملة من التساؤلات بشأن احتمال وقوع اقتتال بين الفصائل على غرار ما يحصل في ريف ادلب.
وأكد ناشطون اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين، وسط محافظة درعا، بين الجيش والمسلحين الذين أطلقوا قبل أيام معركة للتقدم والسيطرة على البلدة الإستراتيجية.
وقال مصدر عسكري لوكالة "سانا" إن "وحدات من الجيش أوقعت قتلى ومصابين في صفوف المسلحين، قرب بناء الصفدي ومجمع الديري ومحيط تل حمد على المدخل الجنوبي للشيخ مسكين".
ولعل المفارقة الكبرى أن البلدة تشهد معارك مستقلة لكل فصيل، فالى جانب "النصرة" و"فجر الإسلام"، أعلنت "جبهة ثوار سوريا" عن معركة تستهدف النقاط ذاتها التي أشار إليها بيان صادر عن "فجر الإسلام" وكذلك "جبهة الشام الموحدة" و"الفيلق الأول" التابع إلى "هيئة الأركان العامة للجيش الحر".
وتعد الشيخ مسكين ثالثة كبرى البلدات في ريف درعا، وتعتبر بمثابة قلب المحافظة، ويقع على مدخلها الشمالي مبنى "اللواء 82" احد أهم النقاط العسكرية للجيش، كما تتوسط طريقاً يمتد من بصرى الحرير إلى ازرع ومنها إلى نوى التي لا يزال الجيش يسيطر على جزء منها، كما يمتد عبرها طريق آخر نحو بلدات ابطع وداعل وعتمان وصولاً إلى مدينة درعا، بالإضافة إلى توسطها الأوتوستراد القديم بين بلدات داعل والصنمين، ما يعني أنها عقدة طرق للإمداد بين مناطق تسيطر عليها القوات السورية.
هل تتجه "حرب الإلغاء" نحو الجنوب؟
منذ بداية الاشتباكات بين "جبهة النصرة" و"ثوار سوريا" في ريف ادلب، اتجهت الأنظار نحو القطاع الجنوبي، حيث يتمركزان. وبالرغم من أن الفترة الماضية لم تشهد اندلاع أي اقتتال بين الطرفين جنوباً، إلا أن مؤشرات عديدة تلمح إلى إمكانية حدوث ذلك، مع أن زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني لم يذكر حوران في خطابه الأخير، مشيرا إلى أن الجبهة قد قررت إلغاء "ثوار سوريا" في الشمال .
وقال مصدر ميداني معارض إن التوتر يحكم العلاقة بين "النصرة" والعديد من مجموعات "الجيش الحر" في درعا، لأسباب تتعلق باحتجازها للقياديين في "المجلس العسكري" احمد النعمة وموسى المسالمة، وتغطيتها للناشط الذي قتل قائدا في "جبهة ثوار سوريا" ويدعى قيس القطاعنة قبل أن تتراجع وتسلمه، ما سبب نقمة عشائرية كبيرة في المنطقة. يضاف إلى ذلك الضغط الذي تمارسه الاستخبارات الأردنية لإبعاد "النصرة" عن المعارك وأي موقع قريب من الشريط الحدودي، ما يشير إلى احتمال انتقال حالة الاقتتال الداخلي إلى الجهة الجنوبية. وكان لافتاً اعتماد "النصرة" في الفترة الأخيرة على عناصر جديدة تتدفق من الحدود الأردنية خاصة بعد تعيين سامي العريدي كشرعي بدلاً عن أبو ماريا القحطاني .
لماذا توقفت المعارك في نصيب؟
قبل أسبوعين، أعلنت معظم الفصائل في حوران إطلاق معركة للتقدم والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وهو ما اعتبر حينها بمثابة تحول كبير، بل إن البعض ربطه بضوء اخضر من الأردن، ما يشير إلى تغير في مواقفها غير أن الاشتباكات قد توقفت على نحو مفاجئ.
ويشير ناشطون إلى أن التوقف جاء بقرار من عمان، على اعتبار أن معظم المشاركين في المعركة تربطهم علاقة قوية بالاستخبارات الأردنية التي تخشى تقدم "النصرة" واستيلاءها على المعبر، كما فعلت في نقطة الجمرك القديم، فيما يؤكد قادة المجموعات المسلحة، في مداخلات عبر الفضائيات ومواقع تابعة إلى المعارضة، أن "التوقف جاء لأسباب تكتيكية وعسكرية"، متوقعين "عودة المواجهات خلال أيام".
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد