دراسات جديدة تؤكد تضرر الأطفال من تأثيرات الهاتف الخلوي
في وقت ما تزال الدراسات والنقاشات عن الأضرار التي يسببها التلفون المحمول متناقضة في العالم منذ سنوات، تصاعد النقاش مجددا بحدة بعد ان صدر تقرير عن ٢٠ طبيبا فرنسيا يحذر من المشاكل الصحية الناجمة عنه وخاصة عند اليافعين.
ومن المشاركين في النداء احد كبار اطباء السرطان الذي شدد على »ان الوضع الحالي بالنسبة للشكوك حول اضرار المحمول هو شبيه بالوضع منذ ٥٠ سنة بالنسبة لاضرار للتدخين او الاميانت. لذلك علينا اما ان لا نفعل شيئا وان نقبل المجازفة او ان نعترف انه هناك امكانية لضرر صحي ما«.
وأكثر ما شددت عليه مجموعة الأطباء في التقرير الجديد، هو ضعف المناعة عند الاطفال وامتصاصهم للاشعاعات اكثر من غيرهم. وبالرغم من ان هذه المجموعة لم تستطع حسم الموضوع بشكل جذري وتأكيد اضرار التلفون المحمول... إلا أنها لمست خطر ظهور مرض السرطان للاشخاص المعرضين بشكل مستمر للاشعاعات.
- وكانت الدراسات المتوفرة حتى الآن تشدد على الأمور والنتائج التالية: اختراق ملموس للحقول الكهرومغناطيسية المنبعثة من التلفون المحمول وتأثيرها في الجسم وخاصة في الدماغ وبالاخص عند الاطفال بسبب صغر حجمهم. وتأثيرات بيولوجية متعددة للحقول الكهرومغناطيسية في نطاق التردد الخلوي (٨٠٠-٢٠٠ Mhz ) على الانسجة الحية وخاصة ارتفاع منفاذية الحاجز الدماغي وانتاج لبروتينات التوتر والانقباض.
وبشكل عام بينت الدراسات الحديثة بان استعمال التلفون المحمول، لأكثر من ١٠ سنوات، يمكن ان تكون له علاقة مع بعض الامراض العصبية ( neurionome) وبعض انواع سرطان الدماغ.
- هذا الدراسات والنتائج لم تحز على اجماع الجسم العلمي، فقد صدر عن الاكاديمية الفرنسية للطب بيان يدحض هذه الدراسة ووصفها بالديماغوجية وبُعدها عن اي منهجية علمية. وبأنها تفتقر الى البراهين او الحالات المثبتة لهذه الأضرار. وقد أصدرت وزارة الصحة الفرنسية ملفاً كاملاً تطلب فيه اخذ الحيطة وان ادارة هذا الموضوع تدخل في نطاق مبدأ الحذر. ومنذ ايام صدر عن وزيرة الصحة الفرنسية نصيحة تطلب فيها التروي بالسماح للطلاب اليافعين باقتناء الاجهزة الخلوية في السنة الدراسية القادمة.
وهناك ايضا دراسات تشاؤمية تؤكد حصول انعكاسات خطرة على الصحة ومنها: التشويش الدماغي، التورم، تدني في الرؤية وضعف الذاكرة، مما دفع هيئات المجتمع المدني الى التحضير لمقاضاة شركات الخلوي.
اذا كانت هناك مليارات من الاجهزة الخلوية تستعمل في كل انحاء العالم ولا يوجد حالياً تأكيدات حاسمة عن وجود او حصول آثار جانبية، فالامثل ليس بالتصرف بعدائية اتجاه هذه التقنيات بل بتحسينها وتطويرها لإبعاد الأخطار الصحية إن وجدت. وان الالتزام ببعض قواعد الاستعمال والنصائح المرفقة، على سبيل الاحتياط والوقاية، يمكن ان يكون في غاية الاهمية، لحين ان يتم تأكيد النتائج والدراسات.
كمال سليم
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد