داعش يعدم العشرات من مقاتليه في الرقة بسبب استغلالهم العيد للهرب من سورية
في الوقت الذي بدا فيه مشهد التحدي لممارسات تنظيم داعش، واضحاً في مناطق سيطرته، من خلال إقدام ملثمون على قطع أحد الطرق الرئيسية في ريف دير الزور وسيطرتهم على المنطقة، أقدم الأخير على قتل العشرات من عناصره بـ«الرقة» حاولوا الهرب في أيام العيد، بالترافق مع دراسة لمركز أبحاث تفيد أن مساحة سيطرة التنظيم في سورية والعراق تقلصت بنسبة 12 بالمئة منذ كانون الثاني الماضي.
وفي تطورٍ لافت في مناطق سيطرة تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وتحدٍ لسياساته القمعية، حسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصادر أهلية في المنطقة، أقدم عدد من الملثمين بعد عصر الجمعة، على قطع الطريق العام في الريف الشرقي (خط الجزيرة) الواصل بين امتداد قرية أبو حمام حتى الكشكية، وسيطروا على المكان، وحرقوا إطارات سيارات ليمنعوا عناصر التنظيم من التقدم في حال فكروا باقتحام المنطقة، وسط غياب تام لعناصر التنظيم المتواجدين في قرى أبو حمام والكشكية، حيث لم يجرؤوا على الاقتراب مطلقاً، ليستمر الملثمون بالسيطرة على المكان لفترة لم تزد على 45 دقيقة، ثم انسحبوا بعدها تحت دخان الإطارات المشتعلة، فلا عين رأت ولا أذن سمعت.
ونسب بعض أهالي المنطقة ما حدث إلى من أسموهم «ثوار الشعيطات» الذين فضلوا عدم الهدوء، كما فعلوا في بداية سيطرة التنظيم على قرى الريف الشرقي لدير الزور.
وذكرت المواقع أن ما ذاقه «ثوار الشعيطات» من تهجير واعتقالات وقتل وسلب للخيرات وإحراق للمنازل والمحاصيل وسرقة المواشي، لم يغب عنهم، فتصدر أغلب مشاهد الانتقام من عناصر التنظيم، وخاصة مهاجري التنظيم، فلم ترحمهم كواتم الشعيطات مطلقاً.
واستنفر التنظيم في مواقع تواجده بين قرية أبو حمام والكشكية، ونشر عدداً من القناصين على أسطح المنازل القريبة من مقراته لحمايتها من أي هجوم محتمل قد ينفذه بعض الملثمين. وبعد قدوم مؤازرة للتنظيم من القرى المجاورة اقتحم عناصر التنظيم المكان، ولكن لم يجدوا إلا بقايا إطارات محترقة، أطفأها مرور الوقت، إضافة إلى عبارات مناوئة للتنظيم وجدوها في المكان.
كما داهم التنظيم بعدد من الآليات المنطقة، واعتقل عدداً كبيراً من الشباب تجاوز عددهم 200 شاب. ورغم كل الإجراءات التي اتبعها التنظيم لم يتمكن من إلقاء القبض على الملثمين.
في الأثناء نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، عن مصدر من أهالي مدينة الرقة: أن التنظيم، أعدم منذ أول أيام عيد الفطر حتى الآن، عشرات من مقاتليه، حاولوا استغلال أيام العيد، للهرب من سورية، إلى العراق وتركيا، تجنباً للاشتباكات مع قوات الجيش العربي السوري.
وأوضح المصدر، الذي رفض كشف هويته، أن الخبر يتناقله أهالي المدينة منذ اليوم الأول للعيد، وكل يوم يسمع دوي إطلاق النار، حيث يؤكد الأهالي أن أعداد المقاتلين الدواعش التي حاولت الهرب زادت عن الـ70، يرجح مقتلهم جميعاً.
ولفت إلى أن القاضي الشرعي، التابع للتنظيم في المدينة، أفتى بجواز قتل المقاتلين الدواعش الذين يحاولون الفرار من صفوف التنظيم، وكذلك قتل المدنيين الذين يحاولون الهرب ويعرضون حياة أعضاء داعش للخطر، من خلال نقل معلومات.
في السياق أفاد مركز «جاين» للأبحاث حول الإرهاب وحركات التمرد، أمس، أن مساحة سيطرة داعش في سورية والعراق تقلصت بنسبة 12 بالمئة منذ كانون الثاني الماضي بعد خسارته مناطق عدة في البلدين، حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وذكر المركز في تحليل نشره أن مناطق سيطرة التنظيم التي تراجعت مساحتها في العام 2015 إلى «78 ألف كيلو متر مربع بنقصان 12.800 كيلو متر مربع» عن العام السابق «تقلصت بنسبة 12 بالمئة خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2016».
وقال المحلل في المركز كولومب ستراك: «مع تقلص خلافة تنظيم داعش، بات من الواضح أن مشروع حكمه هو بصدد الفشل وتفضل المجموعة الآن التمرد من جديد».
وكالات
إضافة تعليق جديد