ختام التبادل: الحرية لأكثر من ١٠٠ أسير فلسطيني في إسرائيل
عاش لبنان، أمس، يوما ثالثا من مواسم ومواكب الانتصار والفرح بالأسرى العائدين، الشهداء منهم أو الأحياء، وهو سيعيش، مع فلسطين ومخيماتها في الجنوب والشمال والبقاع وبيروت، في الأيام المقبلة أياما اضافية من الاعتزاز بالشهداء الذين طال أسرهم منذ عقود طويلة، وربما يكون بينهم اسماء عربية من سوريا والمغرب العربي، من دون اغفال المحطة الأخيرة من صفقة التبادل التاريخية والتي تشمل اطلاق سراح فلسطينيين من السجون الاسرائيلية، في موعد أقصاه السادس عشر من آب المقبل، حسب نص الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، قال مصدر مطلع في الأمم المتحدة إن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الوسيط الألماني غيرهارد كونراد ما زال يواصل عمله من أجل إنهاء كافة تفاصيل صفقة التبادل بين إسرائيل و»حزب الله«.
ولم يفصح المصدر عن توقيت كشف الخطابات المتبادلة بين إسرائيل و»حزب الله« عبر الأمم المتحدة بشأن صفقة التبادل، والتي من المتوقع أن تتضمن أيضا الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وأشار المصدر نفسه إلى أن البيان الذي أصدره بان كي مون في يوم إتمام الصفقة أشار فيه الى أنه »يتوقع خطوات إضافية« في إطار الاتصالات التي يتولاها الوسيط كونراد.
وكان السيد حسن نصر الله قد قال في خطابه يوم الأربعاء إن الأمم المتحدة ستكشف عن نص الخطابات المتبادلة بين الطرفين عبر الوسيط الألماني، ولكن المصدر المطلع في الأمم المتحدة قال إنه لا يتوقع أن تتم هذه الخطوة إلا بعد إخطار أعضاء مجلس الأمن بتفاصيل الصفقة.
كما أوضح أنه في ما يتعلق بإنهاء الأجزاء المتبقية من الصفقة، وخاصة توقيت الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وعددهم، »فإن هذا الأمر يتولاه الوسيط الألماني على الأرض ولا علاقة مباشرة للأمم المتحدة بهذه التفاصيل. وكل ما سنقوم به هو دعم ما يتم التوصل له من اتفاقات«.
غير أن أحد أعضاء بعثة دولة كبرى في مجلس الأمن، قال ان المجلس سيعقد جلسة مطلع الأسبوع المقبل للاطلاع على تفاصيل الصفقة، ومن المتوقع أن يصار بالتزامن معها مباشرة (صباح الاثنين بتوقيت نيويـورك) الى نشـر نص الخطابات والرسـائل المتـبادلة بين نصر الله وبان كي مون من جهة وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وبان كي مون من جهة ثانية.
وقال المصدر الدبلوماسي الدولي نفسه، ان الحكومة الاسرائيلية وضعت في اجتماعها الأخير لائحة يجري التدقيق فيها وتشمل على الأرجح أسماء أكثر من مئة فلسطيني سيصار الى الافراج عنهم في موعد اقصاه السادس عشر من آب، وهم في معظمهم من المصنفين في خانة »الحالات الانسانية« (طبقا للمعايير التي حددها »حزب الله« من دون أن يسمح له بتحديد الأسماء، أي تشمل النساء والفتيان وكبار السن والمرضى الخ...).
الى ذلك، أنجزت لجنة التعرف على هويات الشهداء العائدين ضمن صفقة التبادل أكثر من خمسين بالمئة من عملها حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، ومن المتوقع أن يحتاج عملها الى ثلاثة ايام اضافية على أقل تقدير، خاصة في الحالات التي تحتاج الى فحص الحمض النووي مثل حالة مجموعة أميرة الشهداء الشهيدة دلال المغربي.
وشارك الآلاف، أمس، في مراسم تشييع ثمانية مقاومين سقطوا خلال »حرب تموز« واستعيدت رفاتهم في اطار عملية التبادل، وذلك في مأتم مركزي اقيم في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، وألقى خلاله رئيس المجلس التنفيذي في »حزب الله« السيد هاشم صفي الدين كلمة قال فيها ان »هؤلاء الشهداء هم الذين هزموا العدو. عدونا الذي كان ذليلا بالامس سيبقى كذلك بإذن الله«. وأضاف ان »اخوان هؤلاء الشهداء هم الذين سوف يواجهون العدو إذا ما فكر في أي حماقة«، مؤكدا أنهم »يوارون في هذه الارض الطاهرة بعدما جاؤوا من الارض الطاهرة في فلسطين«.
والشهداء الثمانية هم: هلال علوية (شيع أمس في أرنون)، موسى حسين خنافر، مروان حسين سمحات، زيد محمود حيدر (يشيعون اليوم في عيناثا)، محمد يوسف دمشق (يشيع اليوم في عيتا الشعب)، علي حسن فارس الوزواز (يشيع اليوم في ميس الجبل)، موسى حسين فارس وحسن كامل كرنيب (يشيعان اليوم في مارون الراس).
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد