حيونة الإنسان وأنسنة الحيوان آخر مبتكرات علماء البيولوجيا
في الجزيرة التي تنعم بأشعة الشمس الساطعة: جزيرة سانت كيتز، الواقعة بمنطقة الكاريبي، يقوم بعض الباحثين التابعين لجامعة يال (Yale) الأمريكية، بحقن مكونات من الدماغ البشري، داخل رؤوس القرود المصابة بمرض باركنسون.
وفي الصين، توجد في إحدى المزارع الخاصة، حوالي 29 معزة، تمت إضافة بعض الخلايا الإنسانية إلى أعضائها وأجهزتها البيولوجية، وذلك عن طريق قيام العلماء المختصين، بتنقيط خلايا الدم البشري في هذه الحيوانات، عندما كانت "أجنة" في رحم أمهاتها.
إن عملية تخليط ماهو (بشري) بما هو (حيواني)، باسم الطب والبحث العلمي ظلت مستمرة لعدة حقب، وحالياً يوجد أشخاص يعيشون على قيد الحياة بعد أن تم تركيب (صمامات) في قلوبهم، تم أخذها من الخنازير. كذلك بشكل روتيني عادي ظل العلماء، يقومون بحقن الخلايا البشرية داخل أجسام القطط والفئران والأرانب، بعدما يقوم العلماء والباحثون بإصابتها بالأمراض ثم إجراء التجارب المخبرية على الأدوية والعقاقير الطبية للتأكد من فعاليتها في القضاء على المرض.
غير أن البحث في هذه الأمور أصبح ملفتاً للنظر، وأكثر غرابة، خصوصاً عندما بدأ العلماء باستخدام أدمغة القطط والقرود وبعض الثديات الأخرى، على نحو بدؤوا فيه يتلاعبون بالأبعاد والجوانب الساخنة لمسألة الاستنساخ. خاصة في جامعة هارفارد الأمريكية، حيث يحاول الباحثون والعلماء التوصل إلى إنتاج خلايا جنينية بشرية مستنسخة ومتطابقة وراثياً في كل من خصية الفأر الذكر ومبيض الفأر الأنثى.
وقد قوبل هذا العمل بالمزيد من الغضب والسخط من جانب المحافظين الاجتماعيين وبعض المجموعات الأخرى، خاصة رجال الدين، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من أن يؤدي ذلك إلى القضاء على الخطوط الفاصلة بين الأنواع الحيوانية، بحيث تتداخل الخصوصية الطبيعية البشرية مع الفئران والقطط والخنازير.. وغيرها. وذلك على النحو الذي يؤدي إلى التحضير والخلق الفعلي للحيوانات الأسطورية، التي وردت في الميثولوجيا الإغريقية، والتي تتضمن الصورة الخيالية لواحد منها: خليط هائل بشع لصورة المعزة، والنمر، والافعى التي تنفث النار...
خلال إحدى الجولات الرئاسية في الولايات المتحدة، نادى الرئيس بوش بحظر ومنع الاستنساخ البشري في كل صوره وأنواعه، وذلك على خلفية قيام حملة شعبية واسعة في الغرب، تقول بأن عملية التهجين البشري – الحيواني، هي واحدة من أكثر الجوانب الفاضحة، المسيئة، والشريرة التي يمكن أن تنتج من جراء إساءة استخدام البحث العلمي.
وبرغم ذلك، أعلن العلماء في أمريكا إصرارهم على المضي قدماً في بحوثهم قائلين بأن عملية التهجين البشري – الحيواني، التي يقومون بها لا تهدف لخلق أو لصنع بشر يحملون صفات حيوانية.
كذلك فقد طالبت الكثير من الجماعات في الولايات المتحدة، بوضع وتشريع قوانين وضوابط صارمة على حرية البحث العلمي. وفي هذا الصدد علق أوساغي أو باسوغي، الخبير والباحث في مركز أوكلاند للبحوث الجينية والاجتماعية، قائلاً: " إن التكنولوجيا والعلم تتقدمان بشكل أسرع من الضوابط والقوانين".
يقول بعض العلماء، بأن هذه البحوث المعترض عليها أخلاقياً لها أهمية كبيرة، وذلك لأنها سوف تساعد على الفهم الأفضل للأمراض، ومن ثم على القدرة الأفضل لمعالجتها. كذلك أكد هؤلاء العلماء بأن بحوثهم الجارية حالياً سوف تؤدي مطلقاً إلى ميلاد أي كائن حي جديد من أي نوع، بل فقط تنتج لهم مجالاً أفضل من أجل البحث المتقدم وإجراء التجارب والحصول على الخلايا. دون اللجوء لاستخدام البشر أنفسهم.
يرى البعض أيضاً بأن ثمة خطورة تكمن في التجارب والبحوث التي تتم حالياً في مجال الجهاز العصبي والخلايا العصبية، وذلك لأن بعض العلماء يعمل جاهداً الآن على إنتاج خلايا عصبية بديلة لخلايا مبايض الإناث، وذلك لكي يتم استخدامها في عمليات استنساخ الأجنة البشرية والتي يمكن أن تجعل الفئران على سبيل المثال، تقدم خلايا غير متخصصة قابلة للتحول لأن تصبح خلايا متخصصة معينة، كخلايا الدم مثلاً.
هذا، وإذا نجحت هذه العملية، التي يشرف على إنجازها: دوغ ميلتون، الباحث بجامعة هارفارد، فإنه لن تكون هناك حاجة للبويضات الأنثوية، وفي هذه النقطة بالذات تزداد المخاوف المرعبة، لأن الحصول على حيوانات قادرة على إنتاج خلايا الرحم العصبية التي تتطابق مع خلايا رحم ومبيض المرأة أمر ممكن.
يقول الباحث دوغ ميلتون، بأن نجاح عمله البحثي، سوف يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى أخذ البويضات من النساء، وبالتالي لن يكون هناك (اعتداء علمياً ) يهدف إلى اختراق بويضة المرأة عن طريق إخضاعها لأنواع من التجارب والأبحاث التي قد لا يمكن أن توافق عليها النساء.. وذلك لأن بويضة المرأة تمثل جزءاً من خصوصيتها الأنثوية والأمومية، وبالتالي ليس من الصعب على أي امرأة أن تحس بنوع من الأمومة أن تقبل بدخول حيوان منوي ذكوري يخترق جدار بويضتها يكون مصدره الرجل حصراً، ولكنها بالتأكيد لن تقبل بأن يكون مصدره فأر أو قط..
في بريطانيا ، يقوم في هذه الأثناء بعض الباحثين، بقيادة إيان ويلمون، الذي قام باستنساخ النعجة دوللي، بالتخطيط لبعض التجارب المشابهة لتجارب دوغ ميلتون بجامعة هارفارد، وذلك على نحو يهدف لترسم وتقفي النجاح الذي أحرزه فريق علمي صيني في استنساخ بعض أنواع النعاج بطريقة أكثر دقة.
قال الباحث بجامعة يال الأمريكية، جيني ريدموند:" أن الاهتمامات بالتوصل إلى إنتاج أنواع حيوانية مختلفة تجمع بين خصائص عدة أنواع من الحيوانات، على النحو الذي ورد في الأساطير، يمكن أن يتحقق – ولكن وفقاً لشروط محددة".
هذا، ويقوم جيني ريدموند حالياً بدراسات حول مرض باركنسون، وذلك عن طريق حقن الخلايا الدماغية البشرية في أدمغة بعض القرود.
المصدر: ياهو نيوز
الكاتب بوليليا
إضافة تعليق جديد