حول منهاج التربية الدينية ودرجة الماجستير في جامعة بلاد الشام
الجمل ـ وسام النمر:
عندما ندرك أنه ثمةَ ارتباط قوي بين الوطنية والإسلام , وإلى أن الإسلام يؤكّد على أهميّة حب الوطن فيجب وقتها أن يتم تناول القضايا الدينية داخل مجلس الشعب بشكل أوسع وأكثر فاعلية كي يكون مفهوم المواطنة أكثر رسوخاً وصلابة , لا سيما أن الإسلام يدعو لقبول الآخر فقد قال سبحانه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) , فقوله تعالى يدل على أن الهدف من الخلق هو التعارف بغض النظر على نوع الديانة , مسيحية كانت أم إسلامية , وتعارف بعيد عن نوع الطائفة , فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أصدر صحيفة المدينة المنورة , وهي صحيفة المواطنة , فقد أسس من خلالها معنى حرية المعتقد , فلا إكراه في الدين , كما أنها تُعدُّ وثيقة السلام وعدم الاعتداء ، وتثبيت الحقوق والواجبات بين المسلمين من جهة ، وبين المسلمين واليهود في المدينة من جهة ثانية , وكانت الوثيقة عبارة عن ميثاق للأمن والسلام ، والعيش في ظل العدل والتفاهم وتحديد الحقوق والالتزامات المتبادلة , وبناءً على لذلك ما أهم القضايا الدينية التي تدور تحت قبة مجلس الشعب السوري وكيف يتم علاجها ؟
ماذا عن القضايا الدينية التي لم تطرح حتى الآن ؟
وهنا مسألة هامة : بعد صدور مفاضلة الدراسات العليا لجامعة دمشق للعام الدراسي 2017-2018 م , ورفض عدد كبير من الراغبين , ثمةَ استياء كبير من الخريجين حملة درجة الإجازة الجامعية , خاصةً خريجي الجامعات الخاصة , لاسيما عدم موافقة وزارة التعليم العالي على افتتاح درجة الماجستير في أي جامعة خاصة , وهنا بيت القصيد . . أن جامعة بلاد الشام لها مرسوم خاص وينص هذا المرسوم على أن لجامعة بلاد الشام أن تفتتح درجة الماجستير الدكتوراه..
لكن لماذا التعليم العالي لم ينفذ هذا البند من المرسوم إلى الآن ؟
والخريجون الراغبون بمتابعة دراساتهم العليا عددهم بالآلاف المؤلفة ولا سبيل لهم إلا جامعة دمشق التي خصصت مقعداُ واحداُ فقط لخريجي الجامعات الخاصة , مما يؤدي لتوقف المسيرة العلمية للطالب الراغب في إعادة إعمار وطنه الحبيب سورية ..
الدكتور محمد خير العكام - عضو مجلس الشعب السوري وأستاذ بكلية الحقوق في جامعة دمشق , قال خلال لقائي الخاص معه حول هذا الموضوع : السنة الماضية كان لوزير الأوقاف ( وهو رئيس مجلس أمناء جامعة بلاد الشام ) جلسة مناقشة داخل المجلس وتبين للمجلس خلال هذه الجلسة أن وزارة الأوقاف تقوم بجهد كبير وملحوظ في تجديد الخطاب الديني في سورية وبمحاصرة الفكر المتطرف الذي يسعى للحد وللتقزيم من الفكر المعتدل والمتسامح الذي يعبر عن حقيقة الإسلام , رغم أن سورية معروفة على مدى الزمن أنها معتدلة دينياً , ونحن السوريون لا نميز بين الناس فيما يتعلق بالأديان , ولا يخفى أيضاً اختلاف الآراء داخل مجلس الشعب حول الرضى عن الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف , فالقوانين المنظمة للأوقاف بحاجة لإعادة النظر والتطوير ومن أهمها تسمية الوزارة فهي ليست وزارة للأوقاف بل هي وزارة الإرشاد الديني والأوقاف باعتبارها هي التي تشرف على العمل والتدريس الديني .
تأخير مستمر :
أما فيما يتعلق بطرح قضية تأخر افتتاح درجة الماجستير في جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية داخل مجلس الشعب باعتبار الجامعة تتبع إدارياً لوزارة الأوقاف , ونظراً إلى الرغبة الملحّة لخريجي حملة الإجازة الجامعية ومطالبة الطلبة للجامعة بالافتتاح , وإلى أن المرسوم التشريعي رقم \48\ بتاريخ 4\4\2011م , في مادته رقم (5) التي تقول : يمنح المعهد الإجازة الجامعية والماجستير والدكتوراه .
وقد صدر مجدداً مرسوم تعديل ليتحول معهد الشام العالي إلى جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية , يقول الدكتور محمد خير أنه إن تم تقديم شكوى لمجلس الشعب بخصوص قضية افتتاح الماجستير في هذه الجامعة فسوف يتم مناقشتها ومتابعتها مع المعنيين فوراً .
الأستاذ أنس زريع - عضو مجلس الشعب السوري وعضو الفريق الديني الشبابي في وزارة الأوقاف , قال خلال لقائي الخاص معه : من أهم القضايا التي طُرحت مؤخراً أن بعض الأعضاء الزملاء الذين يمثلون أنفسهم , لا يريدون مادة التربية الدينية في مناهج وزارة التربية ويطرحون بديلاً عنها مادة الأخلاق , فأجبناهم أننا مع الأخلاق لكن ليست بديلاً عن مادة التربية الدينية لأن سيد الوطن الدكتور بشار الأسد قال : " ليس الدين هو سبب التطرف إنما البعد عن الدين وعدم فهم الدين هو سبب التطرف " .
وبالتالي إذا ألغيت مادة التربية الدينية فكيف سيتعلم الجيل الدين الحقيقي ؟
ويضيف الأستاذ أنس : بالنسبة لتأخر افتتاح درجة الماجستير في جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية فإن هذه القضية لم تُطرح تحت القبة إنما طُرحت ضمن جلسات اللجان الخاصة للمجلس غير المعلنة وكان هناك استجابة للافتتاح والقضية الآن قيد الدراسة ..
وينهي الأستاذ أنس حديثه قائلاً : في مجلس الشعب ليس كل مطلب محقق بسرعة فالمجلس ليس مارداً إنما يوجد نظام داخلي يحكم المجلس , وفي الفترة الأخيرة ناقش المجلس قضايا الكهرباء والتربية , وهناك تفاعل واستجابة من الوزراء , وأنا أتبع للجنة التربية والتعليم ولجنة الشؤون الاجتماعية , وتعاملي مع ثلاثة وزراء هم : أوقاف وتعليم وتربية , كما أن للمجلس جلسات خاصة لا تعرض على الإعلام وغالباً تكون في نفس يوم الجلسة المعلنة تحت القبة لكن صباحاً , ومن المشاكل التي تعترضنا أحياناً أننا نسأل ما نتيجة طرحنا السابق فلا يوجد إجابة .
إضافة تعليق جديد