حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (8)
(وغد , كما قالت أمي عنه بالضبط,وقح بغير حياء , ولكن الحق على من؟ الحق علي, تعاملت معه بلطف زائد, تناسيت فجاجته في زيارتي الأولى له, رعونته في الكلام معي, جنونه وهو جالس على حقيبته, يستطيب الظلمة كالوطواط , إنه مريض نفسياً, لديه انفصام في الشخصية, يؤكد هذا انتقاله من الهدوء , من الصفن, من همود الاكتئاب, إلى الحركة, النشاط, الابتسام, الضحك, دون سبب..
اهتف له, بعد منتصف الليل أجده ساهراً مثلي, ولكن شتان بين سهر وسهر, أنا أسهر لأفكر فيه, وهو يسهر ليفكر بنيتشه, مع إنه يخاتل, يكذب, يزعم أنه لايحب نيتشه, ثم يسألني:( هل قرأت كتاب (كفاحي) ل :هتلر؟ أجيبه (نعم) يحاول امتحاني (ماذا وجدت فيه؟ ) أجيبه:( آثار فلسفة نيتشه وشوبنهاور!) يصيح (عظيم! اغبطك على ثقافتك) يكون لبقاً, ظريفاً , وفجأة يقول :» أنا لاقلب لي, مع السلامة) ويغلق الخط).
نامت غبريلا, لم تنم غبريلا, الغيظ يفجر ما كان راكداً في لاشعورها من كره لأيهم, الكره هو الوجه الآخر للحب, غبريلا تتأرجح, كالبهلوان في سيرك, على حبل الكراهية والحب , فإذا لم يكن هذا التأرجح عارضاً , تحتاج إلى طبيب نفسي هي الأخرى, لأنها مصابة بانفصام الشخصية مثله!
في الضحى, أفاقت على غير عادتها, نامت نوماً قلقاً متقطعاً, تطلب تناول حبتين من الاسبرين, للخلاص من الصداع الذي يرهق دماغها, يدق, كالطبل , في أذنيها, تعجب لسماع دقات قلبها, ورأسها على وسادتها , القلب إذا دق بقوة, فإنه متعب أو مضطرب, قلبها سليم, كما أظهر التخطيط الذي أجرته قبل شهر ونيف تقريباً, فلماذا يدق, وتسمع دقاته المعذبة وهي مستلقية, إذا كان سليماً؟
قالت أمها السيدة مارغريت, وهي تشرب القهوة السادة معها
- دقات قلبك, ياعيوني , من التعب ليس إلا.. أتعبك هذا القلب الذي يسكن فوقنا, نام وأنت ساهرة, تفكرين بأصناف الطعام التي عليك أن تعديها له, على الغداء اليوم.
قالت غبريلا بحسم:
- لن يكون هناك غداء اليوم!
- رفض دعوتك هذا الأبلة؟
-الدعوة لم تتم حتى يرفضها ,وكلمة »أبله) هذه لا أريد سماعها.
- طبعاً الدعوة لم تتم , لأنني لم أوجهها له كما اتفقنا.. ما رأيك أن نجربه؟ ندعوه لنعرف: يقبل أم لا يقبل؟
- وإذا قبل؟
- معنى هذا أنه يحبنا!
- الحب يحتاج إلى قلب, وهو لاقلب له.
- هو قال ذلك؟
- نعم!
-متى؟
- في الحلم!
-الأحلام تفسر عادة بعكسها! يعني أن له قلباً, دون أن أتدخل لمعرفة عند من هذا القلب!
- ليس عندي على كل حال.
- وليس عندي أنا!
-ابتسمت غبريلا وقالت:
- هذا مفروغ منه ياأماه.. قلبه عند عاهرة في ملهى »القط الأسود)
- لا أظنه ينحط إلى هذه الدرجة!
- الرجال ينحطون إلى كل الدرجات.. أين خبرتك بهم,أنت التي تدعين الخبرة بالرجال؟ أيهم هذا مريض نفسياً.. لديه انفصام شخصية!
-انفصام الشخصية هذا مرض خطير.. الانفصاميون يبدون عقلاء في آن, ومجانين في آن آخر, مسالمون تارة, ومجرمون طوراً.. سأطلب منه أن يترك هذا البيت.. ما رأيك؟
- رأيي أن تتريث.
- إلى أن يقتلنا؟
- أيهم ليس بقاتل, كل ما قلناه عنه فرضيات.
- وهل ننتظر حتى تصبح الفرضيات حقائق؟
- ألا تلاحظين ,ياأماه , أنك تزيدين صداعي بهذه الأسئلة؟ أريد أن أهدأ, ولكي أهدأ أرغب في فنجان آخر من القهوة, ومن صنع يديك.. لاتقلقي علي أو .. لاتتعجلي.. هاتي القهوة, وكل شيء سيكون على ما يرام.
رن جرس الباب, رنة خفيفة, لم تتحرك غبريلا من مكانها, نادت أمها أن تترك القهوة وتفتح الباب, استجابت الأم, فتحت الباب وصاحت:
- يوزش ماريو (يايسوع ابن مريم).
- سألتها غبريلا:
-من هناك؟
-لا أحد!
-كيف لا أحد؟
- أقول
أقول لك لا أحد.. على عتبة الباب, من الخارج, أشياء لا أدري ما هي, ولا من وضعها.
استغربت البنت, دهشت مما تقوله أمها, وبعد لحظة من التفكير قالت:
-هاتي هذه الأشياء لأرى, وأغلقي الباب.
-وإذا كانت هناك متفجرات؟
- المتفجرات لاتوضع في أكياس أنيقة, كما أراها من هنا.. ثم من يضع المتفجرات على بابنا, ولماذا؟ هاتي الأكياس..
- فيها زجاجات كما يبدو.
-توقي كسرها.. احمليها على مهل, كيساً كيساً.
-فتحت غبريلا الكيس الأول, الذي فيه الورود, بحثت فيه عن بطاقة,
لم تجد أي بطاقة, ابتسمت , الذي بعث الورود البيض, هو نفسه الذي بعث, أمس, الورود الحمر, تخفى, لماذا تخفى؟ هل لأنه, كما قال في الهاتف, دون قلب؟ أيهم دون قلب حقيقة , لكنه لا يلجأ إلى هذا الأسلوب, قال: » أنا أدخل البيوت من أبوابها لا من نوافذها!) إنه صريح , واضح, قاطع كحد السيف, ولو شاء أن يبعث بهدية, لأرسل بطاقة معها, الذي بعث بهذه الأكياس انسان آخر.
قالت لأمها:
- ماما,افتحي الأكياس وناوليني ما فيها.
شرعت السيدة مارغريت بفتح الأكياس, وهي تقول:
- في هذا الكيس, ياغبريلا, ويسكي , وفي هذا الكيس كونياك ماتكسا..
قالت غبريلا:
-إنه كونياك يوناني, من النوع الفاخر, المفيد للصحة كما يقال.
-وفي هذا الكيس سنزانو أحمر غامق.
- هذا يؤخذ قبل الطعام, إنه لذيذ وفاتح للشهية.. ستنذوقه على مهل, مع شاي ما بعد الظهر!
- وفي هذا الكيس بالنكا معتق, إنه لي ياغبريلا , ياصغيرتي.
-هو لك ياماما.. وبعد؟
- في هذا الكيس كروسان من السكائر التي تدخنينها..الذي بعث لنا بهذه الأشياء ليس غريباً عن هذا البيت.. أرجح أنه أندرياش..
أندرياش يأخذ ولايعطي.. إنه مبتز حقير! ثم ماذا؟
- في الكيس الأخير فستق, من النوع الممتاز.
- هذا كل شيء؟
- كل شيء ياغبريلا, فماذا نفعل بهذه الثروة التي هبطت علينا؟
-ضعيها في الدواليب, حسب معرفتك ياأماه.. أقترح أن نتذوق السنزانو..
- وهناك مارتيني أيضاً!
- السنزانو أولاً.. ثم الويسكي المثلج مع الفستق.. ولك أن تختاري , بين الويسكي والبالنكا.
- هذا لطف منك ياغبريلا.. سأجرب الويسكي مع الثلج, مع هذا الفستق الشهي الطعم.. ولكن لدي اقتراح: أن ندعو أيهم ليأخذ كأساً معنا!
- لامانع لدي.. ولكن هل يوافق؟
- جربي.. اصعدي إليه, كوني لبقة معه , إذا رفض لاتلحي عليه, دعيه على راحته..
- أنا لا أصعد إليه, قلت لك أنت سيدة البيت, والدعوة, حين تأتي منك, يكون لها وقع كريم..
- الأفضل أن أهتف إليه ,زيارتي له ستأتي, حين أطمئن أنه ليس معتوهاً..
- كفي عن هذا الهراء.. أيهم راجح العقل, بأكثر مما تتصورين.. لكنه بغير قلب.. إذا قبل الدعوة, سنتعرف عليه من قرب.. مع الكأس تتحطم القشرة الدماغية تنحل عقدة اللسان.. يقول, وهو يشرب, غير الذي يقوله إذا لم يشرب.. على كل حال لن نخسر شيئاً.
هتفت السيدة مارغريت , الى هذا الأهبل , الغامض , الذي لايزال يخيفها , دعته بلطف, قالت له :
- تفضل , أيها الجار العزيز , لتناول جرعة من المشروب الذي تفضل , وستكون غبر يلا وانا , جد شاكرتين , اذا ما قبلت الدعوة .
رد :
- ولماذا لا أقبلها ؟ إنها دعوة كريمة , من سيدتين غاية في اللطف , ولكن على شرط , أن تقبلا دعوتي الى العشاء الليلة , في المطعم الذي تفضلان .
- سنتحدث ونحن نشرب , أما مسألة العشاء فإنها موضع نظر ... أرجح أن غبر يلا ستقبل دعوتك ؟
- هذا يسرني , لكنني أصر على أن تكوني معنا سيدتي العزيزة ... ومهما يكن فإنني قادم إليكما .
قالت غبر يلا:
- هل بقي من شك لديك يا أماه في أنه إنسان لطيف ؟ إنني أفهمه جيداً , وأفهم إصراره على أن تكوني معنا , كيلا ينفرد بي ... إنه أذكى مما تظنين , ولي عندك رجاء آمل ألا يخيب : لاتشربي البالنكا اللعينة , تناولي , كرمى لخاطري , قليلاً من الويسكي فقط , مع كثير من الفستق , دعيه يشرب أكثر , ونشرب نحن أقل ... ضعي الكأس على شفتيك , تظاهري أنك تشربين , دون أن تشربي ... ودعي الباقي علي.... رحبي به بحرارة , مثّلي دورك باتقان , وعندئذ سيفهم أنه ليس الممثل الوحيد في هذا البيت .
رن جرس الباب , تباطأت السيدة مارغريت في فتحه , قال بالمجرية :
- يونابوت كيفانوك ( تمنياتي بيوم سعيد ) كيزي شوكولم ( أقبل يديك ) ردت عليه :
- يونابوت كيفانوك دراكم ( يوم سعيد يا عزيزي ) تشك ( تفضل ) ظلت غبريلاجالسة , صافحها دون أن يقبل خدها كما هي الأصول .
دعته الى الجلوس بجانبها , جلس , أخرج علبة سجائره وقدم لها سيجارة , اعتذرت , قالت :
- أفضل الا اغيّر دخاني , سأشرب من السجائر التي أرسلتها الي !
-أنا !؟
- بلى أنت ....كان من الأفضل ان تضع هداياك داخل الباب , لا خارجه .
- عجيب !
- ليس من عجيب في هذا الزمن ... ماذا تشرب ؟
- كأساً صغيراً جداً من الويسكي , مع كثير من الثلج .
- أعده لك بنفسي , أم تعده لك والدتي ؟
قالت السيدة مارغريت :
- استريحا انتما , أنا من يعد الوسكي المثلوج , لنا نحن الثلاثة !
قال أيهم :
- هذا لطف منك سيدتي , لكنني مشوق إلى الحديث معك .
- لدينا وقت طويل للحديث ... لن ندعك تخرج قبل المساء , وفي المساء نذهب إلى العشاء , الذي دعيتنا إليه مشكوراً .
- هذا واجبي , ولاشكر على واجب .
قالت غبريلاضاحكة , بعد ذهاب أمها لاعداد أقداح الويسكي :
- يسعدني يا سيدي أن تلاطف أمي , وأن تكون صديقاً لها , وتنظر اليها دون أن تنظر إلي , فأنا امرأة لاتغار .
فاجأها أيهم برد لاذع :
- هذا من البديهيات سيدتي , لأنه من غير المعقول أن تغار البنت من أمها , إلا إذا كانت تشك بنفسها , وبقدرتها على منافستها , في جذب الضيف إليها ... لأنها الاقل جمالاً,والأقل امتاعاً في الحديث ... على فكرة , كيف حال والدك العزيز , وهل لايزال على رأيه الحسن بي ؟ انه مثقف , لبق , محبوب , احمل له المودة , وظني انه يبادلني اياها , الا اذا اوغرت صدره امرأة ما علي .
- اذهب اليه في كيد , واسأل نساءه عن ذلك .
- ولماذا لا اسألك أنت ؟
- انا لاعلاقة لها بما بينكما ؟
- عفواً سيدتي , هناك علاقة بما بيني وبين والدك ... وهناك علاقة بيني وبينك.
- من أي نوع ؟
- من نوع السكين التي اخفيتها في جيب معطفك , ليلة شرفتني بزيارتك الاولى.
- ورأيتك تجلس على حقيبة سفرك , في الظلمة الدامسة ... ما اسم الطير الذي يحب الظلمة ؟ اظنه الوطواط , أليس كذلك ؟
رد أيهم بجفاء :
- أنا هو الوطواط سيدتي , وانا من يحب الظلمة , وانا من كان يجلس على حقيبة سفره, وانا من قال لك إنني مخصي , ومن اشاح بنظره عن مفاتنك التي اجتهدت في عرضها , وانا من قال لك : »انتهت الزيارة , انصرفي واغلقي الباب وراءك ) وانا من قلت عنه انه وغد , وكنت صادقة في ذلك , وكي اريحك اضيف : انا قليل الذوق الذي وضع هداياه التافهة وراء الباب , من الخارج , لاداخله كما يليق برجل متمدن ... انني متوحش سيدتي , وباق على وحشيتي ... هذا اعترافي الكامل , اذا كان ذلك يريحك !
جاءت السيدة مارغريت باقداح الويسكي المثلوج , تأخرت عمداً في الاتيان بها , كي تسمع ما يدور من حديث , بين ابنتها وبين هذا الشاب الذي يقول عن نفسه إنه متوحش , لكنه قال أيضاً : » ليس من المعقول أن تغار البنت من أمها ) لأنه لاحظ أنها تغار فعلاً ... وهذا ليس بالاكتشاف الجديد .
تناول أيهم كأس الويسكي شاكراً , تقبل بسرور نخب السيدة مارغريت , دق كأسه بكأسها , التفت إلى مارغريت قائلاً :
- هل تسمح سيدتي بشرب نخبها ؟
ابتسمت غبريلا وقالت :
- ايش , يدري دراغام ( بصحتك عزيزي )
أضافت بعد أن شربت النخب :
- لكنك لم تدق كأسك بكأسي كما هي العادة , وكما فعلت مع أمي
- ولن أدقه أبداً , كما يخيل إلي , وبذلك أثبت أنني متوحش , قادم من غابات أفريقيا إلى هذا البيت العامر !
- تذكر أنك تتكلم مع امرأة , والكلام مع المرأة لايكون بهذه الخشونة !
قالت السيدة مارغريت :
- فيزاج غبريلا ( انتبهي ياغبريلا ) إنه ضيف في بيتنا .
- إيكن مما ( نعم يا أماه , سأنتبه ) وحتى دون تنبيهك كنت منتبهة , الى أنه » رجل غير عادي ) كما يحلوله أن يقول , وكما كتبت عنه في دفتر يومياتي .
- ماهي المشكلة في هذه الحال سمعت بعضاً من نقاركما وأنا أعد القهوة , هل أعددت القهوة أم كؤوس الويسكي المثلجة ؟
وكان وقعه علي صعباً ... هناك حكمة تقول : »لافائدة من تذكر الاشياء السيئة) فلماذا علينا , ونحن في لحظة صفاء مفترضة , أن نتذكر ما كان , الذي صار وراءنا؟
- وهناك مثل عالمي , عن الذئب الذي زعم ان النعجة عكرت عليه الماء ... أنا هي النعجة المقصودة , ويبدو أن علي ألا أعكر الماء على أي ذئب , أنا , صدقيني , لاأفعل شيئاً سوى وضع قدمي في الماء , الذي يعتكر لذاته ... لقد عاتبت الضيف الكريم , حتى يتخفف كلانا من أوضار قلبه , وأحسب أن هذه الأوضار تخففت بالنسبة إلي, أما بالنسبة إليه لاتزال باقية ... لنشرب , هذا افضل من العتاب .
قال ايهم :
- لدينا , نحن العرب , مثل يقول :» العتاب صابون القلوب !)
قالت السيدة مارغريت :
- لدينا أيضاً مثل مشابه ... انتهى العتاب الآن , صفت القلوب , غسلها الصابون فأصبحت في نقاء الثلج على جبل كلّرت أيام الشتاء ... لدي اقتراح , آمل ان يفهم على حقيقته : ليقبل بعضنا بعضاً , كأصدقاء يعيشون في بيت واحد !
هيّا , ليقبل أحدكما الآخر , غبريلاوأنت , وبعد ذلك يأتي دوري .
- سألت غبريلا:
-اقتراحك جيد , ولكن من يبدأ أولاً ؟
- المضيفة طبعاً يا غبريلا .. لنا تقاليدنا نحن المجريين , ورثة أمجاد الامبراطورية النمساوية... إلا أن التقبيل على الخدين فقط , الفم منطقة خطرة , محظور الاقتراب منها !
قالت غبريلا ضاحكة :
- هذه أنت دائماً يا أماه , تبنين ثم تخربين ما بنيت , سمحت بالتقبيل , وحددت, سلفاً, المناطق المسموحة والمناطق الممنوعة ... ما هذا القرار الشاهنشاهي ؟ مع ذلك لابأس , شيء خير من لاشيء ... أعطني خدك يا أيهم !
تدخلت الأم :
- أعطه خدك أنت أولاً , ياغبريلا , ولاحاجة للتذكير ...
ضحكت غبريلا وقالت :
- بتقاليد الامبراطورية النمساوية ... هذا خدي يا أيهم !
قال أيهم لغبريلا:
- أفضل , في هذه الحال , أن أقبل يدك بدلاً من خدك يا سيدتي .
هبّت غبريلا واقفة , قالت وهي عاجزة عن ابتلاع الاهانة :
- أنت وغد , وستبقى وغداً حياتك كلها ... أنا في غرفتي يا أماه !
حنا مينة
المصدر: الثورة
حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (7)
حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (6)
حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (5)
حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (4)
حنا مينة: النار بين أصابع امرأة (3)
إضافة تعليق جديد