"حضرموت" لـ"داعش" و"عدن" لـ"القاعدة".. سيناريو رسمي لدول العدوان على اليمن
تدخل العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني عسكريا على اليمن منذ مارس 2015م بعد فشله الذريع في تمرير مشاريعه العدائية ضد الشعب اليمني عبر أدواته السياسية والأمنية التي تساقطت الورقة تلو الأخرى وأصبح مخطط العدوان مكشوفا أمام الشارع اليمني الذي تحرك بوعي لمواجهة تلك المخططات والتي من أبرزها استخدام ورقة القاعدة وأدواتها من مرتزقة حزب الإصلاح وقياداته المدنية والعسكرية والأمنية لخلق حالة الفوضى واستنزاف الثروة بذريعة مكافحة الإرهاب في اليمن وتخويف المستثمرين بتلك الوسائل التي تمثل أداة واضحة بيد قادة العدوان وعملت على صناعة المفخخات وعمليات الاغتيالات للقادة العسكريين والمدنيين والسياسيين المعروفين بولائهم للوطن ومحاربة القاعدة.
الفشل الذي منيت به تلك المؤامرة على البلد من خلال استخدام ورقة القاعدة كان عبر تحرك أبناء الشعب اليمني وفي طليعتهم أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد المخطط عمليا وتساقط كثير من قيادات القاعدة وأوكارها وكاد اليمنيون أن يستكملوا القضاء على تلك البؤر الإرهابية الإجرامية لولا تدخل القادة الفعليين لتلك الجماعات بتشكيل ما يسمى التحالف العربي ليقود الحرب والعدوان على اليمن بمشاركة أمريكية إسرائيلية واضحة ومعلنة حتى أن الحرب أعلنت من واشنطن عبر البوق السعودي عادل الجبير وذلك للحفاظ على ما تبقى من القاعدة ومساندتها ودعمها تحت غطاء الشرعية المزعومة .
تسعة أشهر لم تستطع دول العدوان وأدواتها من داعش والقاعدة ومرتزقتهم تحقيق أي هدف من أهدافهم سواء المعلنة منها أو المبطنة لشن العدوان على اليمن.
ولسنا في صدد الحديث عن العدوان المستمر على اليمن وما ترتب عليه لحد الآن فلم يعد ذلك خفيا على أحد وقد أصبحت الحرب على اليمن صدارة الكلام والكتابة السلبية منها والإيجابية لكننا هنا نسلط الضوء على الهدف الخفي وغير المعلن للعدوان وهو تمكين الأدوات والعصابات والجماعات الإرهابية من بسط النفوذ والسيطرة على البلد لتستمر حالة الفوضى وانعدام الأمن والإستقرار في البلد حتى لو توقف العدوان ظاهريا.
الهدف الأخطر هو توطئة القدم لداعش والقاعدة على الأرض اليمنية وبمساندة أمريكية صهيونية سعودية إماراتية وعبر شماعة الشرعية وإعادتها الى البلد بعد عجزهم عن ذلك بمختلف الطرق والوسائل السابقة والقائمة حاليا سياسيا وأمنيا وعسكريا وإعلاميا وبما لا يخفى على أي متابع تبادل الأدوار التي تقوم به دول التحالف في عدوانها على الشعب اليمني من تنفيذ للمخطط الصهيوني الأمريكي الرعاة الرسميين لهذا العدوان.
فمحاولة إبراز الخلاف بين أسرة آل سعود داخليا يأخذ بعدا سياسيا في إدارة اللعبة من جهة ، وكذلك إبراز الخلاف بين السعودية والإمارات بذريعة القبول من عدمه لتنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن له بعد آخر أضف إلى ذلك العمل على إبراز الخلاف بين هادي وبحاح الذي يتحرك في نفس المسار المخطط له في المؤامرة لتصبح الحقائق أكثر وضوحا وتجليا من خلال إفتعال الخلافات وتراشق الإتهامات بين تنظيم داعش من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخرى وهنا يبدو لكثير من المراقبين والمتابعين أن الوضع في هذا المسار يمثل لغزا يحتاج الى تفكيك العقد ومكامن المؤامرة.
ونحن هنا وفي هذا التقرير سنبرز طرفا من تلك الأطراف وأسرار تلك الخلافات المعلنة والتي هي تمارس في الواقع خلاف ذلك وتربطها العلاقة الوثيقة ببعضها البعض في تنفيذ المخططات الرامية لتمزيق اليمن بالكامل وسنسلط الضوء على بعض من أسرار المعارك الأخيرة في حضرموت من خلال ما كشفته مصادر متعددة من أبناء الحراك الجنوبي وعناصر من المقاومة الجنوبية في عدن وحضرموت لوكالة الأنباء اليمنية سبأ والتي تبين لها الكثير من الحقائق نتيجة التحركات المباشرة من عدن ومن خلال مصادر ميدانية بحضرموت اطلعت على بعض الوثائق التي وجدت بحوزة المهاجمين للمعسكرات التابعة للجيش اليمني والتي أعلنت ولاءها في بداية العدوان لهادي وعملت على حفظ الأمن والاستقرار في حضرموت خصوصا في الوادي والصحراء.
التفاصيل الأولى لتلك المعركة كانت من عدن حيث أكد المصدر أن تلك العناصر تحركت بتنسيق متكامل من داخل معسكر رأس عباس بالبريقة في عدن على شكل سرايا حيث تضم السرية من 25-30عنصرا بحسب الكشوفات المرفقة معهم وفي ثلاث سرايا حيث لكل سرية أمير ومسمى فالسرية الأولى سرية ( مصعب العدني) ويقودها الأمير (أوس العدني) كما سميت السرية الثانية باسم (عبد الرحمن العدني) والتي يقودها الأمير(ابومحمد السهلي) أما السرية الثالثة فتعرف باسم(ابوسهل العدني) ويقودها الأمير (ابو عبيدة العدني) ويشير المصدر من عدن الى أن السرايا تحركت من معسكر رأس عباس بالبريقة يومي 12-13 /10 /2015م باتجاه محافظة حضرموت وبتسهيلات كبيره والتي اتضحت من خلال مضمون التصاريح التي كانت بحوزتهم.
ووصولا الى حضرموت وتفجير المعركة التي انقشعت سريعا لتبرز من نتائج القتال خفايا وأسرار كانت بحوزة القتلى الذين سقطوا في المعركة من الدواعش المهاجمين حيث أفادت مصادر خاصة ومطلعة بمحافظة حضرموت لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن القتلى من الطرفين المهاجم ومن الجيش بلغ قرابة الأربعين قتيلا وقد تركت جثث القتلى من الدواعش في نقطة القارة التي تم مهاجمتها وكان بحوزتهم أوراق وهواتف وبطائق وتصريحات تحتوي على كثير من المعلومات والتي من أبرزها تقارير ورسائل بين قيادة المجموعة وما يسمى بوالي ولاية حضرموت حيث كشفت الرسائل المرفوعة الى والي حضرموت بأن الهجوم على نقطتي القارة بمديرية شبام حضرموت ونقطة وادي سر بمديرية القطن بعدد (270)مهاجما من عنصر الولاية.
كما تضمنت الرسائل توجيهات والي ولاية حضرموت بإسقاط مديريات الوادي والصحراء مهما كلف ذلك من تضحيات ، أضف إلى ذلك وجود مراسلات بين القيادة الميدانية وقيادة أخرى بأرقام سعودية وأسماء شامية تتضمن أهمية إسقاط الوادي والصحراء وأن أهميته تكمن في اتساع مساحته واتصاله بحدود مع المملكة العربية السعودية وعمان والتي أسموهن بالدولتين الكافرتين أضف الى ذلك وجود آبار نفطية للتمويل كما ورد في الرسائل.
وأكد المصدر اطلاعه على بطائق وتصريحات لدخول المعسكرات كانت بحوزة القتلى الدواعش وتصريحات للمرور بدون تفتيش ومختومة بنوعين من الختومات احدها باسم: سليم سالم صالح عمر وصفته (خادم الكتاب والسنة) كما في الختم ، والختم الآخر باسم كتيبة التدخل السريع بعسكر رأس عباس بالبريقة بمحافظة عدن وفي أعلى الختم اسم (المقاومة الجنوبية) كما تضمنت التصريحات الموجهة الى من يهمه الأمر والمختومة بنفس الختمين بعدم اعتراض هؤلاء الأشخاص مع ما بحوزتهم من ذخيرة ومشتقات نفطية كونهم في مهمة حسب ما ذكر في التصاريح.
كما كشفت الرسائل بين القيادة لتلك السرايا بأنه يجب تحرير حضرموت من معسكرات الإمارات والتي أطلق عليها في الرسائل معسكرات عملاء الكفار، وقد تضمنت الردود على القيادة التي تظهر من خلال التوجيهات بأن الأمر يجهز له وأنه سيبشره بالتنفيذ العاجل.
من المعطيات السابقة وما يجري على الأرض يتضح حقيقة التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن التوجيهات التي صدرت عبر الخادم المطيع هادي بتسليم وتسهيل السيطرة على حضرموت لتنظيم (داعش) وترك عدن لتنظيم القاعدة بذريعة الخلاف المفتعل بينهما ، وحتى وإن صح الخلاف فهم يتحركون وفق سياسة أمريكية صهيونية مرسومة ومخطط لها بدقة يحركونهم نحو الخلاف متى ما كان الوضع يتطلب ذلك ونحو الوفاق بالمثل وعليهما فقس ما بين هادي وبحاح وما بين السعودية والإمارات وما بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.
كما تكشف الوثائق إجماع دول العدوان على القضاء على أي عنصر قوة متبقية للجيش اليمني حتى ولو كان في دائرة الولاء والطاعة لهم كما هو الحاصل في حضرموت والتحرك لإسقاط المنطقة العسكرية الأولى في سيئون وتوسيع رقعة تواجد الجماعات التكفيرية سواء من داعش او القاعدة او غيرهما لإبقاء حالة الحرب مستعرة ضد اليمنيين حتى لو توقف العدوان.
وصول عادل محمد باحميد محافظ حضرموت اليوم قادما من بيشة وبرفقته واستقباله عددا كبيرا من قيادات حزب الإصلاح في مطار سيئون يتقدمهم صلاح الجهوي وفرج ناجي بن طالب ، كما يرافقه عدد من الجنود وبرفقتهم 10 أجهزة لاسلكية متطورة تثير الاستغراب كونها لم تطلب من الأجهزة الأمنية والتي لا تمتلك تلك النوعية والعدد يؤكد أن هناك غرفة عمليات غير رسمية تدير اللعبة في المحافظة ، وقد بدا على الشارع في حضرموت الإستياء والقلق من تكرار سيناريو تسليم مديريات الوادي والصحراء كما سلمت مديريات الساحل في شهر ابريل الماضي والذي لعب المحافظ دورا بارزا في تهيئة ذلك السقوط .
ومما يثير المخاوف لدى أبناء حضرموت هو التحرك الواضح والمعلن للقيادي البارز في تنظيم داعش (جلال بلعيدي) والذي يعقد اجتماعات موسعة كان آخرها بمدينة الشحر بساحل حضرموت والتي ركزت على ضرورة إسقاط المنطقة العسكرية الأولى بسيؤن ومديريات الوادي والصحراء.
المصدر: سبأ
إضافة تعليق جديد