حزب الله : لبنان أصبح مسرحاً للصراع الدولي
صدرت في لبنان أمس، جملة من المواقف المنتقدة للأكثرية النيابية والقرار الدولي 1680. واعتبر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي أن «السياسة المتبعة وتوتير الأجواء السياسية باستمرار، وتعكير الأجواء مع سورية، والتنكر لمبادئنا وثوابتنا الوطنية، تخلق جواً غير مريح في البلد، وهذا من شأنه أن يفاقم كل الأزمات»، وقال: «بلدنا اصبح مسرحاً للصراع الدولي، واليوم عندما يهتم (الرئيس الأميركي) جورج بوش بلبنان الذي هو اصغر من ربع مدينة في أميركا ويتحدث عنه وبه يومياً، فهذا يظهر مدى قوة الصراع الموجود على أرضنا».
ولفت كرامي خلال استقباله وفوداً في طرابلس أمس، إلى أن «المنطق الذي كان سائداً من جانب ما يسمى بالأكثرية، وقد أثبتت الأيام أنها أكثرية وهمية، هو الذي يساهم في خراب البلد»، مؤكداً انه «عندما تصبح إسرائيل غير عدوة، وتصبح سورية عدوة، فهذا يعني أن أموراً غير منطقية تسير في هذا البلد». وقال: «نحن من خلال السياسة في الأيام المقبلة وبعد تشكيل الجبهة (المعارضة) قريباً سيكون هناك عمل سياسي (غير شكل)، وسيكون هناك عمل شعبي أيضاً، والهدف من ذلك هو خلاص البلد»، منتقداً ان يصبح «المجرم الذي قتل رشيد كرامي هو الناسك والفاهم والوطني والمرشد والواعظ والناصح، في حين الرجل الوطني والشريف الذي اغتيل يجب أن يشطب من قائمة الشهداء».
وجدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد رفض القرار 1680، مطالباً «الحكومة اللبنانية برفضه وإدانة مضمونه بدل التصفيق له كما يفعل بعض الهواة القاصرين في لبنان». واعتبر رعد في احتفال في بلدة الطيبة في مناسبة عيد المقاومة والتحرير أن «القرار الأخير يؤسس لسياق خطير من القرارات الدولية ولنظام مجلس الأمن وصلاحياته وميثاق الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «قوى 14 شباط (فبراير) توتر العلاقة بين لبنان وسورية».
وسأل رعد عما ستفعل الحكومة اللبنانية «لو أصدر مجلس الأمن لاحقاً قراراً يشجع لبنان على إقامة صلح مع إسرائيل»، وقال: «هل سترى الحكومة أن القرارات الدولية لا تقبل النقاش، أم انها ستلهث وراء الصلح مع العدو استجابة للقرار الدولي؟»، مؤكداً أن «لن يخدعنا أحد أو يرغمنا على القبول بمضمون القرارات التي تستند إلى القرار 1559».
واعتبر عضو الكتلة نفسها حسين الحاج حسن أن «كل قرارات مجلس الأمن الدولي تستهدف نزع سلاح المقاومة فقط، وهي لا تريد سيادة لبنان وحريته واستقلاله»، مؤكداً «أن هدف القرار 1680 هو الضغط على سورية وسحب سلاح المقاومة، فيما انه لم يذكر الاعتداءات الإسرائيلية اليومية وأسرانا في سجون العدو». وسأل الحاج حسن في بعلبك، عن «مصلحة اللبنانيين في افتعال الأزمات مع سورية، وما مصلحة لبنان واللبنانيين في تدويل الحوار ومهاجمة أي محاولة لوساطة عربية تعيد العلاقات اللبنانية - السورية إلى طبيعتها».
وانتقد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي حسن خليل «من يعتبر أن القرار 1680 استند إلى مقررات مؤتمر الحوار الوطني لجهة بناء علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية وترسيم الحدود بين البلدين»، وقال: «تناسى من كان وراء هذا القرار أن المتحاورين اجمعوا أيضاً على مطالبة إسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعلى حق لبنان بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي حتى تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين من السجون الإسرائيلية».
وأكد عضو الكتلة نفسها أيوب حميد أن «قرارات مجلس الأمن الأخيرة في غير الاتجاه الصحيح»، معتبراً انه «لا يمكن علاقات طبيعية أن تقوم بين دولتين قسراً، أو يملى عليهما أن يرسما حدودهما وعلاقاتهما، وهما تاريخ وجغرافيا مشتركان».
واعتبر مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أن «توالي صدور القرارات الدولية هو دليل فشل تطبيق القرارات السابقة، ولو انهم نجحوا في تطبيق القرار 1559 لما صدرت قرارات جديدة».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد