حرب المظلة الأمنية الإقليمية الإسرائيلية

الجمل : من المؤسف أن معظم الأطراف الغربية ، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ، لا تهتم بوجهة النظر القائمة على الإدراك السليم والصحيح والتي تستند على التحديد الحقيقي لـ (من هو الخاطئ) في إشعال دوامة العنف الدموي التي ظلت سابقاً .. وحالياً  تمسك قبضتها بالشرق الأوسط .
بكل تأكيد لقد قام حزب الله بشن غارة عبر الحدود ، وأمسك بجنديين إسرائيليين ، وذلك على خلفية تضامنه مع الفلسطينيين ، الذين يتعرضون لأشد أنواع القمع ، أما هجمات حزب  الله الصاروخية فهي تمثل رد الفعل إزاء  القصف الإسرائيلي  الفادح ،  والذي تم التخطيط له مسبقاً من أجل تحقيق هدفين، الأول يتمثل في إزالة (أنياب) حزب الله ، والثاني  القيام بعملية تغيير النظام  في لبنان ، والتي ربما  تمتد إلى بعض البلدان الأخرى ، كإيران مثلاً.يقول الكاتب الإسرائيلي ، جدعون ليفي ، في مقال له بصحيفة هاآرتس ، بوعي تام: "في غزة ، تم اختطاف جندي من جيش الدولة الذي ظل يقوم بشكل مطرد ومتعاقب بعمليات خطف المدنيين من منازلهم ويقوم بسجنهم لعدة سنوات بمحاكمة أو دون محاكمة"
البيت الأبيض يقود حالياً حملة سوء توصيف وتشخيص تسلسل الوقائع الناجمة عن عملية توسيع الحرب الجارية بطريقة  تكشف عن مدى السلاسة التي تم بها ترتيب العلاقات العامة بالشكل الذي يخدم إسرائيل ، وحالياً تتمادى للهجوم على إيران ، بواسطة الولايات المتحدة ، أو ربما بواسطة إسرائيل نفسها  بعد أن تطمئن على أن القصاص لن يأيتها عبر لبنان ..، وهي جميعها أمور تشير إلى أن أحد أهداف إسرائيل من محاولة إزالة (أنياب) حزب الله  يتمثل في رغبتها في العمل على حرمان إيران من احد خطوط دفاعها .
بعد الدراسة التي أعدها وقام بنشرها اثنين من علماء جامعة هارفرد، انكشفت تماماً السيطرة غير العادية ، التي يمارسها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على السياسة الأمريكية الخارجية ، وهي سيطرة أكدتها  أكثر فأكثر الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل حالياً ـ في غزة ، ولبنان ـ لمرات عديدة ، بكل أسف، يعيد التاريخ ً نفسه ، فحتى الآن ، تهدف هذه الحرب الى القضاء بشكل نهائي على السلطة الفلسطينية ، وإعادة الفلسطينيين إلى الأمر الواقع  الذي كانوا يعيشون ضمنه في الماضي ، بشكل يماثل على الأقل ، إن لم يكن أسوأ  نظام الملل في الإمبراطورية العثمانية، ومن ناحية أخرى تهدف إلى ما تطلق عليه تسمية (تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي) الذي طالب بـ (تجريد أسلحة الميليشيات اللبنانية ، علماً بأن هناك الكثير من قرارات مجلس الأمن التي لم يحدث أن حرصت إسرائيل على احترامها.
إن الهدف الإسرائيلي غير المعلن يتمثل حالياً في أن إسرائيل  تسعى   لإيقاع المزيد من البلوى والضرر من أجل تركيع لبنان ـ اضعف بلدان المنطقة ـ ثم تقوم بعد ذلك بالتقدم نحو الخطوة الكبرى والتي تتمثل في إقامة المظلة الأمنية الإسرائيلية (pax israelica )

الجمل : قسم الترجمة
    الكاتب : كافي إفراسيابي
المصدر: آسيا تايمز