جيفري يبحث في أنقرة الملف السوري في مسعى أميركي لتطويق الانزياح التركي إلى روسيا
مع تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن، بسبب تسليم روسيا لتركيا منظومة صواريخ «إس 400»، يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري غدا إلى أنقرة لبحث الملف السوري مع المسؤولين الأتراك، في مسعى من واشنطن لاحتواء نظام أردوغان.
وذكرت قناة «a haber» التركية، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، سيبدأ على رأس وفد من بلاده زيارة إلى أنقرة غداً الإثنين، من أجل لقاء المسؤولين الأتراك، حيث ستتركز المباحثات على الملف السوري.
وحسبما ذكر موقع «العربي الجديد» الإلكتروني القطري الداعم للتنظيمات الإرهابية والمعارضات السورية، لفتت القناة المقربة من الحكومة التركية، إلى أن الملف السوري هو الذي سيكون في صلب المباحثات بين الوفدين التركي والأميركي، وعلى رأسها التطورات في شرق الفرات، وتشكيل ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة، وذلك في استكمال للمباحثات التي جرت خلال الفترة السابقة.وأشارت القناة إلى أن «اللقاءات التي توصف بالتقنية ليست الأولى بين المسؤولين الأتراك ونظرائهم الأميركيين»، مشيرة إلى أنه «جرت عدة لقاءات في واشنطن وأنقرة لبحث ملف الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، وتشكيل المنطقة الآمنة، ولكن لم تحصل تطورات ملموسة».
رأت القناة أنه «من اللافت أن الزيارة تأتي غداة بدء وصول منظومة صواريخ إس 400 الروسية إلى تركيا، والرد الأميركي على الخطوة التركية بإخراج أنقرة من برنامج تصنيع مقاتلات إف 35 المتطورة».
على خط مواز، قالت مصادر دبلوماسية، حسب جريدة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي: إن زيارة جيفري، الذي سيرافقه أيضاً أحد المسؤولين بالخارجية الأميركية تقررت خلال اتصال هاتفي جرى الليلة قبل الماضية بين المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
وحسب المصادر، سيلتقي جيفري والوفد المرافق كالين ووزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار، كما يجري مباحثات مع مسؤولين في الخارجية التركية.تأتي زيارة جيفري بعد أن اختتمت مجموعة عمل تركية أميركية، في واشنطن الجمعة، اجتماعات استمرت يومين تم خلالها بحث التطورات في سورية، ولاسيما ما يتعلق بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي وإنشاء ما تسمى «المنطقة الآمنة» وما تسمى «خريطة طريق منبج».
تأتي الزيارة واجتماعات مجموعة عمل بالترافق مع تحشيدات وتجهيزات جيش النظام التركي على الحدود السورية التركية، ووسط توتر متصاعد في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، على خلفية تزويد روسيا تركيا بمنظومة صواريخ «إس 400» الروسية، الأمر الذي أغضب أميركا وإطلاقها التهديدات بفرض عقوبات ضد أنقرة، على حين اعتبرت وسائل إعلام أميركية أن صفقة «إس 400» بين روسيا وتركيا تشير إلى انقسام حلف شمال الأطلسي «ناتو» الذي تعتبر تركيا وأميركا من أعضائه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدعم بلاده الميليشيات الكردية في شمال سورية، أعلن بداية العام الجاري عن نيته إنشاء ما سماه «منطقة آمنة» في شمال سورية، الأمر الذي رحب به النظام التركي وأعلن رغبته بأن يدير بمفرده هذه المنطقة.
إضافة تعليق جديد