توتّر طائفي في الكويت

14-03-2008

توتّر طائفي في الكويت

أدّت حملة التضييق على رجال دين وسياسيّين شيعة معروفين في الكويت، في الفترة الأخيرة، إلى تغذية التوتّر الطائفي في هذا البلد الغني بالنفط، ما يطرح بحسب محلّلين تساؤلات عن هدف هذه الحملة وتوقيتها.
وقالت مجموعة من علماء دين شيعة، في بيان وزع أوّل من أمس، إنّ ما قيل عن ارتباط الناشطين الشيعة، الذين ألقي القبض عليهم في أعقاب مشاركتهم في تجمّع تأبيني للقيادي في «حزب الله» عماد مغنية، بخطة لقلب النظام في الكويت، هو «هجمة من قبل الأجهزة الأمنيّة».
من جهته، قال الكاتب الشيعي عبد الحميد دشتي، في صحيفة «النهار» الكويتية، «أن تكون شيعياً في الكويت يعني أنّ عليك أن تُقسم خمس مرات في اليوم بعد كلّ صلاة أنّك تكره إيران وتحبّ إسرائيل».
واتهم بعض المعلّقين في الصحف إمّا الولايات المتحدة أو إيران بافتعال الأزمة التي بدأت بعد اعتقال 8 ناشطين شاركوا في تأبين مغنية، أفرج عنهم لاحقاً بكفالة بعدما أمضوا أيّاماً عديدة في الاحتجاز، وآخرهم هو النائب الشيعي السابق، عبد المحسن جمال، الذي أطلق سراحه أمس في مقابل كفالة قدرها حوالى 37 ألف دولار، وقد منع من مغادرة البلاد.
وقال محامي الناشطين الشيعة، عبد الكريم بن حيدر، لوكالة «فرانس برس»، إنّه لم يتم استجوابهم لمشاركتهم في التجمّع التأبيني، بل للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم سري هو «حزب الله ـ الكويت» يعمل على قلب النظام. وذكر أنّ المستجوبين اتهموا أيضاً «ببثّ أخبار كاذبة تضعف موقع الكويت في الخارج».
ووجهت الاتهامات إلى المجموعة في إطار دعوى تقدّمت بها وزارة الداخلية، وهي مبنية، بحسب حيدر، «على معلومات من الثمانينيات» أي في خضمّ التوترات السنيّة الشيعيّة التي رافقت الحرب العراقيّة ـ الإيرانيّة.
وأسفرت حملة التضييق عن إثارة غضب الشيعة، الذين يشكّلون ثلث المواطنين الكويتيين تقريباً (مليون من أصل ثلاثة ملايين نسمة) والممثّلين بأربعة نواب في مجلس الأمّة من أصل خمسين نائباً، إضافة إلى وزيرين في الحكومة من أصل 16 وزيراً، من الدعوات التي وجهتها بعض الصحف المحلية لنزع الجنسيّة الكويتية عن الذين شاركوا في تأبين مغنية وترحيلهم إلى إيران.
وذكّرت الاتهامات الحاليّة الشيعة بحملة تضييق شنّت قبل حوالى عقدين عندما دعمت الكويت العراق بقيادة صدام حسين في حربه ضد إيران في الثمانينيات. ونفذت مجموعات عراقيّة ولبنانيّة شيعيّة عدداً من الهجمات في الكويت حينها، بما في ذلك محاولة لاغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في أيّار عام 1985.
ورأى بعض الكتاب الليبراليّين أنّ الحملة تمّت بدفع من الولايات المتحدة وذلك لكبح جماح العناصر المتعاطفة مع إيران. وقال الكاتب أحمد الديين، في صحيفة «عالم اليوم»، «أخشى أن تكون الكويت مستهدفة مثلما جرى استهداف بلدان ومجتمعات عربيّة وإسلاميّة أخرى مثل العراق ولبنان وفلسطين وباكستان بمخطط الفوضى الخلاقة الذي أطلقه المحافظون الجدد».
إلّا أنّ الكاتب نبيل الفضل، يرى أنّ إيران هي وراء ما يجري بهدف تخويف الكويت من المشاركة في أيّ عمل عسكري ضدّ طهران.
وكتب في صحيفة «الوطن» أنّ «ما نتعرّض له الآن كلّه يصبّ في خانة تهديد واضح عمّا يمكن لإيران أن تفعله عبر أحزابها وكوادرها إذا ساهمت الكويت في توفير أرضيّة للضربة العسكريّة (الأميركيّة) ضدّ إيران».

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...