تقييم خيارات انسحاب القوات الأمريكية من العراق
الجمل: دخلت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية إزاء العراق الخطوات الأخيرة لمرحلتها الثانية التي بدأت في النصف الثاني من كانون الثاني الماضي، والتي بدأت بإعلان الرئيس بوش لقرار زيادة القوات الأمريكية، الذي تجاهل فيه توصيات لجنة بيكر- هاميلتون (مجموعة دراسة العراق).
· المحددات العامة للمرحلة الثانية
- هدفت هذه المرحلة إلى تحقيق الأمن الدائم لمنطقة بغداد الكبرى –أي مدينة بغداد وأريافها- كأساس لإحراز التقدم السياسي في المجالات الأخرى.
- القيام بحملات مكافحة التمرد في المحافظات العراقية المضطربة مثل الأنبار، وصلاح الدين، وديالا... وغيرها.
- ضبط الحدود العراقية مع دول الجوار.
- بناء القوات العراقية.
- إجازة قانون النفط العراقي.
- إنجاز المصالحة الوطنية.
- اعتماد الفيدرالية.
· الحملات والعمليات العسكرية الأمريكية:
شمل نطاق الحملات والعمليات العسكرية الأمريكية كل المحافظات العراقية، بدرجات متفاوتة الشدة، ماعدا محافظات منطقة إقليم كردستان العراقي.
المناطق التي كانت أكثر تمرداً، وواجهت فيها القوات الأمريكية الكثير من المواقف الميدانية الحرجة، تمثلت في: الفلوجة، النجف، ومدينة الصدر، تلعفر، ووادي الفرات الأعلى، الرمادي، وبغداد.
تزامنت التحركات العسكرية الأمريكية مع تحركات دبلوماسية أمريكية استهدفت: سورية، إيران، والسعودية.. وذلك لتشدد الحصار الخارجي الإقليمي ضد حركة السكان العراقيين، على النحو الذي يتيح للقوات الأمريكية تنفيذ عمليات التصفية والاستئصال التي كانت تقوم بها وحداتها في المناطق.
· الإدارة الأمريكية في مواجهة الخيار الحرج:
لم يعد ممكناً الاستمرار في حرب العراق، وبرغم إصرار إدارة بوش على ضرورة إطالة أمد بقاء القوات الأمريكية في العراق، فقد أصبح خيار الانسحاب هو الخيار الأكثر احتمالاً.
ناقشت لجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس النواب الأمريكي تقريراً أعده الدكتور ستيفن بادل، رئيس مجلس السياسة الدفاعية الخاصة بشؤون العلاقات الخارجية الأمريكية. وقد حمل التقرير الذي اعتمدته لجنة مجلس النواب عنوان (تقييم خيارات عمليات القيام بانسحاب جزئي للقوات الأمريكية من العراق).
يقول التقرير بأن تأييد الرأي العام لسياسة زيادة القوات التي أقرها وانتهجها الرئيس بوش، أصبح تأييداً منخفضاً للغاية، وضمن أدنى المستويات، ولما كانت مبررات زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، التي تذرع وتعلل بها بوش، قد أصبحت غير ذات جدوى، فإن المطالبة داخل أمريكا بعملية سحب القوات الأمريكية من العراق أصبحت أكبر مما كانت عليه في الماضي.
· المفاضلة بين الانسحاب الجزئي والانسحاب الكامل:
يقول التقرير بأن خيار الانسحاب الجزئي هو المناسب أمام الإدارة الأمريكية.. أما خيار الانسحاب الكلي فهو غير مناسب. ويفاضل التقرير بين خيارين على النحو الآتي:
- خيار الانسحاب الكلي:
سوف تترتب المزيد من المخاطر والتهديدات للمصالح الأمريكية ومصالح العراقيين ودول المنطقة، وذلك لأن معظم التوقعات تقول بالاحتمال الكبير لحدوث الحرب الأهلية العراقية، وذلك بسبب فراغ القوة والسلطة الذي سوف ينشأ في العراق، إذا قامت أمريكا بالانسحاب دفعة واحدة.
- خيار الانسحاب الجزئي:
سوف لن تترتب على هذا الخيار المخاطر والتهديدات وذلك لأن الوجود الأمريكي سوف يكون مستمراً على النحو الذي سوف يردع الأطراف العراقية عن الاقتتال الداخلي، وأيضاً سوف يردع إيران من التدخل في العراق، إضافة إلا أنه سوف يعطي العراقيين الفرصة لتحقيق الاستقرار وتوسيع دائرة المشاركة في العملية السياسية.. كذلك سوف يتيح الانسحاب الجزئي لأمريكا فرصة الاستمرار في بناء قوات الأمن العراقية، وترسيخ النظام البرلماني الديمقراطي، إضافة إلى ضمان المصالح النفطية الأمريكية والأوروبية في العراق.
وعموماً، يركز التقرير على ضرورة قيام الإدارة الأمريكية بالتخطيط الجيد لتنفيذ سيناريو انسحاب جزئي مبكر، ورأى أن أهم شروط هذا الانسحاب يجب أن تتمثل في جعل برنامجه يتضمن النقاط الآتية:
* تأمين عملية ضبط الحدود العراقية مع دول الجوار.
* بناء قوات الأمن والجيش العراقية.
* محاربة الإرهاب.
* إعادة نشر القوات الأمريكية في إقليم كردستان.
* تأمين استمرارية النظام البرلماني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد