تقرير: ارتفاع جنوني في أسعار الألبسة الشتوية
تشهد أسعار الألبسة الشتوية ارتفاعاً كبيراً جعل غالبية المواطنين غير قادرين على شراء احتياجاتهم منها، وفي محاولة ملحة للبحث عن بدائل، سواء بترقيع الألبسة القديمة أو الشراء من البالة، فالأسعار برأيهم غير منطقية ولاتتناسب إطلاقاً مع الدخل.
وأخبرتنا السيدة منى (ربة منزل ) أنّ لديها 4 أولاد، وأرادت شراء بيجامات لأولادها فتفاجأت أنّ سعر البيجاما الواحدة يتراوح بين 2500 و4 آلاف ليرة، والبيجاما الرجالية أو النسائية وصل سعرها إلى 6 آلاف ليرة، وقالت: “أحتاج أكثر من 27 ألف ليرة لشراء بيجامات للعائلة، وهوما يقارب راتب زوجي الشهري الذي يعمل موظف حكومي، وأمام هذه الأسعار سأقتصر على شراء قطعتين أو ثلاثة هذا الشهر، ومع ذلك فسنكون في مشكلة مادية خلال هذه الفترة”.
وأراد الطالب الجامعي، محمد، شراء سترة شتوية، لكن الصدمة كانت في الارتفاع الجنوني لأسعارها في غالبية المحلات، ومعظم البضائع الموجودة في السوق مستوردة من الصين وغير مضمونة الجودة، وأقل سعر وجده كان 6 آلاف ليرة للنوعية العادية، أما النوعيات الجيدة فسعرها يتجاوز 10 آلاف ليرة، وأما الجاكيت القطني الشتوي فسعره يتراوح بين 4 إلى 6 آلاف ليرة.
أما السيدة أم سعيد، وهي أم لـ5 أولاد، فأشارت إلى أنّ وضع زوجها المادي لايساعدها على الشراء بهذه الأسعار، وخصوصاً أنّ هنالك الكثير من المتطلبات الأخرى الأساسية في الشتاء، وتقوم بإصلاح الألبسة القديمة لتبقى صالحة للاستعمال، وأمّا في حال كانت القطعة بالية تماماً فتتوجه إلى محلات البالة، والتي أضحت منتشرة في مختلف الأسواق، وتشتري بأسعار تصل إلى ربع أسعار الألبسة الجديدة وهي ذات نوعية جيدة.
وخلال جولة على أسواق الألبسة، كان الارتفاع الشديد في الأسعار واضحاً لمختلف أصناف الألبسة، فسعر أفرول المخمل تراوح بين 1300 إلى 1800 ليرة، وسعر البنطال الجينز الولادي بين 1500 و2500 ليرة، والكنزة الصوف الولادي من ألفين إلى 3 آلاف ليرة، والطقم الولادي الشتوي من 5 إلى 8 آلاف ليرة، وطقم داخلي ولادي قطن كم طويل بين 1500 وألفي ليرة، والطقم الداخلي الرجالي بين 2500 و3 آلاف ليرة، وكنزة سترتش ولادي بين 400 و500 ليرة، والبيجاما الولادي بين 2500 و4 آلاف ليرة حسب النوعية والعمر.
وأكد أحد أصحاب المحلات في منطقة الحريقة أنّ أسعار الألبسة مرتفعة بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج، سواء لجهة أسعار الخيوط القطنية أو خيوط الأكرليك، وكافة المستلزمات الأخرى، وارتفاع أجور اليد العاملة والنقل على كافة المعامل، ونتيجة لهذا الارتفاع، فقد خفض التجار نسب أرباحهم في محاولة لتخفيض السعر وزيادة حركة البيع، ولكنه يبقى مرتفعاً قياساً بمستوى دخل المواطن، وهذا ما ينعكس على انخفاض كبير في مبيعاتنا، والتي يجب أن تكون في ذروتها هذه الأيام مع دخول موسم الشتاء والبرد.
من جهته أوضح رئيس “دائرة حماية المستهلك” في دمشق، جورج بشارة، أنّ نسب أرباح الألبسة محددة وفق قرارات “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، وعلى جميع المصنعين والمستوردين الالتزام بها، كما أنّ على جميع حلقات الوساطة التجارية الالتزام بتداول الفواتير.
وأضاف بشارة أنّ دوريات حماية المستهلك تقوم بجولات يومية على الأسواق للتأكد من إعلان الأسعار، وتداول الفواتير، وسحب عيّنات لدراستها ومطابقتها لبطاقة البيان والسعر المحدد عليها، وتنظيم الضبوط بحقّ جميع المخالفين، وخلال الأسبوع الماضي تم تنظيم 30 ضبطاً لعدم إعلان أسعار، و10 ضبوط لعدم تداول فواتير نظامية.
محمد وائل الدغلي
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد