تقديرات لهجوم يستهدف السيطرة على بغداد وإيران تحذر من تدخل بري في العراق

07-10-2014

تقديرات لهجوم يستهدف السيطرة على بغداد وإيران تحذر من تدخل بري في العراق

هيمنت التطورات الميدانية على المشهد العراقي خلال اليومين الأخيرين، حيث ركز تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش"، على تنفيذ سلسلة هجمات تستهدف على ما يبدو السيطرة على عدد من النقاط في محافظة الأنبار التي قد تشكل منطلقا لعمليات التنظيم باتجاه العاصمة العراقية بغداد، إذ تواصلت الاشتباكات بين مسلحي التنظيم وقوات الأمن العراقية التي تساندها العشائر في المحافظة، في وقت ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" أن "داعش" وعلى الرغم من الغارات الأميركية المستمرة يتحضر عمليا لتنفيذ هجوم كبير قد يتمكن من خلاله من "اجتياح" العاصمة العراقية.
وفي هذه الأثناء أكد وزير الخارجية الإيراني آلية عسكرية عراقية تحترق بعد هجوم من مسلحي "داعش" غرب الأنبار، أمس الأول. (أ ب)محمد جواد ظريف على أنه "في حال أي تدخل عسكري في العراق من قوى إقليمية أو دولية سيلتحق المزيد من العناصر بداعش وسيكون لذلك تبعات جدية على المنطقة والعالم"، معتبراً أن هذا الأمر "سيكون ذريعة بيد داعش"، مشدداً على أنه "لولا الدعم اللوجستي الإيراني وتقديم الاستشارات العسكرية للقوات العراقية لمواجهة داعش لكانت بغداد قد سقطت منذ البداية"، ولفت ظريف إلى أن "هناك دولا أعضاء في ائتلاف الولايات المتحدة تدعم داعش بالمال والسلاح وتسهل له بيع النفط وتوفر له الطرق الآمنة للتحرك".
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، صورة لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب مقاتلين أكراد عراقيين من "البشمركة"، وذكر موقع "ايرين" الذي نقل الصورة أنه "مع بداية هجمات داعش نشرت صور للجنرال قاسم سليماني في العراق ولا سميا أثناء معركة آمرلي، وتظهره آخر صورة إلى جانب عناصر من البشمركة"، من دون توضيح متى وأين التقطت الصورة.
ومع استمرار المعارك بين الجيش العراقي وتنظيم "داعش" على أكثر من محور، نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن مجموعة من الخبراء العسكريين الأميركيين، أمس، أن الأمر "الأكثر إثارة للقلق هو أن التنظيم يتحضر على ما يبدو لعملية تمكنه من غزو بغداد في يوم واحد"، ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من هذه العملية هو السيطرة على مطار بغداد الدولي والبدء بعملية عسكرية نحو العاصمة انطلاقا من هذه النقطة، وهي عبارة عن سلسلة عمليات متتالية تعمل على قضم المناطق المحيطة بالعاصمة واحدة تلو الأخرى، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ليست واثقة من قدرة القوات العراقية في الحفاظ على العاصمة.
وفي غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي "داعش" في محافظة الأنبار، وتركزت في قضاء هيت الذي تمكن مسلحو التنظيم من السيطرة على أجزاء مهمة منه، بينما قصف طيران "التحالف الدولي" منازل في حي القدسية والجبل والبو نمر في القضاء ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا بينهم عدد من النساء والأطفال، كما طالت إحدى الغارات مئذنة جامع الحنبلي وسط هيت، بينما فجر مسلحو "داعش" بناية المجلس المحلي للقضاء ونقطة تفتيش للجيش.
وذكر مصدر أمني في الأنبار أن أمير تنظيم "داعش" في منطقة التميم بالرمادي سعدي جاسم محمد فهد قد أصيب مع مجموعة من معاونيه في غارة جوية نفذتها طائرات "التحالف"، وذكر المتحدث باسم الأخير أن طائراته قصفت مواقع "داعش" في الرمادي، مضيفا أنها دُمِّرت بالكامل، وأشار إلى أن مقاتلي العشائر والقوات الأمنية تصدت لمقاتلي التنظيم ومنعت مسلحيه من اقتحام منطقة طوي البوريشة.
وأعلن الجيش الأميركي استخدام مروحيات "الأباتشي" القتالية للمرة الأولى عند ضرب أهداف تابعة لـ"داعش" في العراق، ما يشير إلى اتخاذ الأميركيين لقواعد أرضية قريبة كمنطلق لعملياتهم على الأراضي العراقية، حيث ذكرت القيادة المركزية للقوات الأميركية في بيان لها أن "مجموعة من الطائرات المقاتلة، وطائرات من دون طيار، ومروحيات الأباتشي، شنت أربع غارات في الفلوجة وهيت وسنجار".
وفي دلالة على تركيز التنظيم على تحقيق تقدم ميداني في الأنبار، أكد رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت أن ثلاثة آلاف عنصر من "داعش" دخلوا عبر مدينة الموصل وعبر سوريا ما سبب انتكاسة أمنية كبيرة.
وأشار كرحوت إلى أن "مجلس محافظة الأنبار وصلته معلومات من القيادات الأمنية" بهذا الشأن، وأضاف أن "عناصر التنظيم جاءوا بأسلحة وأعتدة تفوق إمكانيات قوات الأمن العراقية، وذلك لامتلاكهم أسلحة ثقيلة من الدبابات والمدافع والهاون والمدرعات وصواريخ ضد الدروع، إضافة لأسلحة قنص على بعد 4 كيلومتر وآليات مصفحة"، مشيراً إلى أن "داعش انتشر وتمدد بشكل كبير في الأنبار بعد وصول هذه التعزيزات التي سببت انتكاسة أمنية كبيرة وسقطت مناطق جديدة بيد الإرهابيين إضافة إلى محاصرتهم لكثير من القوات الأمنية في مناطق مختلفة من المحافظة".
وفي الفلوجة، أكد قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح مقتل 30 عنصرا من "داعش" في قصف للطيران الحربي الأميركي ومواجهات عنيفة على الأرض مع القوات الأمنية شرق المدينة.
ولفت فليح إلى أن القصف تركز على مواقع المسلحين بالقرب من "جسر الرعود شرق ناحية الكرمة شرقي الفلوجة شمال محافظة الأنبار ما أدى إلى قتل 12 عنصرا من التنظيم وتدمير مركبة تحمل أسلحة ثقيلة"، وأشار إلى أن "قوة من فرقة التدخل السريع الأولى اشتبكت مع عناصر داعش في منطقة السجر شمال شرقي الفلوجة، ما أدى إلى وقوع مواجهات واشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل 18 عنصرا من التنظيم وتدمير ثلاث مركبات تحمل أسلحة ثقيلة".
وفي محافظة صلاح الدين، أكد قائد شرطة المحافظة أحمد النامس أن القوات العراقية، بمساندة مقاتلي العشائر، تصدت لهجوم شنه مسلحو "داعش" على منطقة بلد جنوبي مدينة تكريت، مشيرا إلى مقتل شرطي وإصابة 11 آخرين.
وفي محافظة نينوى، ذكر مصدر طبي أن 25 مسلحا من "داعش" قتلوا في ثلاث ضربات جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها التنظيم في المحافظة، ولفت شهود عيان إلى أن "الغارات استهدفت مقرات للتنظيم في ناحية زمار ومنطقتي بادوش وآسكي موصل".
وفي هذا السياق، أعلن الجيش الأسترالي، أن طائرات تابعة له اشتركت في أول "مهمة قتالية" لها في العراق ضد "داعش"، ولكن من دون أن تشن أي غارة، كما أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن مقاتلات "أف-16" تابعة لها بدأت بالتحليق فوق "مناطق النزاع" في العراق وأصبحت مستعدة للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد "داعش"، وبدورها شنت مقاتلة "اف-16" بلجيكية غارة في العراق هي الأولى لإحدى المقاتلات الست التي وضعتها بلجيكا بتصرف "التحالف الدولي"، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...