تقدم للجيش في بادية السويداء
بينما تمكن الجيش العربي السوري من استعادة السيطرة على مزيد من المناطق والمواقع في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وواصل إرسال التعزيزات إلى جنوبي غربي البلاد، وتحدثت موسكو عن رفد الجيش المتقدم باتجاه الجنوب بالقوة الاقتحامية الضاربة، لافتة إلى أنه سيتم تنفيذ عملية عسكرية موسعة في المنطقة بمشاركة من القوات الروسية.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن اشتباكات عنيفة جرت بين قوات الجيش والقوات الرديفة لها من جانب، وتنظيم داعش الإرهابي من جانب آخر، على محاور في البادية الشمالية الشرقية لمحافظة السويداء، حيث واصل الجيش هجومه في المنطقة على التنظيم، وسط تمكنه من استعادة السيطرة على مزيد من المناطق والمواقع في منطقة تلال الصفا والتجمعات والقرى القريبة منها، على حين تتزامن الاشتباكات مع استهدافات متبادلة وقصف مكثف من الجيش، ضمن سعيه لإنهاء التنظيم في المنطقة.
وبحسب المصادر، فإنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة قتل وأصيب 9 على الأقل من مسلحي التنظيم، على حين لا تزال أعداد القتلى قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، نتيجة لاستمرار المعارك بوتيرة عنيفة، وأكدت مصادر إعلامية معارضة أن المزيد من التعزيزات من قوات الجيش وحلفائه وصلت إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي، للمشاركة في عملية إنهاء وجود التنظيم في المنطقة.
من جانبها تحدثت تقارير إعلامية معارضة، عما سمته «مصدراً عسكرياً» طلب عدم كشف هويته: إن التنظيمات المسلحة في الجنوب رصدوا وصول رتل لقوات الجيش يتألف من عشر سيارات إلى منطقة البحوث غرب تل بزاق (13 كم شمال مدينة القنيطرة) قادماً من طريق قرية أيوبا شمالاً، مشيراً إلى وجود تحشدات وصفها بـ«الضخمة» للجيش في بلدة دير العدس (60 كم شمال مدينة درعا)، قائلاً: إن البلدة باتت ممتلئة بقوات الجيش.
كذلك أشار المصدر إلى وجود أنباء تشير إلى نية الجيش فتح معركتين في وقت واحد، أولاهما تنطلق من دير العدس وتستهدف تل العلاقيات وتل عنتر وكفر ناسج، والثانية تنطلق من محافظة السويداء وتستهدف القرى الغربية منها.
بدورها نقلت نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن موقع إخباري روسي أن القيادة العسكرية السورية تحاول التوصل إلى اتفاق مع الميليشيات المسلحة لخروجها من بعض مناطق محافظة درعا، وقد وافق عدد من «القادة الميدانيين» على شروط المصالحة ولكن أغلبيتهم رفضوا، انصياعاً لضغوط «الجيش الحر» الذي هدد باغتيال الموافقين على شروط المصالحة.
وأوضحت الوكالة أنه بعد ذلك بدأ الجيش العربي السوري يستعد لعملية عسكرية محتملة تهدف إلى طرد الإرهابيين من محافظة درعا، وتم نقل دبابات حديثة من طراز «تي 90» إلى درعا لتترأس القوات التي ستخوض المعركة المرتقبة.
على خط مواز، ذكرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، في منشور لها على صفحتها في «فيس بوك»، أنه «تم رفد القوات الحكومية السورية المتقدمة باتجاه الجنوب السوري بالقوة الاقتحامية الضاربة».
وأضافت «القناة المركزية» في منشور ثاني: إنه «سيتم تنفيذ عملية عسكرية موسعة جنوبي سورية بمشاركة من القوات الروسية في حال عدم وجود أي قوات مساندة غير متفق عليها».
إلى ذلك، «هزت انفجارات مناطق في ريف القنيطرة، ناجمة عن عمليات استهداف من التنظيمات المسلحة لمناطق سيطرة قوات الجيش ووجوده في منطقة تل البزاق بأطراف بلدة جبا، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية»، بحسب مصادر إعلامية معارضة.
وفي مؤشر إلى أن التنظيمات المسلحة في الجنوب السوري تسعى ومن يدعمها إلى تدمير المناطق التي تسيطر عليها، قامت الميليشيات هناك باستعراض «صواريخ محلية الصنع» باسم «أبو بكر» تتجاوز بقدرتها التدميرية 3 صواريخ سكود، مع الحفاظ على الدقة بإصابة أهدافها.
وذكر ما يسمى قائد «فوج الهندسة والصواريخ» في ميليشيا «الجيش الحر» في محافظة درعا أدهم الكراد وفق وكالات معارضة، أن «الغاية من تطوير الصواريخ محلية الصنع هي اعتماد الفصائل على ذاتها بما يضمن استقلال قرارها العسكري، وإيجاد سلاح قادر على تغيير معادلة المعركة، إضافة إلى إيجاد بدائل علمية وتقنية للتفجيرات التي ينفذها المقاتلون».
الوطن
إضافة تعليق جديد