تظاهرات في بغداد ومدن عدة تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد

تظاهر المئات من سكان بغداد ومدن عراقية أخرى، أمس، احتجاجاً على الفساد الإداري والمالي في دوائر الحكومة، مطالبين بمعاقبة المفسدين والقضاء على البطالة وإطلاق سراح المعتقلين وتوفير الحصة التموينية والخدمات الضرورية وفي مقدمتها الكهرباء، فيما أقدم شاب عراقي على الانتحار بإطلاق النار على نفسه شمال الموصل بسبب الفقر والبطالة .

وشهدت ساحة التحرير في وسط بغداد، أمس، 4 تجمعات لكل منها مطالب تختلف عن الأخرى إلى حد التباين، الأمر الذي كاد يثير اشتباكا بين متظاهرين . وشارك مئات في التجمعات من بغداد ومناطق متفرقة أخرى .

وطالب تجمع لعائلات أشخاص قتلوا خلال موجة أعمال العنف الطائفي، بإعدام المعتقلين في السجون، لأن “أيديهم تلطخت بدماء العراقيين”، وحملوا لافتات كتب على إحداها “نطالب القضاء بإعدام الإرهابيين” وهتفوا “كلا كلا للإرهاب، كلا كلا للبعثية” .

وعلى مسافة قريبة، تجمع متظاهرون يمثلون عائلات المعتقلين في هذا اليوم الذي أطلق عليه اسم “يوم الرباط” وطالبوا بإطلاق سراح أبنائهم من السجون العراقية والأمريكية، وحملوا لافتات تندد بالسجون “السرية” .

وسرعان ما تطور الأمر إلى تبادل اتهامات وشتائم بين التجمعين، وأطلقت عائلات القتلى “عبارات بذيئة” ضد عائلات المعتقلين مثل “أمهات القاعدة” وسط هتافات “يا إرهاب يا إرهاب، حزب البعث ما ينعاد” .

إلى ذلك، تجمع نحو 200 شخص بناء على دعوة على موقع “فيسبوك” مطالبين بطرد محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق ورئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي . ورفعوا لافتة كتب عليها “الزيدي مخرب بغداد حارة حارة شارع شارع زنكة زنكة” في اقتباس لخطاب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي .

ولما وصلت الأمور إلى حافة الاشتباك بين عائلات القتلى والمعتقلين، بادرت هذه المجموعة إلى التدخل وفض نزاع أوشك أن يتحول إلى ضرب متبادل .

في هذه الأثناء، تجمع عشرات منددين برئيس الوزراء نوري المالكي ومطالبين بتغيير الحكومة، وهتفوا “كذاب كذاب نوري المالكي” وحرقوا العلم الأمريكي .

وجرت مظاهرة في الحلة مركز محافظة بابل جنوبا والمقدادية بمحافظة ديالى شرقا، فيما قال مصدر أمني محلي “أقدم شاب في العقد الثالث من العمر من سكان قرية مجاريم في ناحية حميدات شمال الموصل يدعى ياسين طه، على الانتحار بإطلاق النار على نفسه داخل داره من مسدس شخصي، مما أدى إلى مقتله في الحال” . أضاف المصدر “أن الشاب المنتحر متزوج ولديه خمسة أبناء وهو عاطل عن العمل وكان يعاني شظف العيش” .

وسجلت مناطق مختلفة من العراق حالات انتحار مماثلة في الآونة الأخيرة بسبب البطالة وسوء الأوضاع المعيشية .

وتظاهر 4000 شخص في مدينة سامراء بعد خطبة صلاة الجمعة مطالبين بمنع عملية بيع منازل في الحي القديم المحيط بضريح الإمامين العسكريين . وانطلقت التظاهرة بعد صلاة الجمعة من مسجد أم المؤمنين وسط سامراء بمشاركة عدد كبير من رجال الدين وأبرزهم الشيخ احمد فاضل الذي أعاد التذكير بمطالب مسيرة 25 الشهر الماضي والتي “لم تتحقق حتى الآن” .

ويطالب المتظاهرون بإعادة “إدارة مرقد الإمامين العسكريين إلى أهالي سامراء الذين “يقومون بخدمته منذ 1200 عام” . وشددوا على “وقف التملك قرب ضريح الإمامين في سامراء القديمة” . ويطلب الأهالي أن تكون هذه المنازل مملوكة من بلدية سامراء حصراً.

المصدر: وكالات