ترحيب دولي بالاتفاق الثلاثي بشأن جنوب غرب سورية
تواصل الترحيب الدولي بالاتفاق الروسي الأميركي الأردني حول إنشاء “منطقة تخفيف تصعيد” في جنوب غرب سورية، فبينما أعربت كازاخستان عن أملها في تطور التعاون بين موسكو وواشنطن لاستعادة السلام والاستقرار في سورية، دعت فرنسا إلى توسيعه ليشمل كل الأراضي السورية، في وقت كان الاتحاد الأوروبي يبحث مع روسيا عن دور في الاتفاق.
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن يوم الجمعة الماضي إلى اتفاق على إنشاء “منطقة تخفيف تصعيد” في جنوب غرب سورية، تمخضت عن هدنة دخلت حيز التنفيذ ظهر الأحد الماضي.
ووفقاً لما نقل الموقع الإلكتروني لقناة “روسيا اليوم”، فقد رحبت كازاخستان في بيان نشرته وزارة خارجيتها على موقعها الإلكتروني، جاء فيه: يعتبر بدء سريان الهدنة اعتبارا من 9 يوليو (تموز) 2017 في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء بمثابة خطوة عملية أخرى نحو وقف شامل للأعمال القتالية في كل أراضي سورية.
وأعربت الوزارة عن أملها في التطور اللاحق للتعاون البناء بين روسيا والولايات المتحدة وكافة الأطراف المعنية الأخرى من أجل استعادة السلام والاستقرار في سورية.
من جانبها كشفت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن أنها ستبحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بروكسل عن دور الاتحاد الأوروبي المحتمل في الهدنة.
وقالت موغيريني: هناك مسائل يمكن للاتحاد الأوروبي النظر فيها ودراستها من أجل المساعدة في عودة الحياة الطبيعية إلى مناطق سورية، وهذا عندما يتم تنفيذ القرارات وعندما نشاهد أنه يجري احترام الاتفاقات. طبعاً سأبحث كل ذلك الثلاثاء مع الوزير لافروف في بروكسل.وشددت موغيريني على أنه “لو كانت هناك فرص لدعم هذه الاتفاقات بإجراءات إضافية من جانب الاتحاد الأوروبي فإنه سيقوم بذلك ولكني اعتقد أننا لا نزال في مرحلة مبكرة جداً”.
وقبل ذلك رأت فرنسا في الاتفاق حول جنوب غرب سورية خطوة إيجابية للوصول إلى وقف حقيقي لأعمال العنف.
وبحسب بيان للمتحدث الرسمى للخارجية الفرنسية، فإن “اتفاق تخفيف التوتر الخاص بمناطق درعا والقنيطرة والسويداء يمثل خطوة إيجابية من شأنها الوصول إلى وقف حقيقي لأعمال العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية” وأضاف “يجب أن يتوسع هذا المنحى ليشمل الأراضي السورية كافة، ولاسيما في إطار اجتماعات أستانا”.
وقال البيان: إن هذه المحادثات يجب أن تكون فرصة تتمكن فيها جميع الأطراف من الالتزام فعلياً بضمان حماية المدنيين، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الآمن والكامل والفوري ومن دون عوائق إلى جميع من هم بحاجة إليها في أنحاء سورية كافة.
لكن البيان لم يستطع أن يحيد عن التقرب من واشنطن بالغمز من باب اتهامها لدمشق باستخدام السلاح الكيماوي. وقال: “إن وقف الأعمال العدائية والكف النهائي عن استخدام الأسلحة الكيميائية والتفكيك الكامل لمخزوناتها هي من الأولويات الملحة لوقف معاناة الشعب وإتاحة المجال لإحراز تقدم في جنيف”.
في الأثناء أشار رئيس قسم الدبلوماسية والعلاقات الدولية في جامعة موسكو للعلوم الإنسانية نيكولاي بلاتوشكين إلى أن تعنت النظام التركي في عرقلة إنشاء منطقة تخفيف التصعيد في شمال سورية لن يدوم طويلاً لأن الأتراك غير قادرين على الوقوف في وجه التعاون الروسي الأميركي، على حين اعتبر المدير العام لمركز المعلومات السياسية في موسكو ألكسي موخين أن موقف النظام التركي من الأزمة في سورية سوف يتخذ طابعاً أكثر تعنتاً في المستقبل نظراً للتعقيد الذي يسود العلاقات التركية مع الولايات المتحدة من جهة ومع ألمانيا من جهة أخرى موضحاً “أن تركيا كلما غاصت عميقاً في الأزمة في سورية كان نهجها أكثر عناداً وتخبطاً”.
وكان مركز أنباء الأمم المتحدة نقل عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ترحيبه بالاتفاق حول جنوب غرب سورية، معتبراً أنه “هذه خطوة مهمة نحو الحد من العنف وزيادة وصول المساعدات الإنسانية بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التي تسعى إلى تحقيق وقف شامل للأعمال القتالية على نطاق البلاد”.
وكالات
إضافة تعليق جديد