تحالف باب الحارة والهيئة العامة للكتاب

عرض التلفزيون السوري (القناة الثانية) في سهرة يوم الاثنين 19/11/2007 حلقة من برنامج (للشباب رأي) الذي يعده الزميلان عطاف نعامة وعبد المؤمن حسن .

وكانت الحلقة عن الكتاب والهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة، حيث استضاف البرنامج كلاً من د. عبد النبي اصطيف مدير عام الهيئة العامة للكتاب والاستاذ سامي أحمد مدير وصاحب دار التكوين للنشر والتوزيع إضافة الى مجموعة من الشباب... ‏

لفت انتباهي في الحلقة كلام اصطيف عن تجربته في انكلترا فقد تحدث عن الكتاب والحلقات التي يمر بها المخطوط قبل الطبع هناك (لجان قراءة ـ المحرر...) كلام اصطيف أثار عندي سؤالاً هو التالي: لماذا لا يحاول عبد النبي في هيئته تطبيق ما عايشه وما رآه في انكلترا من أنظمة وتقاليد تتعلق بالكتاب واصداره في بلده سورية؟! فكثير من المخطوطات المقدمة للهيئة ترسل مباشرة الى المطبعة دون أن تُعرض على لجان القراءة وكأني بالهيئة هيئة علاقات عامة وليست هيئة معنية بالثقافة وبالكتاب لديها مشروع ثقافي ـ تنويري هو استكمال لما بدأته الوزارة منذ أكثر من أربعين عاماً. ‏

وللمصادفة جاء عرض حلقة (للشباب رأي) بالتزامن مع صدور خطة الهيئة المدججة بمستشارين (عصملية) نذكر من عناوينها: ‏

وطننا العربي: جغرافيا وسكان البلدان العربية الشقيقة ـ وأطرف عنوان هو (كيف تعتني بجسمك....) ‏

المدقق للعناوين التي اقترحتها الهيئة يلاحظ مدى تأثر المدير بمهنته كمدرس فأغلب عناوين الخطة هي أقرب لكتب مدرسية هدفها تعريف التلاميذ بالمعلومات الجغرافية هذا غير التأثر الواضح بمحطات المنوعات التلفزيونية (كيف تعتني بجسمك..) فهل من مهمة هيئة الكتاب تعليم ربات البيوت الحفاظ على رشاقتهن وأجسادهن طرية ميّاسة؟!! ‏

في الوقت نفسه يطرح أحد مستشاري مدير الهيئة خطته التطهيرية لتدعيم موقع مديره والتي تقضي بالتخلص من جماعة المدير السابق وبقاياه وهي أشبه بخطة تطهير على اعتبار أن المستشار (الكاتب التلفزيوني والروائي) لديه صك ملكية للهيئة تخوله طرد الكتاب والمترجمين من جنته وارسالهم الى قراهم لتبقى مدينته الفاضلة وهيئته في نقاء (آري) لا وجود لأي تلوث ريفي فيها... ‏

تساءل الاستاذ والزميل حسن م يوسف في زاويته (عقل في الكف) يوم الاثنين الماضي: (... والأعجب هو أن جل القائمين على الثقافة والقاعدين عليها يشكون منه، فمن ياترى يدعمه؟! ‏

أبيح لنفسي الجواب على سؤال يوسف: ان من يدعم الرجل هو حلف (باب الحارة) المقدس وفكرها الذي تتبناه تيارات عديدة في بلدنا المشهور (بوسطيته واعتداله وانفتاحه على الثقافات الانسانية جمعها).!! ‏

أحمد الخليل

المصدر: تشرين