تحالف «جهادي ـ داعشي»: قطع مؤقت لطريق خناصر
في محاولة لكسر عمليات الجيش السوري في حلب وريفها، وقلب الطاولة، بفرض حصار على قوات الجيش السوري، شنت عدة فصائل «جهادية» وتنظيم «داعش» هجوماً عنيفا على طريق حلب ـ خناصر الذي يمثل «شريان الحياة» الوحيد نحو مدينة حلب، والنقطة الأضعف في طوق حلب، ما تسبب بقطع الطريق مؤقتاً، واندلاع معارك عنيفة على المحور الممتد بين ريفي حلب وحماه.
وأوضح مصدر قيادي ميداني، أن مسلحين تابعين إلى «جند القوقاز» ومن «جند الأقصى» وتنظيم «داعش» شنوا هجوماً عنيفاً على الطريق من الجهتين الغربية والشرقية، حيث اندلعت معارك على محوري رسم نفلة ومنطقة الجبول، في حين شن مسلحو «داعش» هجوماً على قرية خناصر، وقاموا بتفجير سيارة مفخخة قرب إحدى نقاط الجيش في القرية المحورية على الطريق الذي يصل مدينة حلب بباقي المحافظات السورية.
وأوضح المصدر أن المسلحين قاموا بزرع عبوات على الطريق، في حين استقدم «داعش» تعزيزات من مناطق نفوذه إلى محاور الاشتباك، لتدور معارك عنيفة تمكن خلالها الجيش السوري من السيطرة على كامل النقاط الممتدة بين اثريا والشيخ هلال والسعن، لتنحصر الاشتباكات على محور خناصر ـ الجبول، والتي توقع المصدر أن تعود خلال الساعات المقبلة.
وفي حين ربط مصدر ميداني بين هذه المعارك وتطورات ريف حلب الشرقي، وأن هدف الهجوم هو تأمين انسحاب ما تبقى من مسلحي «جند الأقصى» و «جند القوقاز» باتجاه مدينة الرقة عبر منطقة الجبول، رأت مصادر عسكرية أن التنظيم يسعى بهذا الهجوم إلى كسر عمليات الجيش عن طريق استهداف نقــاط ضعفه، ومحاولة قلب الحصار الذي يفرضه على مدينة حلب إلى حصار عليه ولو بشكل مؤقت، كون منطقة الاشتباكات هي منطقة مكشوفة ويصعب على المسلحين التمركز فيها لفترة طويلة.
وتأتي هذه الهجمات بعد انكسار كبير لمسلحي «داعش» في ريف حلب الشرقي، خسر خلالها التنظيم أكثر من 30 قرية خلال عدة أيام، ضمن مساحة جغرافية تقدر بنحو 127 كيلومتراً مربعاً، أمنت خلالها السيطرة على طريق حلب ـ الرقة من جهة مدينة حلب وصولاً إلى مطار كويرس العسكري الذي يشكل مركز انطلاق العمليات في الريف الشرقي، إضافة إلى مقتل عدد كبير من مسلحي «داعش» الذين وقعوا في الحصار، إثر التفاف قوات الجيش السوري عليهم قرب المحطة الحرارية، حيث قدر مصدر ميداني عدد قتلى التنظيم خلال هذه العملية بأكثر من 100 مسلح.
ويرتبط طريق خناصر بذاكرة سيئة عند أبناء مدينة حلب، الذين عانوا من حصار خانق استمر ثلاثة أشهر في العام 2013، كما انقطع الطريق نحو ثلاثة أسابيع في تشرين الأول من العام الماضي إثر هجوم مشابه، جاء نتيجة شراكة بين «داعش» وفصائل «جيش الفتح»، حيث ترافق حصار المدينة مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وشح في المواد الطبية، وهو ما لا يتمنى سكان حلب أن يتكرر.
إلى ذلك تسبب الهجوم العنيف على طريق خناصر بكسر عمليات الجيش السوري نحو مدينة الرقة على محور زكية، حيث انسحبت قوات الجيش السوري نحو 12 كيلومتراً إثر هجمات عنيفة لمسلحي التنظيم. وشرح مصدر عسكري، أن طبيعة المنطقة شبه الصحراوية المكشوفة دفعت بالقوات إلى الانسحاب خشية الوقوع تحت الحصار، حيث تمركزت في نقاط خلفية أكثر تحصيناً، في حين كثفت المقاتلات السورية والروسية غاراتها على محاور الاشتباك، وهو ما ساعد على استعادة النقاط التي انسحبت منها قوات الجيش السوري بشكل سريع على محور طريق خناصر، وتساعد على استرجاع ما تبقى من نقاط لإعادة فتح الطريق وفق تأكيد المصدر العسكري.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد