بوش وحمار مختارنا
كان مختار قريتنا يقص ذيل حماره على الطريق العام بحضور أعضاء المخترة.. وبما أن عقل المختار لا يكفي لإتمام عملية إصلاح وتطوير القرية، فقد استشار مستشاريه في طول ذيل حماره: هذا يقول له طويل، وهذا يقول له قصير، حتى غدا الحمار أزعراً بلا ذيل، يركض في زواريب القرية لعدم توفر ما ينش به الذباب عن قفاه.. وحالة مختارنا هذه تشبه حالة مختار (قريتنا الكونية) تجاه مصيبته في العراق: فقبل توصيات لجنة بيكر- هاميلتون بخصوص العراق، قدّم له رامسفيلد مذكرة خاصة تختلف عن توصيات بيكر- هاميلتون.. خبراء ومستشارو البيت الأبيض يقومون بإعداد شيء مختلف عن رأي رامسفيلد وبيكر.. مجلس الأمن القومي يقوم بإعداد توصيات حول العراق تختلف عن توصيات تشيني ورامسفيلد وبيكر.. مجموعة كبار العسكريين والمستشارين في البنتاغون تخالف كل من سبق في توصياتها، حتى بات فخامة الرئيس بوش أكثر تردداً وحيرة من مختار قريتنا وأكثر شبهاً بحماره الأزعر الذي مازال يعنطز يميناً وشمالاً بغية التخلص من القمل الذي يأكل قفاه بسبب كثرة مستشاري التطوير والإصلاح الإداري.. في قريتنا طبعاً.
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد