بوتين يصلي على أرواح العسكريين والدفاع الروسية تدرس خيارات الانتقام من داعش
في وقت صلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أرواح العسكريين الروس الذي قضوا أثناء تنفيذ مهامهم القتالية في سورية، وآخرهم الطياران اللذان أسقط تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية مروحية كانت تقلهما قبل أيام، كانت وزارة الدفاع الروسية تدرس خيارات الانتقام من التنظيم على فعلته.
وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن مقتل الطيارين الروسيين العقيد رفعت حبيبولين والملازم يفغيني دولغين بإسقاط مروحية «مي 25» قرب مدينة تدمر، زار بوتين دير فالام العتيق في شمال روسيا، حيث حضر قداساً ترأسه بطريرك الكنسية الروسية الأرثوذكسية كيريل. وذكر موقع «روسيا اليوم» أن بوتين توجه إلى البطريرك كيريل والرهبان الآخرين بطلب عدم نسيان أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سورية، والصلاة لكي يذكرهم اللـه.
وفي معرض تعليقه على زيارة بوتين إلى جزيرة فالام حيث يقع الدير، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: إن الرئيس بوتين أكد أنه لا يجوز أن ننسى أولئك الذين يعملون ويحاربون ويضحون بحياتهم في سبيل خدمة الوطن. وذكر في هذا السياق الطيارين الروسيين اللذين قتلا وهما يشاركان في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن القومي الروسي.
بالترافق مع ذلك، توقعت مصادر عسكرية روسية تكريم الطيارين الروسيين بأوسمة حكومية رفيعة، بعد أن قضيا بإسقاط مروحيتهما في ريف حمص.
وأكدت رئيسة قسم العلاقات العامة في شركة التأمين الروسية «سوغاز» كاثرين دفوينيكوفا أن الشركة ستدفع تعويضاً لعائلتي الطيارين الروسين، بقيمة 2.337 مليون روبل (ما يقارب 32 ألف دولار)، وكذلك سيتم دفع مساعدة بقيمة 3.506 ملايين روبل (نحو 54 ألف دولار).
وفي غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية روسية رفيعة المستوى أن الهجوم على المروحية الروسية لن يبقى من دون رد. وكشفت المصادر، وفق ما نقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عن الخيارات المتاحة للانتقام من داعش على قتل الطيارين الروسيين، لافتةً إلى أن الجيش الروسي يدرس إمكانية زيادة عدد الطلعات القتالية من قاعدة حميميم، أو إشراك حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتشوف» والطائرات التي ترابط على متنها في عملية «الانتقام».
ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية لم يصدرا أي تصريحات رسمية حول الرد العسكري المحتمل على إسقاط المروحية. لكنها ذكّرت بأن الجيش الروسي رد بقسوة على جميع الهجمات السابقة التي أدت إلى خسائر بشرية في صفوف مجموعة القوات الروسية في سورية.
وفي هذا السياق، أعادت «كوميرسانت» إلى الأذهان أن سلاح الجو الروسي رد بشدة على مقتل الطيار الروسي أوليغ بيشكوف برصاص مسلحين بعد إسقاط قاذفته «سو24» من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 تشرين الثاني الماضي. ولمدة 24 ساعة بلا انقطاع، كانت الطائرات الروسية تشن غارات مكثفة على المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الروسية، انتقاماً لمقتل قائدها.
ولم تستبعد الصحيفة أن يعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن ماهية الإجراءات الانتقامية رداً على الهجوم الأخير، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية مقرراً عقده في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وحسب المصادر بين الخيارات التي تدرسها وزارة الدفاع الروسية، تكثيف الطلعات القتالية في سماء سورية أضعافاً، وتوجيه سلسلة جديدة من الضربات باستخدام صواريخ مجنحة عالية الدقة تطلق من منظومات «كالبير» من سفن حربية وطائرات.
وفي الوقت نفسه، حذرت «كوميرسانت» من أن مثل هذا التكثيف لعمليات سلاح الجو الروسي، من شأنه أن يؤثر على نظام الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في بعض مناطق سورية في إطار اتفاق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
أما الخيار الثاني للانتقام، فيرتبط بإشراك حاملة الطائرات الروسية الوحيدة «الأميرال كوزنيتسوف» والطائرات التي تحملها على متنها (قرابة 15 مقاتلة «سو 33» و«ميغ 29 كا كوب» وقرابة 10 مروحيات «كا 52 ك» و«كا 27» و«كا 31») في عملية «الانتقام».
وفي هذا السياق أوضحت الصحيفة، أنه من المحتمل أن يتم تعديل مواعيد الرحلة المقررة للسفينة إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى احتمال انضمام «الأميرال كوزنيتسوف» للعملية ضد الإرهاب في سورية في أواخر آب المقبل.
لكن مصدراً رفيع المستوى في الأسطول الحربي الروسي نفى تعديل الخطط المتعلقة بتحركات الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف»، على خلفية إطلاق عملية «الانتقام» في سورية.
وتابع: إن حاملة الطائرات ستتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط برفقة سفن حراسة، مضيفاً: إن أطقم هذه الطائرات تستعد حالياً للرحلة البعيدة. ولم يكشف المصدر عن ماهية السفن التي ستتوجه إلى البحر المتوسط وطبيعة المهام التي ستكلف بها. وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية قد ذكرت نقلاً عن مصادر عسكرية، أن وزارة الدفاع الروسية تدرس خيارين للانتقام من إسقاط مروحية «مي 25» في سورية يوم 8 تموز.
في الغضون، ذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلاً عن مواقع تركية أن سفينة «يامال» الروسية للإنزال قد عبرت البوسفور قاصدة الساحل السوري، مؤكدة أن وجهتها النهائية نقطة الإسناد الروسية في طرطوس.
وأعادت المواقع التركية إلى الأذهان، أن السفينة الروسية المذكورة، كانت الثالثة من نوعها التي تعبر البوسفور إلى سورية منذ الأربعاء الماضي، حيث اجتازت المضيق في اليوم المذكور سفينة الإنزال الكبيرة «مينسك»، وبعدها سفينة الإنزال الكبيرة أيضاً «آزوف».
هذا وأبحرت في غضون الأشهر الثلاثة الماضية بين روسيا وسورية ذهاباً وإياباً خمس سفن إنزال روسية كبيرة، بينها «يامال»، إضافة إلى سفينة شحن وإسناد تستخدم في إنشاءات البنى التحتية في الأعماق.
وتؤكد وسائل الإعلام الغربية أن السفن الحربية الروسية تعكف على تنفيذ عملية «سورية إكسبرس»، المتمثلة في تأمين الذخائر لمجموعة القوات الجوية الروسية المرابطة في اللاذقية، ولقوات الجيش العربي السوري، لإسنادها في قتال داعش وجبهة النصرة في سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد