بكين تحرك بارجتين باتجاه خليج "عدن" للتصدي للقرصنة

24-12-2008

بكين تحرك بارجتين باتجاه خليج "عدن" للتصدي للقرصنة

تستعد بارجتان إلى جانب باخرة مؤن صينية للإبحار باتجاه خليج "عدن" الجمعة لحماية البواخر التجارية الصينية والتايوانية بالإضافة إلى السفن التي تقل على متنها مساعدات إنسانية، من هجمات القراصنة المتنامية قبالة سواحل الصومال الذي تتنازعه الصراعات، لتكون بذلك المرة الأولى التي ترسل فيها بكين أسطولها إلى خارج مياهها منذ قرون، وفق ما أكده مسؤول في سلاح بحرية الدولة الشيوعية، الثلاثاء.

وتحمل البارجتان مروحيتين وقوات تدخل خاصة، بحسب المسؤول.

يُذكر أن وسائل الإعلام الصينية كانت قد أوردت نبأ هذه الخطط الأسبوع المنصرم.

وقال الأدميرال في سلاح البحرية الصينية خياو شينيان إن الخطوة تبرهن على التزامات بكين تجاه المجتمع الدولي وأنها دولة رئيسة ولاعب مسؤول على الساحة الدولية.

وأضاف المسؤول الصيني أن خطوة الصين بتحريك بوارجها الحربية يأتي أيضاً لإثبات قدرات سلاح بحريتها في التصدي للتهديات الأمنية.

وأوضح أن البوراج الصينية مستعدة للتعاطي مع أي مهمة شائكة قد تتطلب منها الرسو في مرافئ عدد من الدول لإعادة التزود بالوقود.

وأعرب ما لوبينغ وهو مسؤول رفيع آخر في سلاح البحرية االصينية عن ثقته بقدرات بحرية بلاده في مواجهة التحديات.

وقال إن المهمة ستستغرق كل الوقت اللازم لإنجازها عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يجيز مواجهة القرصنة بشكل عسكري، وملاحقة الفاعلين على البر.

وستنضم البوارج الصينية إلى قوة بحرية دولية تضم بوارج من الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" وروسيا والهند الموجودة أساساً حيث تقوم بدوريات في مياه المنطقة.

وقال المسؤول الصيني إنهم "مستعدون لتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية" مع السفن الدولية، وإن بدا مستاء من صفقة التسلح الأمريكي مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليماً متمرداً.

كذلك أعلن الكولونيل هوانغ شوابينغ أن هناك صعوبات بين واشنطن وبكين وأن المسؤولية "لا تقع على كاهل الطرف الصيني" لوحده، معرباً عن أمله أن تنظر "الولايات المتحدة بجدية في مخاوف الطرف الصيني وتتخذ إجراءات ملموسة لتحسين العلاقات."

وقال إن نشر البارجتين هو لمرافقة السفن التجارية الصينية والتايوانية كما ستقومان بحماية السفن التي تنقل إمدادات إنسانية.

وكان نائب وزير الخارجية الصيني، خه يا في، قد قال في الولايات المتحدة مؤخراً، إن الصين "تبحث جدياً في إرسال سفن البحرية إلى خليج عدن والمياه الواقعة قبالة سواحل الصومال للمشاركة في حراسة حركة الملاحة هناك في المستقبل القريب."

وكانت القوات البحرية المتعددة الجنسيات العاملة في مواجهة القرصنة بخليج عدن قد تمكنت في السابعة عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، من إنقاذ سفينة صينية، بعد أن أجبرت القراصنة على التقهقر إثر مهاجمتهم السفينة، وذلك في عملية إنقاذ استخدمت فيها المروحيات.

وتعرضت السفينة "تشنهوا 4" المسجلة فى سانت فينسيت لهجوم من  القراصنة وعلى متنها 30 بحاراً صينياً، وذلك في حادث وقع بعد ساعات من إعلان الصين أنها "تدرس بجدية إرسال  سفن" للمياه قبالة سواحل الصومال لمكافحة عمليات القرصنة المنتشرة هناك، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية.

من جهته، أعلن مكتب اتحاد الملاحة في كينيا أن القراصنة اختطفوا في الـ17 من الشهر الجاري، ثلاث سفن إضافية، ما يرفع حصيلة السفن الموجودة بحوزتهم إلى 19، على متنها 383 بحاراً.

وكان مجلس الأمن قد أجاز في الـ16 من ديسمبر وبشكل جماعي مواجهة عمليات القراصنة في خليج عدن بوسائل عسكرية ومطاردة الفاعلين "على البر" إذا اقتضى الأمر ذلك، ما قد يؤدي إلى عمليات على الأراضي الصومالية نفسها، حيث يتمركز معظم القراصنة، في حين دعت واشنطن المجتمع الدولي إلى التفكير في إرسال قوة لحفظ السلام بالصومال.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، التي مثّلت بلادها في الجلسة، إن موافقتها على القرار تأتي تعبيراً عن إرادة البيت الأبيض، لكنها رفضت - في حديث لاحق مع الصحفيين - الرد على سؤال حول احتمال إرسال وحدات أمريكية إلى مقديشو.

وأضافت رايس إن بلادها تعمل من ضمن جهود دولية لمواجهة القرصنة وعدم تحويل قنوات الملاحة إلى ملاجئ آمنة للقراصنة، وجزم بأن القرارات التي ستتخذها واشنطن حيال مطاردة القراصنة على البر "ستتخذ وفق كل حالة على حدا."

 وكانت رايس قد دعت خلال الجلسة المجتمع الدولي إلى "التفكير في خيار إرسال قوة حفظ سلام للصومال."

ولاقت الدعوة تأييد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قال إن الاستجابة الملائمة للتحديات الأمنية المعقدة في الصومال تكمن في نشر قوة متعددة الجنسيات بدلا من قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

وأضاف كي مون إنه من الضروري أن يتوفر لتلك القوة "جميع الإمكانيات العسكرية لإنهاء المواجهات المسلحة ونشر الاستقرار في مقديشو والدفاع كذلك عن نفسها،" كاشفاً أنه قد طلب من خمسين دولة وثلاث منظمات دولية المساهمة في القوات متعددة الجنسيات، ولكن الاستجابة "لم تكن مشجعة."

ويحمل القرار الجديد من مجلس الأمن الرقم 1851، وقد شدد على إدانة وشجب جميع أعمال القرصنة والسطو المسلح التي تستهدف السفن قبالة سواحل الصومال.

وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء الزيادة الكبيرة التي شهدتها الشهور الستة الأخيرة في أعمال القرصنة والسطو المسلح قبالة سواحل الصومال، والخطر الذي تمثله القرصنة على إيصال السفن للمعونة الإنسانية بسرعة وأمان وفعالية لملايين الأشخاص في البلاد.

ويدعو القرار الدول والمنظمات الإقليمية والدولية القادرة على المشاركة الفعلية في مكافحة القرصنة على القيام بذلك عن طريق نشر سفن بحرية وطائرات عسكرية.

كما يدعو الدول إلى احتجاز المراكب والسفن والأسلحة وما يتصل بها من المعدات الأخرى المستخدمة في أعمال القرصنة والسطو المسلح قبالة السواحل الصومالية أو التي يوجد شك معقول في أنها معدة لذلك الاستخدام والتصرف فيها.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...