بعـد أسـلوب حـذف المشـاهد الجريئـة «فوكـس موفيـز» تلجـأ إلـى التعتيـم

22-02-2012

بعـد أسـلوب حـذف المشـاهد الجريئـة «فوكـس موفيـز» تلجـأ إلـى التعتيـم

اعتادت قنوات الأفلام العربية، ومنها مجموعة «إم بي سي»، و«فوكس موفيز» أن تحذف من الأفلام العربية والأجنبية ما ترى فيه «خروجا عن الأخلاق»، أو «مخالفة لتقاليد المجتمع العربي». لكن يبدو أن ذلك الحذف محض موضة قديمة، لتصبح الموضة الجديدة «التعتيم» على طريقة البرامج السلفية المصرية. كيت وينسلت وديفيد كروس في لقطة من فيلم «القارئ»
أثناء عرضها فيلم «القارئ» ( the reader) للمخرج ستيفن دلدري، لجأت قناة «فوكس موفيز» إلى التعتيم على مشهد لبطلته الانكليزية كيت وينسلت، التي حازت عن دورها في الفيلم نفسه جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة العام 2008. أسلوب التعتيم هو ذاته الذي اتبعته الوسائل الإعلامية السلفية في مصر بعد ثورة يناير، إذ تطلبت المشاركة السياسية الواسعة للسلفيين بعد الثورة، مشاركة بعضهم في برامج تقدمها إعلاميات من النساء، البعض رفض، والبعض ظهر وقد وضع بينه وبين المذيعة ستارا، أو تحدث وهو ينظر إلى الأرض، لكن في جميع الأحوال، فإن أنصار المرشحين والسياسيين السلفيين، لجأوا أثناء إعادة عرض تلك المقابلات على شبكة الانترنت، إلى التعتيم على صور المذيعات، بحجة أنهن «سافرات» و«متبرجات».
اليوم ينتقل التعتيم من الانترنت وموقع «يوتيوب»، إلى شاشة «fox movies»، التي يبدو أنها وقفت حائرة أمام المشهد الذي يجمع بين كيت وينسلت في دور «هانا شميتز»، والممثل «ديفيد كروس» الذي يلعب دور مايكل بيرج في فترة المراهقة. المشهد يدور في حوض استحمام هانا، الذي يجرب فيه المراهق مايكل الحب للمرة الأولى ومع امرأة في ضعف عمره، الأمر الذي يلاحقه طوال حياته. لا يمكن حذف المشهد من دون أن يفسد الفيلم الذي يرتكز تماما على تلك اللحظات، ومن ثم يبدو أن القناة وجدت في «الحل السلفي» سبيلا، فعتّمت الصورة – بحرفية في الحقيقة - على جسد كيت وينسلت، ثم كررت «الحيلة» نفسها مع فيلم أوقات سعيدة «happy times» للصيني زانج ييمو، على الرغم من عدم وجود مشاهد عري فيه، إذ عتمت القناة حتى على مشهد فتاة ترتدي ملابس بيتية عادية «فانلة وشورت».
قد نجد تفسيرا ربما بالعودة ثلاثة أشهر إلى الوراء، عندما عرضت قناة « mbc max» فيلم شون بين «في البرية « (Into The Wild)، لكنها لم تعرض النسجة «الممنتجة» التي عرضتها من قبل عدة مرات، بل النسخة الكاملة غير المحذوف منها، فتعرضت إلى هجوم سرعان ما واجهته بالاعتذار عن هذا «الخطأ البشري غير المقصود»، وتعهدت آنذاك بأن المحــطة «تؤكّد تمسكّها باتخاذ الإجـــراءات التقنية والفنية والوظيـــفية المناسبة، الكفيلة بعدم تكرار مثل هذا الخطأ مستقبلاً». كانت «إجراءات» إم بي سي» تعني العودة لسياسة الحذف، أما إجراءات «فوكس موفيز»، فكانت التعتيم على جسد صاحبة الأوسكار.

علي محروس

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...