(باني البيت الأبيض) جاك ابراموف:
الجمل: يعتبر اليهودي الأمريكي جاك ابراموف، الناشط الأبرز والأكثر وزناً في مجال اللوبي السياسي الأمريكي في كل تاريخ أمريكا المعاصر، وتشير كل الوثائق إلى تورط جاك ابراموف في كل الفضائح السياسية والاقتصادية والعسكرية، و(الجنسية)، المتعلقة بالإدارة الأمريكية الحالية طوال فترتي ولاية جورج بوش، السابقة والحالية.
ولد جاك ابراموف في 28شباط 1958، وكان والده فرانكلين ابراموف من أثرياء يهود نيويورك المرتبطين بحركة المحافظين الأمريكيين، وبالحزب الجمهوري الأمريكي على وجه الخصوص، وفي فترة ريغان الأولى شق جاك ابراموف طريقه داخل الحزب الجمهوري، وكان ميالاً للعمل والنشاط (وراء الستائر وخلف الكواليس).
أسس جاك ابراموف العديد من الشركات، والتي تعمل في كافة المجالات، وقد تبين أن جميع شركاته هذه كان هدفها الحقيقي الأساسي (غير المعلن) يتنافى مع هدفها المعلن، فقد كان عمل جاك ابراموف بكل بساطة يتثمل في قيامه بدور (معقب المعاملات) داخل اجهزة الدولة الأمريكية التشريعية (الكونغرس)، والتنفيذية (الوزارات وبالذات الدفاع والخارجية والخزنة)، والقضائية (المحكمة العليا الأمريكية)، وبشكل رئيس البيت الأبيض الأمريكي، مقر الرئيس جورج دبليو بوش.. كذلك، فقد كان جاك ابراموف يقوم بتعقيب كل المعاملات الخاصة بالأمن والدفاع والسياسة الخارجية، وقرارات الكونغرس، وغيرها من الشؤون الاستراتيجية.
كشفت التحليلات والتقارير الاستخبارية أن جاك ابراموف كان يدير في الخفاء واحدة من أكبر شبكات الفساد السياسي داخل وخارج أمريكا، ويرتبط بهذه الشبكة جيش عالمي كبير يضم عدداً هائلاً من الشخصيات الأمريكية، (بما في ذلك الرئيس بوش نفسه)، إضافة إلى رؤساء بعض ا لدول الأخرى.
التقارير تقول: إن جاك ابراموف كان يقدم الرشاوى لحوالي 65% من أعضاء الكونغرس الأمريكي، الأمر الذي جعله يتمتع بأغلبية داخل الكونغرس تفوق أغلبية الرئيس جورج بوش، كذلك فقد كان اسلوب جاك ابراموف بارعاً في اصطياد اعضاء الكونغرس، وذلك لأنه يبدأ عمله منذ المراحل المبكرة الأولى، فهو يملك مركزاً للدراسات والاستطلاعات يعد له التقارير حول المرشحين الأكثر احتمالاً للفوز في الانتخابات بعضوية الكونغرس، ثم يقوم بعد ذلك بالاتصال بهم والاتفاق معهم –بدعم اللوبي الإسرائيلي- ويشرف على تمويل حملاتهم الانتخابية، وبعد الانتخابات يبدأ ابراموف المرحلة الثانية من (نشاطه الاستثماري) بحيث يقوم بوضع واختيار الأسماء المرشحة للجان خاصة في مجلسي النواب والشيوخ، والمسؤولة عن الشؤون الدفاعية الأمنية والسياسية والاقتصادية والقانونية.. ويقال: إن قوائم اللجان التي كان يضعها ابراموف كانت تجد سنداً كبيراً داخل الكونغرس بما يفوق على قوائم وتوصيات جورج بوش نفسه.. كذلك كان جاك ابراموف يلعب دوراً بارزاً في اختيار موظفي البيت الأبيض، فالكثير من موظفي ومسؤولي البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون والخزانة كانوا من (زبائن) جاك ابراموف والذين نجح في تعيينهم بسبب دعم زبائنه الآخرين في الكونغرس والبيت الأبيض، الأمر الذي جعل من جاك ابراموف يمثل سرطاناً حقيقياً يتغلغل في كل خلايا جسد الدولة الأمريكية.
كان لجاك ابراموف لجان اتصالات خارجية تقف مثلها مثل أي وزارة خارجية، بالطواف على حكومات العالم المختلفة، خاصة التي لها مصالح وخلافات مع الإدارة الأمريكية، وكان (المبعوثون الخاصون) لجاك ابراموف يتصلون بهذه الحكومات عارضين عليها خدمات ابراموف من أجل حل وتسوية أموره العالقة مع الإدارة الأمريكية.
يقال بأن ابراموف قد لعب دوراً كبيراً أيضاً في تسريب فضائح (زبائنه) الجمهوريين للديمقراطيين، وأيضاً فضائح (زبائنه) الديمقراطيين للجمهوريين.. وذلك لأنه كان لا يتردد في معاقبة، كل (زبون) من المسؤولين الأمريكيين يتمرد عليه، ويحاول الخروج على نفوذه، أو ينخفض مستوى أدائه في الخدمات التي يطلب من أبراموف القيام بها.. وعندما أصبح أبراموف شبحاً مزعجاً للمسؤولين الأمريكيين، قرروا التخلص منه، وبالفعل سقط ابراموف عندما باعه أحد زبائنه المخلصين وذلك عندما كشف للإعلام الأمريكي عن العقد السري الذي وقعه ابراموف مع بعض الجهات، والذي كان يتعلق بالعمل على تغيير القانون الأمريكي على النحو الذي يغير من صلاحيات المحكمة العليا الأمريكية، واختصاصاتها، وعندها أدار الجميع ظهورهم لجاك ابراموف، وتركوه يلقى مصيره، الإدانة والحكم بالسجن لمدة 18 شهراً..
ولما كان جاك ابراموف ملقباً في الأوساط الأمريكية باسم (باني البيت الأبيض الأمريكي)، فإنه لم يستسلم، بل عمد الى الانتقام من سجنه بادئاً بأعضاء الحزب الجمهوري، وذلك عندما قام بتسريب المعلومات للإعلام، حول (دعارة الصبيان) وأيضاً حول (رحلات الشذوذ ودعارة الصبيان) التي كان يقوم بها بعض أعضاء الكونغرس إلى أمريكا، وقد تبين أن مصنع الملابس الذي يملكه ابراموف، داخل الولايات المتحدة، كان غطاء لاستيراد (الصبيان) من مختلف أنحاء العالم، وتقديمهم ضمن (الاكراميات) التي كان ابراموف يقدمها لأعضاء الكونغرس.
وآخر التصريحات تقول: إن ابراموف (باني البيت الأبيض) مازال يصدر تهديدات من داخل السجن، بأنه سوف يزلزل الأرض تحت أقدام الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، إن لم يخرجوه من السجن، مشيراً إلى أن فضيحة دعارة الصبيان الأخيرة هذه ما هي إلا تحذير، وعينه يقدمها، إنذاراً بالفضائح الأخرى، والتي على الآخرين أخذها مأخذ الجد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد