انخفاض في أسعار الخضر والفواكه واللحوم الحمراء على حالها
لا يزال العالم كله يخضع لمفاعيل وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية, فمعدلات النمو لم ترتفع إلى الحدود التي يمكن التنبؤ من خلالها أن مرحلة التعافي قد بدأت بشكل فعلي غير قابل للانتكاس أو الوقوع في أزمات جديدة...
لكن الدولة الوحيدة التي تعد الأقل تأثراً بل ربما التي استطاعت بمعدلات النمو فيها أن تتجاوز آثار وتداعيات الأزمة إلى حدما هي الصين. ويعزو المحللون ذلك إلى قوة الاقتصاد الصيني وتنوعه والأهم انخفاض تكاليف الإنتاج في الصين وبالتالي قدرتها على المنافسة في كل الأسواق بالسعر والجودة...
ويبدو أن الأزمة مرشحة للاستمرار أكثر مما توقعه المحللون والمراقبون فالعام القادم لن يكون البداية الحاسمة في الانتقال إلى مرحلة التعافي, فالدول الصناعية الكبرى والمؤسسات الاقتصادية الدولية(البنك الدولي- صندوق النقد الدولي) يشيرون إلى هشاشة المرحلة الحالية للاقتصاد العالمي التي شهدت بعض التحسن والتعافي بل أشاروا إلى احتمال حدوث انتكاسات وحصول مرحلة ركود جديدة.
كما أن البعض يحاول أن يربط بين ارتفاع أسعار الذهب وضعف الاقتصاد العالمي.. ويؤكدون أن أسعار المعدن الثمين إذا لم تتراجع بحدة فإن الوضع الاقتصادي مرشح لمزيد من السلبيات.
أسواق العيد
رغم أن الفترة المتبقية لحلول عيد الأضحى المبارك لا تتجاوز الأسبوع لكن حركة الأسواق بطيئة ومعدلات التداول متدنية... وكأن المستهلكين غير مستعدين لتوفير مستلزمات العيد فقبل عيد الأضحى كما هو معروف تنشط تجارة الألبسة خاصة, إضافة للحلويات وشراء اللحوم والعديد من المستلزمات لكن حركة التداول هي أقل من طبيعية.. وأسباب ذلك تعود بمجملها إلى ضعف القوة الشرائية للمستهلكين الناجم عن سوء الحالة المادية والغلاء والتوجه نحو توفير المبالغ اللازمة لتأمين المازوت لأغراض التدفئة.
الخضر والفواكه
مالت أسعار الخضار والفواكه نحو الاعتدال خلال الأسبوع الماضي, فقد تراجع سعر كغ البندورة بحدود 15-20 ليرة بعد أن وصل إلى 60 ليرة خلال الأسابيع الماضية. كما طرأ انخفاض على أسعار التفاح بسبب كثرة الكميات المعروضة لكن بشكل عام فإن أسعار الخضر والفواكه تعد مرتفعة وغالية بالنسبة للشريحة الأكبر من المستهلكين فلم تحدث ارتفاعات في أسعار المواد الأساسية كالبندورة والخيار والملفوف والزهرة لمثل هذه الفترة من العام منذ أكثر من عشر سنوات.. ففي تشرين الثاني من العام الماضي كان كغ البندورة يباع بأقل من عشر ليرات... حتى إن الأسعار المعمول بها حالياً هي أعلى من الأسعار التي كانت سائدة في بداية موسم النضج.
الأعلاف
لم يطرأ أي ارتفاع على أسعار الأعلاف خلال الأسبوع الماضي بل إن بعض المواد العلفية كالذرة والصويا انخفضت أسعارها بشكل طفيف... لكن رغم ذلك فإن الأسعار الحالية تعد عائقاً أمام مربي الدواجن وتزيد من الكلف وتقلل من قوة المنافسة للبيض السوري المصدر إلى الأسواق الخارجية. وعندما يتم التطرق إلى أسعار الأعلاف لابد من التذكير بمسألة الضميمة«الضريبة» على الذرة والصويا, التي إذا ألغيت فإنها تريح المربين...
أما بالنسبة للفروج فقد ارتفعت أسعاره قياساً بالأسبوع الماضي بمعدل خمس ليرات للكغ أما الصوص المعد لتربية الفروج وللدجاج البياض فمازالت أسعاره عالية جداً 35-40 ليرة علماً أنها كانت قبل عام بحدود 5-10 ليرات.
اللحوم
لا تزال اللحوم الحمراء تنغص حياة الفقراء بسبب ارتفاعها واستقرارها في حدود معينة فانخفاض أسعار اللحوم الحية لم ينعكس في أسعار اللحوم المجرومة والإجراءات الرسمية إزاء هذه القضية شبه معدومة.. لكن من المتوقع أن تشكل نتائج تعداد الثروة الحيوانية التي ستعلن قريباً مؤشراً جديداً ومهماً لصياغة خطة بتحديد أسعار اللحوم البلدية وكذلك تصدير الفائض المتاح إلى الأسواق الخارجية.. وفي كل الأحوال فإن التنويه إلى دعوات جمعية حماية المستهلك القاضية بمقاطعة أية سلعة ترتفع أسعارها بشكل غير مبرر قد يكون مفيداً لكن المستهلكين في واد ودعوات جمعية حماية المستهلك في وادٍ آخر..
العقارات
بدأ البعض يتحدث عن توقف التحسن الذي حصل في سوق العقارات وآخرون يشيرون إلى مرحلة ركود جديدة في هذا القطاع لكن تبقى تجارة الأراضي أفضل حالاًً من ابتياع الشقق والمساكن الجاهزة..
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ 1780 ليرة وبلغ سعر الأونصة 1395 دولاراً وصرف الدولار بـ 45.90 واليوروبـ 64.50
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد