انخفاض أسعار البندورة في طرطوس إلى 15 ليرة
تشهد أسعار البندورة المحمية المنتجة في البيوت الزراعية البلاستيكية انخفاضاً منذ أكثر من عشرين يوماً حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بالجملة من قبل المزارعين في كل من سوقي الهال بطرطوس وبانياس بين 10 ـ 15 ل.س ويباع بالمفرق للمستهلك بسعر يتراوح بين 15 ـ 20 ل.س.
ويقول تجار سوق الهال إن سبب انخفاض أسعار المادة هو تأثير موجة الصقيع عليها التي اجتاحت القطر خلال شهر كانون الثاني الماضي حيث تركت هذه الموجة آثارها على الإنتاج ما جعل النسبة القابلة للتصدير من هذا الإنتاج متدنية جداً ولا تتجاوز الـ 5%.
بالتالي فإن معظم الإنتاج يسوق محلياً مع الإشارة إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من النوع القابل للتصدير يتراوح بين 20 ـ 30 ل.س.
لكن المزارعين يقولون إن سبب انخفاض أسعار البندورة هو إغراق الأسواق بالبندورة المستوردة من الدول العربية المجاورة وغير المجاورة حيث أصبحت هذه المادة تصل من مصر عن طريق مرفأ طرطوس وهي تباع في الأسواق بالمفرق للمستهلك بسعر يتراوح بين 10 ـ 15 ل.س للكيلو غرام الواحد وهذه البندورة المستوردة هي التي سببت انخفاض أسعار المنتج المحلي.
ومن خلال متابعتنا لهذا الموضوع وجدنا أن القولين صحيحان حيث إن البندورة المستوردة تملأ الأسواق وبالمقابل فإن نسبة المنتج المحلي القابل للتصدير من هذه المادة هو قليل جداً بدليل ارتفاع أسعارها من 20 ـ 30 ل.س للكغ الواحد.
والمفارقة المستغربة في هذا الموضوع هو أن أسعار الخضر البرية مثل الهندباء البرية وغيرها مرتفعة جداً حيث سعر الكغ الواحد من هذه الخضر بالمفرق للمستهلك هو خمسين ليرة سورية والفول الأخضر أيضاً خمسين ليرة والخيار بين 40 ـ 50 ل.س مقابل 15 ل.س للبندورة.
والجدير بالذكر أن تكاليف إنتاج الكيلوغرام الواحد من البندورة لهذا الموسم هو 13.88 ل.س حسب دراسة أعدتها لجنة فنية في المحافظة.
وهنا المشكلة الكبرى ومعاناة المزارعين حيث سبق أن سببت موجة الصقيع أضراراً بـ 14410 بيوت زراعية في محافظة طرطوس معظمها كانت مزروعة بالبندورة وقدرت الخسائر نتيجة هذه الموجة بـ 422.6 مليون ليرة سورية.
والبعض من هؤلاء المزارعين أعادوا زراعة بيوتهم المتضررة ما جعل الكلفة مضاعفة وكل ذلك كان بأمل الحصول على أسعار مقبولة فيها هامش ربح للمزارعين.
لكن انخفاض الأسعار خيب آمالهم وجعل الخسارة التي لحقت بهم مضاعفة، وهم يطالبون الحكومة بالتعويض عليهم على الأقل بجزء من هذه الخسارة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الزراعات يمكن أن تصبح زراعات تصديرية محضة وتجلب القطع الأجنبي للقطر في حال الاهتمام بها وتشجيعها ورعايتها وتطويرها أيضاً ولعل تجربة إنتاج البندورة بالزراعة المائية في بانياس خير دليل على ذلك حيث يباع الكغ الواحد من هذا الإنتاج بأكثر من عشرين ليرة سورية.
وقد سبق لجريدتنا أن نشرت تحقيقاً مفصلاً عن هذه التجربة.
سلمان إبراهيم
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد