اليمن: توتر أمني وإحباط هجوم لـ«القاعدة» واتصال بين قيادات التنظيم يشعل الإنذارات الأميركية

08-08-2013

اليمن: توتر أمني وإحباط هجوم لـ«القاعدة» واتصال بين قيادات التنظيم يشعل الإنذارات الأميركية

لم تهدأ الولايات المتحدة حتى الآن في محاولة تفادي أي اعتداء ينفذه تنظيم "القاعدة" ضد مصالحها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصولاً إلى باكستان، إلا ان اليمن حظي بالأهمية الكبرى. فمن جهة، أعلنت السلطات اليمنية أنها أحبطت مخططاً كبيراً أعده التنظيم المتشدد للسيطرة على مدينتين في الجنوب، وعلى منشآت نفطية. ومن جهة ثانية، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر بتكثيف غارات الطائرات من دون طيار في البلاد خلال الأيام العشرة الماضية.حواجز اسمنتية أمام السفارة البريطانية في صنعاء أمس (رويترز)

إلا انه يبدو أن حالة التوتر هذه ليست نابعة فقط من رصد اتصال هاتفي بين زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري وزعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي، مثلما اعلن قبل يومين، إنما ناتجة عن اتصال جمع حوالي 20 قيادياً من التنظيم. ولم يكن النقاش بين الظواهري والوحيشي حول تنفيذ اعتداء كبير سوى جزء منه، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية.

وبالعودة إلى إحباط مخطط "القاعدة"، ذكر راجي بادي، وهو المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة أن "الهدف الرئيسي للمخطط كان السيطرة على مدينتي المكلا وباوزير" في الجنوب، مشيراً الى أنه كان يشمل أيضاً استهداف منشآت نفطية حيوية بالقرب من المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في شرق البلاد.

وقال بادي إن المؤامرة تضمنت اقتحام العشرات المتخفين في زي قوات الجيش المنشآت المستهدفة ليلة 27 رمضان (يوم الاثنين الماضي). وأضاف ان المؤامرة كانت تهدف إلى السيطرة على مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز، وكذلك مدينة المكلا. وأضاف "لو فشل المسلحون بالسيطرة على المنشآت لكانت الخطة تنص على ان يتم اخذ الخبراء الاجانب فيها رهائن".

ويبدو أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الولايات المتحدة لا تقتصر على إغلاق سفارتها أو إخلاء موظفيها، إذ تلقى تنظيم "القاعدة"، بحسب ما قالت مصادر، ضربة جديدة بمقتل سبعة من عناصره في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في بلدة نصاب.

ولم تخل سماء العاصمة اليمنية صنعاء من الطائرات من دون طيار تحسباً لأي طارئ، كما أن قوات من الجيش اليمني حاصرت المنشآت الأجنبية والمقار الحكومية والمطار، فضلاً عن مضيق باب المندب على البحر الأحمر.

وفي مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، أكد اوباما أن ادارته "تتخذ كل الاحتياطات اللازمة"، داعياً الأميركيين إلى التصرف بحذر.

يذكر أن واشنطن أغلقت يوم الأحد الماضي 19 مقراً ديبلوماسياً في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بالإضافة إلى بنغلادش ومدغشقر وبوروندي ورواندا وموريشيوس. وأخلت موظفيها من سفارتها في اليمن بشكل خاص.

انشغلت الصحافة الأميركية تحديداً في متابعة الأحداث الأخيرة، ومن أهم ما جاء فيها الكشف عن تكثيف الغارات الأميركية في اليمن، والاجتماع الذي جمع 20 قيادياً من "القاعدة" وكان السبب الرئيسي في إثارة الحراك الأمني الأميركي.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أوباما أصدر توجيهات بتكثيف غارات الطائرات من دون طيار خلال الايام العشرة الأخيرة في محاولة لمواجهة مخططات "القاعدة". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن حملة الغارات مرتبطة بشكل مباشر بالمعلومات الاستخبارية حول حث الظواهري لفرع التنظيم في اليمن على الاعتداء على مصالح غربية.

وبحسب أحد المسؤولين، فإن واشنطن لا تملك معلومات محددة عن أهداف التنظيم، ولذلك فإن كل ما تحاول فعله هو الحصول على المزيد من الوقت.

أما القضية الأكبر فكشفها موقع "دايلي بيست" التابع لمجلة "نيوزويك". ووفقاً لمصادر المجلة، فإن ما صعّد الحراك الأميركي ليس مجرد اتصال بين الظواهري والوحيشي، وإنما اتصال جمع أكثر من 20 قيادياً في التنظيم. فالنقاش بين الظواهري والوحيشي، الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام حول التخطيط لاعتداء كبير، لم يكن سوى جزء من الاتصال الجامع بين قياديي التنظيم أو ممثلين عنهم.

ونقلت المجلة عن مصادرها الاستخبارية الثلاثة أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تلاحق منذ مدة أعمال الوحيشي، حيث انها اعترضت الشهر الماضي اتصالاً بينه وبين الظواهري، إلا ان الأمر الطارئ الذي حدث هو الاتصال الجامع بين قياديي التنظيم.

وبحسب المجلة، فإن الاتصال جمع قياديين أو ممثلين عنهم من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، وحركة "طالبان" في باكستان، و"القاعدة" في العراق، و"القاعدة في المغرب الإسلامي"، وآخرين من بينهم فرع "القاعدة" في أوزبكستان، وناشطين مرتبطين بالتنظيم في سيناء.

ووفقاً للمصادر، فإن وجود عناصر من سيناء ضمن المجموعة أجبر واشنطن على إغلاق سفارتها في تل أبيب. وأوضح أحد المصادر أن ثلاثة عناصر أكدوا أنهم قادرون على استهداف مدينة إيلات، وبالتالي فلن يكون من المستحيل استهداف تل أبيب أيضاً.

وخلال الاجتماع، أعلن الظواهري أنه تمت ترقية الوحيشي إلى "المسؤول العام"، أي بمعنى آخر إلى الرجل الثاني في التنظيم.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...