اليابان: انفجار ثالث في محطة فوكوشيما النووية
وقع انفجار جديد في محطة فوكوشيما داي ايتشي النووية لتوليد الطاقة الكهربائية الواقعة شمالي اليابان، والتي تضررت بالزلزال الذي اصاب المنطقة يوم الجمعة الماضي وامواج التسونامي التي تبعته.
وكان الفنيون اليابانيون يحاولون جاهدين المحافظة على استقرار المفاعل رقم 2 في المحطة التي انفجر فيها مفاعلان آخران في الايام الثلاثة الماضية.
وبينما اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود ما يشير الى وقوع انصهار في المفاعل، قال وزير ياباني إنه من "المرجح جدا" ان تنصر القضبان النووية في المفاعل الثالث بفعل الحرارة العالية.
ولم تدل السلطات اليابانية بتفاصيل وافية عن الانفجار الثالث.
وفي وقت لاحق، قال رئيس الحكومة اليابانية ناوتو كان في وقت مبكر من يوم الثلاثاء إن حريقا اندلع في المفاعل الرابع في محطة فوكوشيما، وان نسبة الاشعاع قد ارتفعت بشكل ملحوظ.
وحث كان سكان المنطقة المجاورة للمحطة وحتى مسافة 30 كيلومترا منها بالتزام بيوتهم.
وقالت السفارة الفرنسية في اليابان يوم الثلاثاء إن الرياح التي تحمل مستويات متدنية من الاشعاعات النووية من محطة فوكوشيما قد تصل الى العاصمة طوكيو في غضون الساعات العشر المقبلة. وحثت السفارة الرعايا الفرنسيين على البقاء في منازلهم واغلاق النوافذ.
كما اصدرت السفارة الالمانية تحذيرا حثت فيه الرعايا الالمان واسرهم على تسجيل اسمائهم في قوائم طوارئ خاصة، وعلى مغادرة اليابان خصوصا بالنسبة للاسرز
وتقول وكالة رويترز إن البعض من سكان طوكيو قرروا تركها الى اماكن ابعد من موقع المحطة المنكوبة، بينما شرع آخرون بتكديس المواد الغذائية.
هذا وقد طلبت اليابان مساعدة دولية للسيطرة على ارتفاع درجة الحرارة في محطة فوكوشيما، والخطر الماثل الآن يتعلق بحدوث تسرب اشعاعي، الا ان المسؤولين اليابانيين يقولون إن ذلك الخطر محدود.
وقال مسؤولون في المجال النووي في الولايات المتحدة ان السلطات اليابانية طلبت منهم تقديم المشورة بشأن كيفية التعامل مع المشكلة في المحطة النووية، كما قدمت اليابان طلبا للمساعدة الى وكالة الطاقة الذرية.
غير ان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو قال إن من المستبعد جدا ان تتحول الازمة النووية في اليابان الى تشيرنوبل اخرى في إشارة إلى كارثة المفاعل النووي تشيرنوبل في الاتحاد السوفييتي القديم.
وقد أدت الأزمة في اليابان الى تزايد القلق الدولي بشأن سلامة الطاقة النووية، فقد قررت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إعادة النظر في قرار تجديد المفاعلات النووية القديمة في بلادها.
كما علقت سويسرا خططا لبناء محطات جديدة للطاقة النووية في انتظار مراجعة شاملة لقواعد السلامة العامة، كذلك قررت الهند اجراء فحوص على جميع المحطات النووية في البلاد لضمان صمودها أمام الزلازل وموجات المد البحري تسونامي.
وتعطلت الطرق والسكك الحديدية والكهرباء والموانيء في معظم أنحاء شمال شرق اليابان وقفزت تقديرات الخسائر الى نحو 170 مليار دولار وقال محللون ان الاقتصاد قد ينزلق الى الركود من جديد.
وأغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض باكثر من ستة في المئة في اكبر هبوط منذ الازمة المالية العالمية عام 2008 .
ومشط عمال الانقاذ المنطقة التي اجتاحتها أمواج المد الى الشمال من طوكيو بحثا عن ناجين وكافحوا للاعتناء بالملايين الذين انقطع عنهم التيار الكهربائي والمياه فيما وصفها رئيس الوزراء ناوتو كان بأنها أسوأ أزمة تمر بها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال مسؤولون ان عشرة الاف شخص قتلوا على الارجح في الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجة وأمواج المد التي تبعته وذكرت وكالة كيودو للانباء يوم الاثنين أنه تم العثور على الفي جثة في بلدتين ساحليتين فقط.
من ناحية أخرى قال مسؤولون ان الجدران السميكة المحيطة بالقلب المشع في المفاعلات المتضررة في المحطة النووية سليمة فيما يبدو بعد انفجار الهيدروجين وهو الثاني الذي يحدث هناك منذ يوم السبت.
ويتمثل الخوف الاكبر في تسرب اشعاعي كبير من المجمع في فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو حيث يسعى المهندسون جاهدين منذ بداية الاسبوع لمنع انصهار قضبان الوقود في ثلاثة مفاعلات.
وقالت الحكومة ان قلب المفاعل رقم 3 سليم بعد الانفجار لكنها نبهت من لايزالون داخل منطقة الاجلاء ونطاقها 20 كيلومترا الى التزام منازلهم. وقالت شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) التي تدير المحطة ان 11 شخصا أصيبوا في الانفجار.
وذكرت وكالة كيودو للانباء أنه تم اجلاء 80 الف شخص من المنطقة لينضموا الى اكثر من 450 ألفا اخرين أجلوا من المناطق التي تضررت من الزلزال وامواج المد بشمال شرق البلاد.
وقال موراي جينيكس من جامعة سان دييجو "كل ما رأيته يقول ان هيكل الاحتواء يعمل بالطريقة التي صمم ليعمل بها. انه يحتفظ بالاشعاع في الداخل ويحتفظ بكل شيء في الداخل وهذه اخبار سارة."
وأضاف "هذا ليس تشرنوبيل على الاطلاق... في تشرنوبيل بأوكرانيا لم يكن هناك هيكل للاحتواء حين انفجر المفاعل."
في غضون ذلك، قررت عدة دول اوروبية اعادة النظر في مشاريع الطاقة النووية في ضوء ما وقع ويقع في اليابان.
فقد اجلت كل من الحكومتين الالمانية والسويسرية اتخاذ قرار حول برنامجيهما النوويين، بينما يعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا اليوم الثلاثاء يحضره وزراء وخبراء نوويون.
وكان الآلاف من الناشطين المعارضين للطاقة النووية قد تظاهروا في مدينة شتوتغارت الالمانية السبت الماضي.
كما أن بعض القرارات التي يجري تداولها الآن في اوروبا تخفي دوافع سياسية.
فالمانيا، حيث جمدت المستشارة انجيلا ميركل تنفيذ قرار بتمديد العمل بمحطات التوليد العاملة بالطاقة النووية، ستشهد انتخابات محلية مهمة قريبا.
اما في سويسرا، فقد اجلت الحكومة النظر في موضوع تشييد محطات توليد جديدة تعمل بالطاقة النووية، بينما دعا وزير نمساوي الى اجراء اختبارات سلامة جديدة على كل المفاعلات النووية العاملة في القارة الاوروبية.
ويقول مراسلنا إن النمسا التي تعارض الطاقة النووية تشعر بالقلق من سلامة المفاعلات النووية الموجودة في الدول الشيوعية السابقة المجاورة لها.
...والصين تراقبوفي بكين، قالت وكالة السلامة النووية الصينية يوم الثلاثاء إنها تراقب عن كثب تطورات الوضع في محطة فوكوشيما اليابانية، وقررت تعزيز الرقابة على مستويات الاشعاع في الصين.
وجاء في تصريح اصدرته وزارة حماية البيئة الصينية: "ستواصل وزارتنا مراقبة التطورات الحاصلة نتيجة الحادث الذي اصاب محطة فوكوسيما رقم واحد، وستعزز رقابتها على مستويات الاشعاع."
على صعيد آخر، اعلنت شركة (ايرتشاينا) الصينية للنقل الجوي انها قررت الغاء كل رحلاتها من مدينتي بكين وشنغهاي الى طوكيو عصر ومساء الثلاثاء.
وبالرغم من امتناع الشركة عن الادلاء الاسباب الكامنة وراء هذا القرار، فإن الحكومة اليابانية كانت قد حذرت من ان مستوى الاشعاع في الهواء قد ارتفع بشكل ملحوظ في المنطقة المحيطة بالمحطة المنكوبة يوم الثلاثاء.
المصدر: BBC
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد