النيران تلتهم مساحات واسعة من لبنان
تجددت الحرائق التي اندلعت في لبنان في منطقة عكاروفي مناطق لبنانية أخرى وعادت التساؤلات حول أسبابها لتطرح مجددا، فيما اعلنت مصادر الدفاع المدني في منطقة عكار، ان مراكزه في حالة استنفار تام لمواجهتها ومكافحتها، علما ان الحرائق في مثل هذا الوقت من كل عام تزداد خطورتها جراء الرياح التي تهب بشكل يومي تقريباً، مما يسهل تمددها بسرعة، كما اكدت مصادر في قوى الأمن الداخلي اللبناني أنها تعمل على متابعة التحقيقات بشأن كل الحرائق في المنطقة بعد تعميم صادر عن وزارة الداخلية بايلاء هذا الأمر الأهمية القصوى وملاحقة الفاعلين.
وهكذا لا تزال الحرائق التشرينية في عكار تلتهم مئات الأشجار، اذ اندلع حريق هائل أول من امس، في خراج بلدة القنطرة عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على اخماده وقضى على مئات أشجار الزيتون، وكان سبقه في نفس النهار حريق في خراج بلدة مشحة وخريبة الجندي، وحرائق متعددة في منطقة الدريب حيث أكد الدفاع المدني أنه قام بتنفيذ خمس وأربعين عملية اخماد حرائق في انحاء شتى من عكار، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
واندلع حريق عصر أمس، في الوادي الفاصل بين حلبا وذوق حلبا والتهمت النيران أشجار الزيتون والكرمة واشجار حرجية متنوعة، ولامست حدود المنازل في حلبا، حيث عمل الدفاع المدني والأهالي على اخمادها.
واستمر مسلسل الحرائق في القبيات وجوارها حيث اندلع حريق كبير في خراج البلدة في أحراج الصنوبر الواقعة بين بلدتي القطلبة والشنبوق، والتهمت النيران مساحات واسعة من هذه الغابات، وكان من المفترض أن تشارك مروحيات الجيش اللبناني في اخماد الحريق إلا أن الأمطار التي هطلت عند الحادية عشرة من ظهر أمس، وجهود الدفاع المدني ساهمت باخماد الحريق ومنعه من التوسع.
وشب حريق في خراج جبل زكرون في قضاء الكورة والمطلة على أوتوستراد شكا ـ طرابلس أتى على مساحة واسعة من الاراضي المزروعة بأشجار الزيتون والاشجار والنباتات البرية، وبذلت فرق الدفاع المدني مجهودا كبيرا لمحاصرته وإخماده نظرا لوعورة الطريق وصعوبة الوصول الى مكان الحريق، وقد نجحت في ذلك بعد نحو ساعتين من إشتعاله.
واندلع حريق كبير ظهر أمس، في بلدة الهري قرب شكا على الطريق الساحلي وطال بساتين الزيتون ومساحات حرجية، وامتد الى أحراج حامات على مقربة من المطار ودير سيدة النورية. وارتفعت ألسنة النيران بقوة بسبب الرياح ما حال دون التمكن من اخمادها. وسارعت فرق الدفاع المدني في مركز البترون الى اطفاء الحريق الذي امتد على مساحات واسعة، ونظرا لصعوبة العمل وارتفاع النيران على الجبال المطلة على البحر فوق الاوتوستراد تمت الاستعانة بفرق الدفاع المدني في راسنحاش وبشعله والعلالي وبمؤازرة من الجيش اللبناني. كما شاركت طوافة عسكرية لاحقا بالاخماد وبعد ساعات طويلة من اندلاع الحرائق تواصلت النيران وتواصلت عمليات الاطفاء.
و في اقليم الخروب اندلع حريق كبير بدءاً من صباح أمس، في احراج الوادي الفاصل بين منطقتي دير المخلص في إقليم الخروب وصفاري في جزين لجهة الضفة الجنوبية لنهر بسري، حيث التهمت النيران مساحات شاسعة من الأشجار الحرجية واتجهت صعودا مع حركة الرياح باتجاه الجبال المحيطة، فغطت النيران وسحب الدخان الأبيض المنطقة، فيما عملت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني وبشكل متواصل طوال النهار على إخماد النيران عبر الاستعانة ببركة مياه معمل كهرباء «بول ارقش» الذي يقع على نهر بسري، إلى جانب جهود كبيرة بذلها عناصر من الدفاع المدني والجيش في المنطقة لإخماد النيران الذين لم يتمكنوا من إخمادها لوعورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها، خصوصا بعد انفجار عدد من الألغام المزروعة في الوادي المذكور منذ الاجتياح الإسرائيلي وحرب الجبل، مما اشاع جوا من القلق والخوف في صفوف أهالي القرى والبلدات المحاذية للحريق خوفا من وصول النيران إليها والتي استمرت مشتعلة حتى ساعات الغروب.
ويذكر أن المنطقة التي اندلعت فيها النيران هي أراض تعود ملكيتها للرهبانية المخلصية، ويوجد فيها العديد من «المشاحر» حيث يتم استثمار الأشجار بعد قطعها لاستخدامها وبيعها «للفحم».
وكان شب حريق في خراج بلدة مجدلونه في إقليم الخروب وعملت عناصر من الدفاع المدني في شحيم على إخماده.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد