النواب الأمريكي يقر ميزانية الحرب المشروطة بالانسحاب

في خطوة اعتبرت تحديا لإرادة الرئيس الأميركي جورج بوش, وافق مجلس النواب اليوم على مشروع قانون يسمح بتقديم نحو مائة مليار دولار إضافية لتمويل الحرب في العراق، شريطة أن يتم سحب جميع القوات العسكرية الأميركية العاملة فيه بحلول 31 مارس/ آذار المقبل.
 ووافق النواب على المشروع بأغلبية 218 مقابل رفض 208 أعضاء, وهو ما فوت على الديمقراطيين فرصة الحصول على أغلبية الثلثين لتفويت لتجنب النقض من قبل بوش. وبعد هذه الموافقة يصبح المشروع جاهزا الآن للتصويت عليه بمجلس الشيوخ اليوم الخميس.
 وتم تمرير المشروع رغم تهديد الرئيس بوش بالنقض, والذي جدد أمس رفضه ربط تمويل الحرب بالانسحاب قائلا إنه سيستخدم الفيتو ضد المشروع. 
 ولم يفلح اجتماع مسؤولين بالإدارة الأميركية مع قيادات الكونغرس لإقناعهم بالعدول عن مشروع القرار الموحد بين الشيوخ والنواب. وحضر الاجتماع من جانب إدارة بوش كل من غوردن إنغلاند نائب وزير الدفاع, وجون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية, وقائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال ديفد بيتراوس, ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر بيس.
 ويرى المراقبون أن هذه المواقف غير المفاجئة بمضمونها ليست سوى تحضير للمرحلة المقبلة، أي إعداد نص يسمح برصد الأموال المطلوبة بدون تجميدها بفيتو.وفي سياق الأزمة المتصاعدة بين الديمقراطيين والإدارة الأميركية, تجمع عدد من السياسيين وأعضاء منظمات مناهضة للحرب في العراق أمام مجلس النواب، للمطالبة بالبدء في إجراءات العزل في حق الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني.
 وأوضح عضو الكونغرس دينيس كوسينيتش الذي طرح مشروعا في هذا الاتجاه, أن الرجلين ضللا الكونغرس بمبررات وصفها بالكاذبة لخوض الحرب في العراق وتهديد إيران بعدوان على حساب مصالح الأمن القومي الأميركي.
 وقد وصف زعيم الغالبية الديمقراطية بالشيوخ هاري ريد تشيني بـ"الكلب الهجومي" الذي غالبا ما يطلقه بوش لمهاجمة الفريق الديمقراطي, نافيا في الوقت نفسه أي رغبة بالدخول في "مواجهة شتائم مع شخص تدنت شعبيته إلى 9%".
 وكان ريد يرد على تشيني الذي قال "إن بعض قادة الديمقراطيين يعتقدون أن معارضة عمياء للإستراتيجية الجديدة هي السياسة الجيدة". وأضاف تشيني أن "من السخف التأكيد على أن الحرب خاسرة لمجرد الاعتقاد أن هذا الأمر يعطيهم مكسبا سياسيا.. على المسؤولين أن يأخذوا قرارات مبنية على مصالح أمن بلادنا وليس على مصالح حزبهم السياسي".
 وقد أبلغ زعيم الغالبية الديمقراطية بالشيوخ بوش الخميس الماضي أن واشنطن خسرت الحرب في العراق, وأن إرسال تعزيزات عسكرية إليه لن يجدي نفعا. 
وفي هذا الإطار أظهر استطلاع للرأي أجرته محطة NBC الإخبارية وصحيفة وول ستريت جورنال أن اثنين بين كل ثلاثة أميركيين يعتقدان أن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ. 
 وأشار الاستطلاع الذي شمل 1004 من البالغين وأجري بين 20 و23 أبريل/ نيسان إلى أن 22% فقط من الأميركيين يرون أن بلدهم يسير في الاتجاه الصحيح, في حين عبر 66% عن اعتقادهم بأنه يسير في الاتجاه الخاطئ.
 كما عبرت أغلبية من استطلعت آراؤهم أن النصر في العراق لم يعد ممكنا, وأعربت عن تضامنها مع جهود الديمقراطيين الرامية إلى تحديد جدول لانسحاب القوات الأميركية. وجاء في الاستطلاع أن 55% من الأميركيين يعتبرون أن النصر غير ممكن, فيما يعتقد 36% العكس.
 وأظهر الاستطلاع أيضا أن 56% من المشاركين ثمنوا موقف الديمقراطيين, بينما أيد 37% موقف الرئيس بوش المعارض لمثل هذا الجدول.

المصدر: وكالات