النهوض السلمي للصين ما يزال يثير المخاوف
الجمل : منذ عام 2003، بدأت سياسة الصين تصاغ، ويتم تشكيلها تبعاً ووفقاً لما يطلق عليه "سياسة النهوض السلمي"، والتي تقول بأن الصين سوف تتطور اقتصادياً، ضمن بيئة دولية سلمية، بحيث تحافظ على/ وتساهم في السلم العالمي. كان أول من قام بإيضاح هذه الفكرة المفكر الصيني والمستشار السياسي تسينغ بيجيان. وبعد تفحصها من قبل مجلس العلاقات الخارجية، فقد أفاد الخبراء بأن هذه السياسة قد تم التوصل إليها، بعد أن اعترف زعماء الصين بضرورة تعزيز النمو الاقتصادي المستمر والاستقرار المحلي – وهما الأولويتان الأكثر أهمية – وكان عليهم أن يؤكدوا لبقية العالم، وبالذات لآسيا، مقاصدهم وتوجهاتهم السلمية.
تعتبر هذه التأكيدات ضرورية، طالما أن القوة الاقتصادية والعسكرية الصينية يمكن أن تستمر في التنامي. هذا وقد كتب جورج كلارك، وهو دبلوماسي أسترالي، في اليابان تايمز (Japan Times) «قامت الأمم الأخرى ولزمن طويل بمراقبة التهديد الذي تمثله الصين»، سواء أكان مؤكداً أم لا. وبما أن الرئيس الصيني هاو جنتياو يحضر للقاء الرئيس بوش في 18 أبريل في واشنطن، فإن عضواً بارزاً في مجلس العلاقات الخارجية، هي السيدة إليزابيث إكونومي، قد أفادت بأن أجندة الصين للقاء تتضمن الاعتراف المعلن بمكانتها كلاعب عالمي بارز وشريك هام للولايات المتحدة.
كتب إيريك تيوشيو من معهد سنغافورة للشؤون الدولية أن الصين تعمل على إعادة إحياء نظام أسرتي مينغ وكوينغ القديمتين، طالما أن بكين أصبحت "في مركز القلب" من نظام التجارة الآسيوي الإقليمي، ونالت السمو والاحترام الثقافي.
كتب أنور عبد الملك في الأهرام المصرية، بأن خبرة الصين بالتحرير الاقتصادي والإصلاحات السياسية المتدرجة، تمثل نموذجاً للعالم العربي. إلا أن صعود الصين بثبات باتجاه أن تكون قوة عظمى، هو أيضاً يشكل مثاراً للاهتمام. وقد كتب همفري هاوكسلي من الـ (بي بي سي) بأن النفوذ المتنامي للصين في البرازيل - حيث تقدم سياسة نهوضها السلمي باعتبارها النموذج الأفضل من أجل تقليل الفقر، بدلاً عن النمط الأمريكي الرأسمالي - قد أدت على خلق الاهتمام القلق من جانب واشنطن.
ثمة نشرة يصدرها معهد بروكينغز، حملت عنوان (تحول القوة: الصين وديناميكيات آسيا الجديدة)، أبرزت تأثيرات نهوض الصين على المنطقة الإقليمية. وقد قال المحرر ديفيد شامبو، في حوار حول النشرة، بأن نهوض الصين سوف يجعلها في الغالب قوة اقتصادية، إضافة إلى ازدياد مكانتها الدبلوماسية، إلا أنه سوف تكون على قدر أقل نسبياً في مجال الأمن.
علق بعض المراقبين على الاضطراب وعدم الاستقرار في نهوض الصين، وقد قال مينيكسين باي من مؤسسة كارينجي للسلام الدولي، بأن نمو الصين المذهل يجعل المراقبين يتجاهلون الفساد المستشري فيها، والذي يؤدي إلى بروز الظلم وعدم العدالة الاجتماعية، وتركيز النخبة على استمرارها وبقائها الذاتي.
ذكرت مقالة منشورة في مجلة (السياسة الخارجية Foreign Affairs) بأن التحديات التي تواجه الصين تتضمن نقص الموارد الطبيعية والافتقار إلى التنسيق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذا وقد قدم معهد بروكينغز مجموعة من أحاديث (تسينغ) والتي حدد فيها السياسة الصينية وكيفية تقديمها إلى العالم.
وأخيراً، فقد كتب ديزموند لاخمان من معهد المسعى الأمريكي (AEI) في العرض المالي الأسترالي (Australian Financial Review)، بأن مخاوف الولايات المتحدة من تفوق الصين اقتصادياً، قد تفاقمت. وقال بأن نمو الصين ليس هو نتيجة للابتكار والإنتاجية المتزايدة، وإنما بسبب الاعتماد على الصادرات، واستثمار ما يقرب من نصف ناتجها المحلي الإجمالي، والتحويل الناجح لفائض عمالتها الريفية إلى اقتصاد السوق. وإلى حين تنفيذ الصين إصلاحات السوق الحر، كما قال، فإنها سوف لن تكون قادرة على منافسة عائدات إنتاجية الولايات المتحدة.
الجمل : قسم الترجمة
المصدر : C. F. R
الكاتب : Esther pan
إضافة تعليق جديد