المهرولون لاتهام الدولة السورية باستخدام الكيميائي في إدلب
الجمل- بقلم: Jim Carey- ترجمة: وصال صالح: موجة من الجنون العارم انتابت وسائل الإعلام الغربية هذا الصباح من خلال حملة تشهيرأخرى هذه المرة متهمة الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب، المشكلة هي أن الاتهام لا يحمل حتى نصف التحقيق والتدقيق. التقارير التي اندلعت هذا الصباح تتعلق بهجوم كيميائي في إدلب وسرعان ما انبرت القوى الغربية بإلقاء اللوم على الدولة السورية بعد أقل من نصف اليوم من التحقيق، وانضم الاتحاد الأوروبي وإسرائيل أيضاً إلى جوقة المتهمين مع الولايات المتحدة. استند الغرب في مزاعمه إلى تقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، ومنظمة الخوذات البيضاء المشهورة بتحالفها مع تنظيم القاعدة، وما تزال وسائل الإعلام الأميركية تدعي أن الخوذات البيضاء مجموعة محايدة . لكن مؤخراً بدأوا الاعتراف أن المرصد السوري لحقوق الإنسان منحاز لصالح "المعارضة".
القيادة العامة السورية أصدرت بياناً في وقت سابق دحضت فيه المزاعم وجاء في البيان"إن المجموعات الإرهابية المسلحة دأبت على توجيه الاتهام للجيش العربي السوري باستخدام الغازات السامة ضد أفراد هذه المجموعات أو ضد المدنيين في كل مرة تفشل في تنفيذ أهداف رعاتها ومشغليها وتعجز عن تحقيق أي مكاسب ميدانية على الأرض في محاولة يائسة لتبرير فشلها والحفاظ على دعم مموليها".
بالطبع يمكن تصنيف ذوي الخوذات البيضاء بالإرهابيين –أو على الأقل أولئك المتعاطفين مع الإرهاب- وهم المجموعة الأكثر ادعاءاً جهارأ باستخدام غاز السارين في الهجوم، مع ذلك، فإن الصور التي أطلقتها هذه المجموعة على استخدام غاز الأعصاب المميت من قبل الدولة السورية تًظهرهم وهم يعالجون الضحايا بدون أي معدات سلامة أو أجهزة وقاية، وهم سالمين لم يصابوا بأذى.
إنه لأمر غريب كيف قفز المجتمع الدولي وركب موجة الاتهامات خاصة منذ إعلان الأمم المتحدة عام 2013 بأن الحكومة السورية لم تعد تمتلك الأسلحة الكيميائية. ورواية إلقاء اللوم واتهام الدولة السورية بالهجوم يناقض الحوادث المتعددة المتعلقة بمخزونات الأسلحة الكيميائية التي تم العثور عليها سابقاً في المناطق التي كان يسيطر عليها "المتمردون" في الأراضي السورية. بعض التقاريرأوردت أن الأسلحة الكيميائية تم إسقاطها من قبل طائرات روسية في المنطقة، مع ذلك، أصدر المسؤولون الروس بياناً أنكروا من خلاله هذه الاتهامات بالإضافة إلى أدلة على أن قواتهم لم تكن تعمل حتى في إدلب وقت وقوع الهجوم.
ردة الفعل الدولية
بالطبع هذا الإنكار والأدلة ليست كافية لجعل المجتمع الدولي يتراجع عن الاتهامات التي وجهها. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا القوى الغربية إلى المزيد من التدخل في سورية "يجب إزالة الأسلحة الكيميائية "مرة أخرى على ما يبدو إسرائيل تتدخل، وهي بالفعل تدخلت مؤخراً في سورية، لذلك ليس من قبيل المفاجأة أن يسعى نتنياهو لتبرير آخر ليدعم انتهاكاته الأخيرة للمجال الجوي لبلد مجاور.
المتحدث باسم البيت الأبيض سين سبايسر قال في مؤتمر صحفي كلام يتفق مع ما قاله نتنياهو، حيث ألقى سبايسر باللوم على ضعف إدارة أوباما بسبب فشلها في البدء بإزالة الأسلحة الكيميائية، هذا على الرغم من حقيقة أن روسيا أشرفت على العملية. من الواضح أن هذه الاتهامات لم تحدث في فقاعة، هذه الاحداث المحيطة بسورية في الوقت الراهن يجب أن تخضع أيضاً للفحص، التقارير عن ارتكاب الدولة السورية جرائم يبدو أنها تحدث بشكل أكثر تواتراً بينما الجيش السوري يحقق المزيد من الإنتصارات.
هناك أيضاً تحول غريب من جهة إدارة ترامب، من خلال إعلان المبعوث الأميركي للأمم المتحدة نيكي هالي الأسبوع الماضي، أن الإطاحة بالرئيس الأسد لم تعد على الإطلاق من أولويات الولايات المتحدة، هذه التصريحات لا قيمة لها وهي غير مهمة كثيراً عندما تأخذ بعين الاعتبار الوجود الغير شرعي للقوات الأميركية على الأراضي السورية، وهي لا تزال تضع الخطط لتقسيم البلاد والاستيلاء على السلطة من دمشق.
إن بيان سبايسر، بالإضافة إلى ما أعلنته هالي قبله بأن "الشعب السوري لا يريد الأسد قائداً له" يبدو انه يشير إلى انه ليس هناك أي تغيير في السياسة الأميركية، على الرغم مما قالته إدارة ترامب نهاية الأسبوع، يبدو أنها هذا الأسبوع قد بدأت العمل كالمعتاد.
عن: Geopolitics Alert
الجمل
إضافة تعليق جديد