المعلم ينقل رسالة الأسد إلى القيادة التركية
اكدت مصادر متطابقة امس ان وزير الخارجية وليد المعلم سيزور بعد ظهر اليوم انقرة ناقلا رسالة من الرئيس بشار الاسد الى الرئيس عبدالله غل، وذلك بعد لقائه سفراء الاتحاد الاوروبي في دمشق لاطلاعهم على تفاصيل الخرق الاسرائيلي للاجواء السورية.
وقالت مصادر تركية ان المعلم سيلتقي، بصفته مبعوثا من الاسد، الرئيس التركي ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية علي بابا جان، مضيفة ان «الهدف الرئيس للزيارة تهنئة غل بالرئاسة، لكن سيجري تبادل لوجهات النظر ازاء التطورات في المنطقة». وكانت وسائل اعلام تركية نقلت عن مصادر عسكرية أن «الجيش عثر على خزانات وقود في محافظتي هتاي (لواء اسكندرون) وغازي عنتب المتاخمتين للحدود مع سورية»، مرجحة أن تكون للطائرات الاسرائيلية التي خرقت المجال الجوي السوري.
وكان ناطق عسكري سوري قال ان الطائرات الاسرائيلية دخلت الاجواء السورية من جهة البحر الابيض المتوسط قبل ان تتجه الى شمال شرق البلاد، ما يعني تحليقها بمحاذاة الحدود السورية - التركية. ونفى أردوغان ان تكون الطائرات الاسرائيلية اقلعت من الأراضى التركية.
ويتوقع ان يقدم المعلم «ادلة» على الاعتداء الاسرائيلي ليل الخميس - الجمعة وان يجيب عن اسئلة السفراء الاوروبيين في لقائه بهم صباح اليوم، علما ان الوزير السوري كان اطلع على هذه الادلة السفير الروسي سيرغي كريبتشنكو قبل زيارة نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف الاربعاء المقبل.
ويسود اعتقاد ان العملية الاسرائيلية كانت بمثابة «اختبار سياسي وعسكري» لدمشق، وان اصدار بيان سوري باسم ناطق عسكري ادى الى «ارتباك» المسؤولين الاسرائيليين، في حين كان الجانب الاسرائيلي بادر بالاعلان عن شن غارة على موقع عين الصاحب قرب دمشق في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2003، كما اعلن عن تحليق طائرتين اسرائيليتين قرب شواطئ سورية في حزيران (يونيو) العام الماضي، مسرباً هذه الاخبار اولا عبر وسائل اعلام اسرائيلية، قبل ان تعلنها «مصادر اعلامية» سورية.
ولوحظ في دمشق ان البيان في صيغته النهائية كان «رصيناً ورادعاً غير تصعيدي» شرح ما حصل الى الرأي العام السوري، من دون ان يذكر عدد الطائرات الاسرائيلية ولا طبيعة الذخائر او الاماكن التي سقطت فيها.
وفيما ربط ديبلوماسيون غربيون الخرق الاسرائيلي باحتمال ان يكون استطلاعياً يرتبط بالملف الايراني، ربط مراقبون سوريون العملية بإعلان مصادر امنية اسرائيلية بعد اجتماع الوزارة الامنية الاربعاء، ان رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي «يعارض حاليا عملا عسكريا واسعا في غزة طالما ان التوتر مستمر على الحدود الشمالية بسبب صعوبة العمل على جبهتين من دون طلب الاحتياط»، ما شجع على الاعتقاد بأن «العدوان» فجر الخميس كان بمثابة اختبار سياسي وعسكري لموقف دمشق في الوقت الراهن.
وانتقدت صحيفة «تشرين» ردود فعل دول عربية على الانتهاك الاسرائيلي، وكتبت: «المحزن ان يلوذ بعض الاشقاء العرب بالصمت (...) اذا كانت مثل هذه الانتهاكات والاستفزازات لا تستحق من بعض الاشقاء العرب بيانات استنكار وتضامن، ولو لرفع العتب، فمتى يفعلون؟ واي شيء سيجعلهم يتحركون؟».
دان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمس الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية اخيرا، معتبراً أياه «خرقاً واضحاً للقوانين الدولية». وعبر في بيان صحافي عن تضامنه مع سورية حكومة وشعبا، آملاً في ان «يلتزم الاحتلال الاسرائيلي ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي يتحرك فيه المجتمع الدولي على الصعد كافة بهدف إزالة التوتر في منطقة الشرق الاوسط».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد