المشهد الإسرائيلي عشية الانتخابات

09-02-2009

المشهد الإسرائيلي عشية الانتخابات

الجمل: سيذهب الإسرائيليون غداً إلى صناديق الاقتراع لحسم الصراع السياسي وتحديد الشخص المؤهل إسرائيلياً للسيطرة على عملية صنع واتخاذ القرار في الكنيست الإسرائيلي.
* المشهد الإسرائيلي عشية الانتخابات:
برغم كثرة القوى السياسية التي تخوض المنافسة الانتخابية فإن المعطيات الرئيسية تشير إلى أن القوى التي سيتوقف عليها تحديد مصير الكنيست وشكل توازن القوى الإسرائيلي الداخلي القادم هي:
• حزب الليكود.
• حزب العمل.
• حزب كاديما.
• حزب إسرائيل بيتنا.
• حزب شاس.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ما زالت حصراً بين الليكود وكاديما، إضافة إلى أن الفارق بينهما لا يتجاوز المقعدين أو الثلاثة. واستناداً إلى ذلك يقول المراقبون والمحللون بأن "حدث اللحظة الأخيرة" هو الذي سيحدد من الذي سيتقدم في النهاية: الليكود أم كاديما.
إضافة لذلك، تشير التحليلات إلى أن المعركة الانتخابية برغم كثرة الأحزاب فقد أصبحت معركة كبرى تتضمن معركة صغرى، يتوقف عليها تحديد نتيجة المعركة الكبرى، وبكلمات أخرى فإن معركة الأحزاب الإسرائيلية حول السيطرة على الكنيست تحولت إلى معركة صغرى بين الليكود وكاديما، بحيث إذا نجح الليكود فإن الائتلاف الحكومي سيغلب عليه طابع اليمين الديني، وفي حال نجاح كاديما فإن الائتلاف الحكومي سيغلب عليه طابع الاعتدال.
* الاستقطابات الجديدة في الساحة السياسية الإسرائيلية:
أثرت تداعيات المنافسة الانتخابية بشكل واضح على خارطة التحالفات السياسية الإسرائيلية ومن أبرز المعطيات الجارية نشير إلى الآتي:
• صعود الخلاف داخل معسكر اليمين الإسرائيلي وتحديداً بين حزب شاس (اليمين الديني) وحزب إسرائيل بيتنا (اليمين العلماني)، ونقلت التقارير الإسرائيلية الصادرة اليوم بأن زعيم حزب شاس الحاخام يوسيف صرح قائلاً أن من يدلي بصوته لصالح حزب إسرائيل بيتنا وزعيمه ليبرمان سيكون قد أدلى بصوته للشيطان لأن هذا الحزب وزعيمه يؤيدان الزواج المدني وأكل لحم الخنزير!!
• سعى حزب الليكود إلى إضعاف حزب إسرائيل بيتنا من خلال محاولة إقناع الناخبين الإسرائيليين وتحديداً اليهود الروس بضرورة عدم الإدلاء بأصواتهم لحزب إسرائيل بيتنا لأن حزب الليكود يحتاج حالياً لهذه الأصوات لحسم الصراع مع كاديما. وبالتالي فإن التصويت لليكود سيكون في مصلحة حزب إسرائيل بيتنا.
• سعى حزب كاديما إلى الاستعانة بأصوات الناخبين المؤيدين لحزب ميريتس اليساري وذلك تحت مزاعم أن صعود كاديما بالنسبة لليساريين سيكون أفضل من صعود الليكود، وتقول المعلومات أن كاديما يحاول حالياً الحصول على أصوات أنصار حزب العمل الإسرائيلي في الدوائر الانتخابية التي يكون فيها الحزب ضعيفاً.
وبالتدقيق في هذه المعطيات والحيثيات فمن المؤكد أن المعركة الانتخابية الإسرائيلية تشهد في لحظاتها الأخيرة استخداماً واسعاً لتكتيك الحشد والمناورة والهجوم وبكلمات أخرى، يمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• كتل الناخبين المؤيدين لحزب ميريتس وحزب العمل وتحديداً في المناطق التي يكون فيها حزب العمل وميريتس ضعيفين سيتم توجيهها لصالح كاديما.
• كتل الناخبين المؤيدين لحزب إسرائيل بيتنا والأحزاب الإسرائيلية الدينية الصغيرة وتحديداً في المناطق التي يكون فيها موقفها ضعيفاً سيتم توجيهها لصالح الليكود.
على هذه الخلفية فإن ما هو واضح يتمثل في أن اليمين الديني ممثلاً بالليكود وحزب شاس قد دخل معركة واضحة مع اليمين العلماني ممثلاً بحزب إسرائيل بيتنا، وتقول بعض التحليلات أن تداعيات هذه المعركة ستنتقل إلى الكنيست القادم وتوازنات تشكيل الائتلاف الحكومي القادم في حال فوز الليكود وزعيمه نتينياهو بالانتخابات طالما أن قيادة شاس اليمينية لن ترضى بتقديم التنازلات لصالح حزب إسرائيل بيتنا العلماني. ولكن برغم خارطة التحالفات الانتخابية الحالية، فإن نتينياهو سيحاول الالتزام بهذه الخارطة بشكل مؤقت، فإذا فاز بالانتخابات فإنه سيحاول الانقلاب على شاس وإسرائيل بيتنا لجهة التقرب من كاديما والعمل طالما أن وجود أحدهما أو كلاهما سيوفر له الغطاء اللازم والوقاية من نشوء الخلافات والتوترات على خط تل أبيب (الليكودية) – واشنطن الديمقراطية خاصة وان معطيات الخبرة السابقة تضمنت نشوء الخلافات بين حكومة نتينياهو وإدارة  كلينتون على النحو الذي أسقط نتينياهو وأدى لصعود باراك، لذا فإن نتينياهو لن يكرر الغلطة ثانية خاصة وأنه سيسعى بكل قوة إلى بذل الجهود للبقاء لأطول فترة ممكنة في السلطة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...