المرزوقي يقيل مفتي الديار التونسية على خلفية رفضه دعوات "الجهاد" في سورية
أقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الشيخ عثمان بطيخ من منصبه كمفت للديار التونسية وذلك بعد رفض الاخير لدعوات "الجهاد" في سورية وفضحه لها ودعوته لعودة كل الشبان التونسيين المغرر بهم من ارض سورية.
ورغم أن الرئاسة التونسية التي صدرت بيان الإقالة أمس لم تحدد الأسباب إلا أن مراقبين وصفوا خطوة المرزوقي بالمتوقعة بعد ربطها بتصريحات الشيخ بطيخ الاخيرة التي رفض فيها دعوات "الجهاد" في سورية التي أطلقها عدد من المشايخ في تونس الداعمين لفتاوى الوهابية السعودية بهذا الصدد ونقده الشديد لانتقال المئات من الشبان التونسيين إلى سورية للقتال الى جانب الإرهابيين فيها.
وكان الشيخ بطيخ أكد في وقت سابق أن سورية ليست أرض جهاد لأن شعبها مسلم و"المسلم لا يجاهد ضد المسلم " كما كشف "أن 16 فتاة تونسية تم التغرير بهن وإرسالهن إلى سورية من أجل "جهاد النكاح" الذي أكد أنه "بغاء وفساد اخلاقي".
يشار إلى أن صحيفة الشروق التونسية قالت في مقال لها مؤخرا "إن المتأمل في مصير جحافل الشباب التونسي الذين توجهوا إلى سورية بغرض الجهاد يعي جيدا أنه انعكاس مباشر لقرار المرزوقي الذي قطع العلاقات مع سورية ليتحول منطقيا إلى المسؤول الأول عن مقتل واختفاء المئات من التونسيين الذين يقاتلون مع الإرهاربيين ويسفكون دماء السوريين ويدمرون ممتلكاتهم العامة والخاصة".
ويأتي قرار المرزوقي في وقت تتجه فيه الأوضاع في تونس إلى مزيد من الغموض والتصعيد السياسي بعد صدور مواقف صارمة من قبل المعارضة تدعو فيها إلى إسقاط حكومة حركة النهضة وحل المجلس الوطني التأسيسي وإعلان "ثورة تصحيحية على غرار النموذج المصري" حيث عبرت الجبهة الشعبية وحركة نداء تونس عن مساندتهما لنشاطات حركة "تمرد" في نسختها التونسية.
ودعت الجبهة الشعبية في بيان نشرته عدة مواقع تونسية على شبكة الانترنت الأحزاب والمنظمات إلى اجتماع عاجل أقصاه يوم الثلاثاء المقبل لتداول وتدارس /السيناريو المصري/ لإسقاط حكومة النهضة وحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ذات برنامج مستعجل لحل الأزمة في تونس تشرف على الانتخابات المقبلة.
وأكدت الجبهة استعدادها التام للمساهمة والانخراط في كل المبادرات والتحركات الشبابية والشعبية السلمية والمدنية والمناهضة لحكومة حركة النهضة وعلى رأسها حركة تمرد التونسية.
واعتبرت الجبهة الشعبية أن "حكومة الترويكا فشلت في تحقيق مطالب الشعب وتآمرت عليه واتخذت سلسلة من القرارات والإجراءات التي عمقت الأزمة العامة في البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا وهي مستمرة في تلبيد الأجواء تمهيدا لفرض انتخابات على مقاسها تضمن لها البقاء في الحكم أو الزج بالبلاد في مسار من الفوضى والعنف".
بدورها طالبت حركة نداء تونس في بيان مماثل بحل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مكونة من كفاءات وطنية بعد مشاورات والإعداد لخريطة طريق واضحة للانتخابات وبضرورة تكوين لجنة فنية لإصلاح مشروع الدستور مؤكدة انحياز قيادا تها التام لإرادة الشعب التونسي وشبابه معلنة "أن الوقت قد حان لإعادة النظر في مسار الانتقال الديمقراطي في تونس برمته".
وكان حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد دعا في بيان له أمس إلى حل الحكومة التونسية وتاليف حكومة إنقاذ وطني وطالب بتشكيل لجنة خبراء تعد دستورا جديدا وقانونا انتخابيا يكونان محل توافق وطني وإلزام المجلس التأسيسي بالمصادقة عليها في ظرف شهر والتوجه فورا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية تشرف عليها الهيئة المستقلة للانتخابات التي أشرفت على انتخابات المجلس التأسيسي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد