المالكي يعلن حملة أمنية لقمع الميليشيات والمسلحين
وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم السبت بشن حملة أمنية جديدة لقمع الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة الذين يقتلون المئات في بغداد أسبوعيا لكنه لم يؤيد بعد اي اقتراح من الرئيس الامريكي جورج بوش بارسال مزيد من القوات للعراق.
وقال المالكي في كلمة ألقاها على الجنود بمناسبة الاحتفال بعيد الجيش العراقي ان هناك خطة وضعت للقوات العراقية لسحق الجماعات المسلحة غير المشروعة "بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو السياسي" مشيرا الى أنه قد يكون مستعدا للتصدي للميليشات الموالية للشيعة الذين ينتمي اليهم. ويمثل هذا مطلبا رئيسيا من واشنطن والاقلية السنية التي ينتمي اليها صدام حسين وكانت لها الهيمنة في السابق.
وجاء هذا الاعلان بالاضافة الى رد فعل يتسم بالتحدي على منتقدي قراره بشنق صدام قبل أسبوع في حين يجري الرئيس بوش تغييرات كبيرة للقادة العسكريين والدبلوماسيين في العراق ويستعد لكشف النقاب عن استراتيجية جديدة في الاسبوع الحالي. ويقول مسؤولون ان هذه الاستراتيجية قد تشمل اقتراحا بارسال 20 الف جندي أمريكي اضافي الى بغداد.
وقال تقرير تلفزيوني امريكي ان وزير الدفاع روبرت جيتس اوصى بارسال 10 الاف جندي امريكي الى العراق مع وجود خيار مضاعفة العدد الى 20 الفا بحلول الربيع. وامتنعت وزارة الدفاع والبيت الابيض عن التعليق على التقرير.
وقال عضو البرلمان علي الاديب من حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي ان الحملة الامنية ستبدأ قريبا رغم عدم تحديد موعد لها. وأضاف ان المالكي لا يزال يدرس فكرة بوش بشأن زيادة القوات الامريكية التي طرحت في مكالمة هاتفية يوم الخميس.
وقال السفير الامريكي زلماي خليل زاد والجنرال جورج كيسي اللذين من المقرر ان يغيرهما بوش في بيان مشترك ان القوات الامريكية مستعدة لمساعدة المالكي في "تأمين بغداد."
وشكك خصوم بوش الديمقراطيون الذين تولوا السيطرة على الكونجرس الاسبوع الماضي في الحاجة الى زيادة عدد القوات. ولقي أكثر من 3000 جندي أمريكي حتفهم في العراق منذ الغزو في عام 2003 ويفضل كثير من الناخبين انسحابا سريعا في حين تجد القوات الامريكية نفسها محاصرة بشكل متزايد وسط اطلاق النار من المسلحين الطائفيين.
وقال اديب ان القوات الامريكية الموجودة بالفعل في العراق يمكن ببساطة تحويلها الى بغداد كما حدث في حملة أمنية كبرى شنتها القوات الامريكية والعراقية في الصيف الماضي التي ادت الى تراجع معدل القتل لفترة وجيزة. وامتنع متحدث باسم الجيش الامريكي عن التعليق بشأن "عمليات مستقبلية".
وشهدت بغداد التي يقطنها أكثر من ربع سكان العراق ويعيش بها مزيج من الطوائف اراقة دماء بشكل مكثف وتطهيرا عرقيا للسكان على مدار العام الماضي. ويقول محللون كثيرون ان وقف الفساد بشكل سريع أمر شديد الاهمية لعدم تمزق العراق في حرب أهلية شاملة للسيطرة على الدولة الغنية بالنفط.
وقال المالكي للجنود الذين تجمعوا في ساحة متسعة للعروض اقيمت في عهد صدام حسين ان خطة أمن بغداد لن توفر ملاذا لاي خارج عن القانون "وبغض النظر عن الانتماء الطائفي أو السياسي".
واضاف "سنحاسب كل من يتهاون في تنفيذ الاوامر أو يعمل على خلفيات سياسية أو طائفية وسيلاحق قانونيا وسيعاقب أشد العقوبات". وتبرز تصريحاته الشعور بالقلق بشأن ولاء 300 ألف جندي وشرطي عراقي دربتهم الولايات المتحدة.
وأصدرت جماعة سياسية سنية بارزة بيانا يندد "بالمعايير المزدوجة" لحكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة ويتهم الشرطة والميليشيات الشيعية بشن هجوم على منطقة شارع حيفا التي يغلب عليها السنة في بغداد يوم السبت.
وقالت مصادر في مقر الشرطة ووزارة الداخلية العراقية ان الشرطة اشتبكت مع مسلحين في وسط بغداد يوم السبت عندما توجهت للتحقيق في تقرير بالعثور على 27 جثة في المنطقة. وفي وقت لاحق قال التلفزيون الحكومي ان الجيش قتل 30 متمردا في المنطقة. ولم يتضح ما اذا كانت هناك علاقة بين الهجمات.
وفي أحداث عنف منفصلة أخرى في اليوم الاخير من أجازة عيد الاضحى التي تستمر اسبوعا نجا قائد شرطة بغداد من هجوم بقنبلة على موكبه قتل فيه احد المارة.
وعثر على 44 جثة بها اثار تعذيب وجروح ناجمة عن أعيرة نارية في الساعات الاربع والعشرين حتى مساء اليوم السبت.
وكان سياسيون شيعة بارزون قالوا لرويترز الاسبوع الماضي ان القوات الامريكية والعراقية تعد هجوما جديدا محدودا يستهدف بشكل خاص ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي يلقي كثيرون من العرب السنة باللوم عليها في كثير من العنف.
وينفي الصدر الذي لعب أنصاره دورا رئيسيا في اتفاق تسوية على تعيين المالكي رئيسا للوزراء في أبريل نيسان التورط في أعمال العنف هذه. ورفض المالكي مرارا الانتقادات بأنه لم يواجه جيش المهدي من قبل قائلا ان الجماعات الشيعية المسلحة يمكن تهدئتها عن طريق الحوار السياسي.
وحث الجيش الامريكي المالكي الاسبوع الماضي على التقرب من الاقلية السنية التي تشعر بالاستياء بعد التوترات الطائفية التي أثارها قرار المالكي باعدام صدام قبل بداية العام الجديد وبعد لقطات فيديو صورت بهاتف محمول توضح مسؤولين موالين للصدر وهم يوجهون اهانات لصدام وقت اعدامه.
وردا فيما يبدو على الانتقاد الشديد لطريقة تنفيذ الاعدام الذي وجهه يوم الجمعة الرئيس المصري حسني مبارك عندما قال "صور الاعدام كانت مقززة وهمجية" دافع المالكي عن العملية القضائية وقال ان حكومته "قد تضطر الى اعادة النظر بعلاقاتها مع اي دولة لا تحترم ارادة الشعب العراقي."
ويقول مسؤولون ان من المقرر أيضا اعدام أخي صدام غير الشقيق برزان التكريتي وقاض سابق يوم الاحد على الارحج.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد