اللبنانيون يجدّدون غداً عصبياتهم
اعتبارا من الثانية عشرة من منتصف ليل الجمعة السبت الماضي، وحتى لحظة صدور النتائج الرسمية، يمكن القول إنه بمقدور اللبنانيين أن ينعموا بيوم عطلة حقيقية، ستختفي خلاله تصريحات المرشحين للانتخابات النيابية وتستريح منابرهم الإعلامية، تنفيذا للقانون الانتخابي الذي لا تحجب بعض حسناته القليلة جدا، ومنها هذا الحظر الإعلامي على المرشحين، مضمونه الخطير جدا على السلم الأهلي وعلى اتفاق الطائف.
وفي الطريق نحو يوم السابع من حزيران، يمكن القول إن الساعات المقبلة، هي ساعات اختبار لأعصاب المتنافسين ولقدرتهم على ضبط قواعدهم حتى لا يخرج التنافس الانتخابي عن حدوده المسموح بها قانونا، في انتظار النتائج الرسمية التي ستكون وحدها الكفيلة بقطع حبل التكهنات والاستطلاعات والشائعات وحرق الأعصاب، وبالتالي تحديد طبيعة «المخدة السياسية» التي سيضع البلد، رأسه عليها في السنوات الأربع المقبلة.
وقبل ساعات قليلة من توجه ما يزيد عن ثلاثة ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع ووسط إجراءات وتدابير أمنية استثنائية للجيش والقوى الأمنية، بلغ الخطاب السياسي للموالاة والمعارضة أعلى درجات الحدة، فيما اندفعت الماكينات الانتخابية خاصة في الدوائر الانتخابية الحرجة، لأجل التحشيد بكل الوسائل المتاحة، الشرعية منها وغير الشرعية، من أجل اجتذاب ما تيسر من الأصوات الكفيلة بحسم نتائج العقد النيابي المقبل.
ويتنافس ما يزيد على أربعمئة وخمسين مرشحا على 125 مقعدا، بعد فوز ثلاثة مرشحين بالتزكية حتى الآن، في المتن الشمالي ودائرة بيروت الثانية.
ومن المقرر أن تفتح صناديق الاقتراع اعتبارا من السابعة صباحا وتسـتمر لغاية السابعة مساء في ما يزيد عن 1700 مركــز اقتـراع (أكثر من خمسة آلاف قلم) في 26 دائرة انتخابيــة، انتـدب إليها نحو 11300 موظف كرؤسـاء أقــلام وكتاب. فيما اصدر وزير العدل تعميما أمس, حول تشــكيل المزيد من لجان القيد لتلقي المراجعات والشكاوى طوال اليوم الانتخابي.
سياسيا، صدرت ردود فعل من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ضد قرار انحياز رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمرشحين من «14 آذار» في دائرة جبيل، وكان اللافت للانتباه موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مساء أمس، الذي ناشد فيه رئيس الجمهورية «توضيح ما حصل في جبيل لأنه أظهره مع فريق دون آخر». وقال بري لبرنامج «كلام الناس» ان الظاهر حتى الآن، أن رئيس الجمهورية استجاب لما طلبه سمير جعجع منه لجهة سحب المرشح إميل نوفل لمصلحة المرشح فارس سعيد.
وأكد بري أن لا شيء يمنع رئيس الجمهورية دستوريا وقانونيا من التدخل في الانتخابات «لكن في السياسة لست من هذا الرأي لأن مكانته محفوظة للأمور الأجلّ والأخطر والأدهى».
وقال النائب العماد ميشال عون ردا على سؤال لإذاعة «فان» الأرمنية حول ما إذا كان الرئيس سليمان طرفاً في المنافسة الانتخابية في جبيل، ان الأمر متروك للناس واستنتاجاتهم. وأضاف ان سليمان «نفذ ما طلب منه بالنسبة الى سحب اميل نوفل سواء من سمير جعجع او من مراجع اخرى تحركت، ملمحا الى بعض المراجع الدينية، من دون أن يسميها.
وقال عون «الرئيس سليمان انتُخب رئيساً توافقياً لا ليكون طرفاً في النزاع. أنا قلت أن ليس من حقي أو حق أي أحد أن يشغّل المؤسسات الرسمية والمخابرات والقائمقام والمحافظ في صرف النفوذ لصالحه. وهذا الموضوع يعرف الناخبون إذا كان انتهى أم ما زال مستمراً».
بدوره، قال رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية ان رئيس الجمهورية قال إنه لم ولن يتدخل في الانتخابات النيابية ووصلني عتب منه علماً ان سحب ترشيح اميل نوفل ومحمود عواد هو بسبب تدخله. ورأى في حوار مع قناة «الجزيرة» انه ليس على الرئيس ان يخجل بتدخله، فالرئيس بري مرشح والرئيس السنيورة مرشح، ولكن ان يخجل الرئيس سليمان بالاعتراف بتدخله فهذه مشكلة، وقال «على الرئيس سليمان ان يجرؤ على القول ان هذه منطقتي وهؤلاء المرشحون ادعمهم»، وأشار الى ان الرئيس سليمان كلما جاء الى عمشيت، يجمع المرشحين ويدعمهم، فيما الافضل لو يبقى في قصره خصوصاً انه يردد دائماً انه لا يتدخل.
وفي المقابل، جدد الرئيس سليمان القول انه ينأى بنفسه عن التطورات الانتخابية، وجدد التأكيد على «حيادية الدولة بأجهزتها وإداراتها ومؤسساتها حيال الاستحقاق الانتخابي»، مكررا «مواصلة العمل علـى إنجاز هذه الانتخابات في اجواء من الشفافية والحرية والديموقراطية بعيدا من الضغوط والتأثيرات والرشى من اي نوع كان».
وأكد رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، خلال حفل اختتام الحملة الانتخابية لتيار المستقبل في مجمع البيال، «اننا لا نسمح لأحد أن ينقلب لا على دستور جمهوريتنا السيدة المستقلة، ولا على نظامنا
الاقتصادي الحر، ونتمسك بأسلوب عيشنا المنفتح المعتدل وبديموقراطيتنا المميزة ونلتزم الشراكة الكاملة، شراكة الحقوق والواجبات والمناصفة التامة».
المصدر: السفير
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد