الكويت أزعجها حداد ليبيا على صدام

قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان ردود فعل بعض الدول العربية على اعدام الرئيس السابق صدام حسين «لم تكن شيئاً موجهاً ضد الكويت». واضاف في تصريحات صحافية، بعد حضوره جلسة لمجلس الأمة (البرلمان) الكويتي أمس التي شهدت هجوماً من نواب على «تعاطف دول عربية مع الطاغية»، ان «ليس كل من عارض اعدام صدام هو ضد الكويت وليس كل من أيد الإعدام معها». لكنه انتقد اعلان ليبيا الحداد على صدام، وقال ان القائم بالأعمال الليبي في الكويت أبلغ رسمياً بذلك.
وكانت الحكومة الكويتية رفضت طلب نواب تخصيص جلسة برلمانية لمناقشة ردود الفعل العربية على الاعدام، غير ان هؤلاء طرحوا طلباً للمناقشة خلال الجلسة العادية أمس فما كان من الحكومة إلا ان طلبت ان يتم ذلك في جلسة مغلقة، لكن هذا الطلب سقط خلال التصويت فصار النقاش علنياً ومنح كل نائب خمس دقائق للتعليق على الموضوع.
وطالب النائب فيصل المسلم (اسلامي سلفي) بقطع العلاقات مع ليبيا واليمن بسبب مواقفهما الرسمية من إعدام صدام، لكنه لاحظ ان اختيار عيد الأضحى لتنفيذ الحكم كان خطأ «وأعطى قيمة لصدام لا يستحقها». أما زميله من الاتجاه ذاته عبدالله عكاش فقال ان المنح والمساعدات الكويتية لهذه الدول يجب ان تراجع من قبل مجلس الأمة «حتى يكون للشعب الكويتي كلمة في من يستحق هذه المساعدات ومن لا يستحقها». ورأى النائب مسلم البراك ان «اليمن والاردن يصافحاننا بيد ويصفعاننا باليد الاخرى» وان «حماس» و «فتح» اختلفتا على كل شيء واتفقتا على تمجيد صدام.
غير ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية محمد الصقر دعا الى التزام الكويت الصمت تجاه ردود الفعل على اعدام صدام، وقال ان «صدام مات وانتهى منذ ان أخرجه (الأميركيون) من حفرته في تكريت، وأرى ان تمجيده من قبل بعض العرب بعد اعدامه خطأ لكننا لسنا أوصياء على هؤلاء». وقال النائب ناصر الصانع: «كنا نتمنى ان يكون سبب الاعدام هو جرائم صدام بحق الكويت».
وبعد الجلسة تحدث الشيخ محمد الصباح فقال ان النواب «كانوا يعبرون عن مشاعر الألم التي سادت الشعب الكويتي تجاه اطلاق البعض أوصافاً غير صحيحة على صدام حسين، لكن ليس كل من عارض إعدام صدام هو ضد الكويت وليس كل من أيد الإعدام معها».
وأضاف: «المهم ان هذه الصفحة طويت والموقف الرسمي العربي كان ملتزماً، ونحن نأسف فقط للموقف الذي اتخذته الجماهيرية الليبية من اعلان الحداد على شخص غزا دولة عربية شقيقة لليبيا وهذا أمر مؤسف وتم التعبير عن ذلك للقائم بالأعمال الليبي، ونحن نعبر عن المرارة لقرار ليبيا تنكيس الاعلام والحداد على تنفيذ حكم الاعدام في ديكتاتور أجرم في حق شعبه وأمته».

المصدر: الحياة