القوزلة ..رأس السنة الشرقية
الجمل - د. إياد يونس
عيد القوزللي أو القوزلة: يحتفل العديد من سكان الريف في الساحل الساحل السوري السوري غداً في 14 كانون الثاني بمناسبة حلول السنة الشرقية الجديدة ، يصادف رأس السنة الشرقية هذا اليوم 13 كانون الثاني وتسمى القوزله.
وتعني في الكنعانية نهاية شيء وبداية شيء آخر وفي الآرامية تعني بداية الشيء وفي الأشورية قوزلو تعني إشعال النار ومن المعروف أن اسم القوزلة مشتق من فعل (قزل) أي: أشعل النار، ويستخدم في العامية(قوزل) أي شارك بالإحتفال بمناسبة القوزلة. وهي مناسبة منسيّة اتّخذت عيداً تراثياً في قرى الجبال الساحلية باسم (الميلادة)ليلة الثالث عشر من كانون الثاني وتعني عند كبار السن في الساحل السوري القوة والأزلية، ولها دلائل دينية وهي موروث ميثيولوجيا كنعاني وبنفس التاريخ هو عيد أو رأس السنة الامازيغية في الشمال الأفريقي لدول المغرب العربي الأمر الذي يؤكد الوحدة الحضارية والموروث الثقافي للكنعانيين الذين هاجروا إلى شمال إفريقيا وامتزجوا مع السكان المحليين وتاثروا بثقافات بعضهم. ويعتبر عيد القوزلة بحسب التقويم اليولياني الشرقي رأس السنة عند سكان الساحل السوري كما هو عند الأمازيغ في الشمال الافريقي، وفي هذا العيد يقوم الجميع من أهل المنطقة وزوّارهم و أصدقائهم بالرقص والدبكات الشعبية والغناء كما تتجلى طقوس هذه المناسبة بإشعال النار وذبح القرابين لإطعام الفقراء والمحتاجين، والغالبية إلى الآن متمسكون بدبح الجدي دون غيرة لطبيعة هذا الطقس الديني المستقى من تراث المنطقة رأس السّنة الميلاديّة وفق التّقويم الشّرقي .
وفي هذه المناسبة يصنع خبز خاص معجون مع زيت الزيتون غالباً والبعض يخبزه مع السمن ويسمى (سيالات) أي الفطائر، وعلى الرغم من الجهد والوقت الذي يتطلبه تحضير الفطير ولكنه يتميز بنكهة وطعم لا يُنسى وخاصة عند تناوله ساخنا من على التنور. يحضرخبز القوزله من الدقيق الكامل وزيت الزيتون والفليفلة الحمراء والملح والسمسم وحب البركة أحياناً ولذلك فإن أرغفة خبز القوزله تدوم طازجة لفترة طويلة ولأكثر من شهر كامل يضاف إليه اللحم المشوي، وقد كانت في مضى من الزمن كل عائلة لديها ذبيحة خاصة بها، ومن لم يكن لديه ذبيحته كان جيرانه وأقربائه يشاركو ويتم تجهيز اسياخ البطم ليتم شَي اللحم بها، كما يتم في هذه المناسبة تقديم الفواكه والحلويات والتمر والزبيب.
وفي هذا العيد يتصالح المتخاصمون وتُزار العائلات المنكوبة حديثاً وتُواسى بكلمات المجاملة والإطراء كما تقدم مساعدات مادية للأسر القفيرة.
وكانت تردد كلمة «عيد مبارك عليك أو عليكم.. والآن أصبح الناس يقولون كل عام وأنتم بخير» وفي بعض القرى تستمر الاحتفالات لثلاثة أيام كما هو الآن في قرى باب جنة ـ الدالية ـ الحارة والبودي.. فتحضر الأكلات اللذيذة من كبة وكبيبات وهي «كبة محشوة بالسلق.»
وتقدم الذبائح كقرابين إلى الله وتقام الدبكات الشعبية الأصيلة في المنطقة وتسمى صبحة لأنها تبدأ من الصباح الباكر حيث يتشارك الدبكة ، الرجّال والنساء ، والشباب والصبايا ، وكبار السن ، والاولاد على وقع انغام المجوز وخبطات الأقدام المتناغمة معاً على الأرض بفناء المزارات المقدسة في أعالي الجبال أو في السهول والوديان. وفي عيد القوزلة تشعل النيران من الحطب. و يعود الاحتفال بالقوزلة إلى أساس ميثيولوجي موروث من الكنعانيين .
إضافة تعليق جديد