القسم العربي في «بي بي سي» قال كلمته
يبدو أن العاصفة الثلجية التي تضرب مدينة الضباب، لندن، قد برّدت بعض الشيء الأجواء الحامية التي سادت في القسم العربي في »بي بي سي« الأسبوع المنصرم.
فقد عُلم أن مدير عام هيئة إذاعة »بي بي سي« مارك طومسون، قد اجتمع بموظفي القسم العربي، يوم الخميس المنصرم، في زيارة دامت حوالى ساعة، وشهدت نقاشاً حاداً، إذ أعلن خلالها موظفو القسم عن اعتراضهم على قرار الهيئة بعدم بث نداء التبرع لأهالي غزة. وما زاد في توتر الأجواء خطأ »تكتيكي« وقع فيه بعض الزملاء، لجهة الهجوم الشخصي على طومسون والتذكير بزيارته إلى اسرائيل العام ،٢٠٠٥ عوض التركيز على انتقاد القرار الأخير وتعارض نتائجه مع ما تقول الهيئة انه »حفاظ على حياديتها«.
ويبدو ان أجواء الزيارة، دفعت بمدير الهيئة إلى التوجه برسالة لاحقاً إلى موظفي القسم العربي، توضح بعض النقاط التي أثيرت في الاجتماع والتي حرص على الاستماع إليها: »أعلم أن البعض منكم قد لا يتفهم قرار عدم بث نداء الإغاثة، وآمل أني قد استطعت إقناع هؤلاء بأن القرار هذا كان محصلة تفكير وتعمّق، وهو لا يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحده، بل يأتي ضمن تقليد قديم اختارته »بي بي سي« لجهة الحفاظ على الحيادية عندما يتعلق الأمر ببث نداءات من هذا النوع«. كما حرص طومسون على توضيح مسألة زيارته إلى إسرائيل قائلاً: »إن الزيارة كانت ذات صلة بطبيعة عملي، وقد قابلت إضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون حينها، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدداً من الشخصيات السياسية الفلسطينية. وقد حرصت على تقسيم وقتي بدقة بين إسرائيل والضفة العربية، كما أني لم أكن برفقة زوجتي كما قال البعض«.
وأثناء الزيارة، كان هناك تذكير بالرسالة التي بعث بها القسم العربي في الهيئة عقب إعلان عدم البث ، وفيها أكثر من ١٣٠ توقيعاً جمعت خلال حوالى ٤٨ ساعة. ومما جاء في الرسالة التي طالبت بالعودة عن القرار: »كموظفين في قناة »بي بي سي«، نعبر عن خيبتنا العميقة إثر قراركم عدم بث نداء الإغاثة لأهالي غزة، لا نعتبر أن السماح بمثل هذا النداء سوف يؤثر على سمعة وحيادية الهيئة. وبرفضكم إعطاء ضحايا الأزمة الإنسانية في غزة فرصة للمساعدة، تكون »بي بي سـي« بالحقـيقة قد انحازت إلى جهة دون أخرى. لقد سبق وبثت »بي بي ســي« نداءات حول صراعات في الكونغو ودارفور، ولا نرى سبباً كي يُعامل ضحايا الصراع هذا بطريقة مختلفة«. كما لفـتت الرسالة إلى ما أسمته »اعتراض عدد من الوجوه العامة على القرار إضافة إلى آلاف الشكاوى، كل هذا يلفت إلى ان »بي بي سي« خرجت عن خط الرأي العام البريطاني حول هذه المسألة «.
الأكيد ان الرجوع عن القرار لم يعد وارداً بالنسبة إلى هيئة الإذاعة البريطانية، لكن الأكيد أيضاً ان القسم العربي فيها قد سجل موقفاً واضحاً في عيون جمهوره وإدارته على حد سواء، ولو أن البعض أضاع البوصلة، فحوّل اللقاء مع طومسون إلى مناسبة لانتقاد شخصه في حين كان المطلوب الثبات على ما جاء في الرسالة لجهة عدم التعارض بين الحيادية وبث نداء يساعد آلاف الغزاويين على إعادة ترميم ما تبقى من حياتهم.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد