القاهرة تعرقل جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول غزة

31-12-2008

القاهرة تعرقل جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول غزة

سايرت الأمم المتحدة الأجواء السائدة في الولايات المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة من ناحية تحميل حركة حماس مسؤولية العنف، وذلك لقيامها بإطلاق الصواريخ، وإن كان الأمين العام بان كي مون أدان بتحفظ ما أسماه »استخدام إسرائيل المفرط للقوة« في عدوانها على القطاع المحاصر.
وتسببت تصريحات أدلى بها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جون هولمز بشأن الضحايا المدنيين في غزة، وزعمه أنها تقتصر حتى الآن على ٦٢ شهيداً فقط من بين أكثر من ،٣٦٠ في جدل واسع بين الدبلوماسيين والعاملين في الأمم المتحدة. وقال هولمز في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة، أمس الاول، إن عدد الـ٦٢ يشمل الأطفال والنساء، بينما لم يتم إحصاء المدنيين من الرجال، تجنباً لأي اتهامات بالانحياز لطرف.
وتلقفت وسائل الإعلام الأميركية والغربية الرقم الذي أطلقه هولمز لتدعم المزاعم الإسرائيلية بأن حملتها الحالية تستهدف أعضاء حركة حماس فقط، وأن أي خسائر مدنية تكون غير مقصودة. كما تم اعتبار رقم الـ٦٢ طفلا وامرأة الذين قتلتهم إسرائيل، على أنه خسارة في حدود المقبول، نظراً للكثافة السكانية في غزة ومدى اتساع العدوان العسكري الذي تشنه إسرائيل.
ولم يثر تصريح هولمز امتعاض الصحافيين العرب الذين حضروا مؤتمره، فقط، ولكنه أدهش كذلك مديرة وكالة الأونروا المقيمة في قطاع غزة كارين أبو زيد التي شاركت في المؤتمر الصحافي عبر الفيديو. وقالت إن »رقم الـ٦٢ يبدو منخفضاً ومن الصعب تصديقه«، مشيرة إلى أن أحد موظفي الوكالة المشاركين في توزيع الأغذية كان من بين القتلى »وهو رجل وبالتأكيد مدني«. كما تساءلت عما اذا كان الشبان الذين استشهدوا بالعشرات في غارة على حفل لتخريج رجال شرطة، يمكن اعتبارهم هدفاً عسكرياً مشروعاً، مع الأخذ بالاعتبار أنهم سعوا للخدمة في الشرطة، لأنهم عاجزون عن العثور على اية وظائف ولا تربطهم بالضرورة صلة تنظيمية بحركة حماس.
ونفت أبو زيد ما يتم ترديده في وسائل الإعلام الأميركية عن أن حركة حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، ولذلك تقع خسائر فادحة في صفوفهم. وأوضحت أن أعضاء حركة حماس يعيشون وسط سكان غزة، وانه من المستحيل ضرب مبنى تابع للشرطة أو مسجد من دون أن يصيب مباني مجاورة تضم مدنيين.
ولم يُخف الدبلوماسيون والعاملون في الأمم المتحدة انزعاجهم، لأنهم اضطروا لقطع إجازاتهم التي كان من المفترض أن تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك لكي يأتوا إلى مقر المنظمة الدولية لمناقشة الوضع في غزة. وبعدما كانت المتحدثة باسم الأمين العام أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنه لن يتم عقد المؤتمر الصحافي اليومي حتى الثاني من كانون الثاني المقبل، اضطر الأمين العام بان كي مون إلى القدوم إلى العمل للإدلاء ببيان قصير أمام الصحافيين، أمس الأول، رافضاً بشكل قاطع الإجابة على أية أسئلة بزعم أن جدول أعماله مشغول.
ولفت بان كي مون، الذي عادة ما يتجنب أي مواقف قاطعة، الانتباه حين قال إنه لا يشعر بالرضا عن الجهود التي يبذلها »الشركاء الإقليميون والدوليون« من أجل وقف القتال الدائر في غزة، مشيرا بشكل خاص إلى الاجتماع المتوقع لوزراء خارجية جامعة الدول العربية اليوم (الأربعاء) وطلبه منهم ممارسة نفوذهم على حماس من أجل ضمان وقف إطلاق الصواريخ واستعادة التهدئة.
وقد انتقلت الانقسامات العربية بشأن الموقف من حماس وفرص عقد قمة عربية، إلى أروقة الأمم المتحدة. ولم يتفق المندوبون العرب على شكل التحرك المقبل، على الأقل حتى تتضح نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب وإذا ما كان سيتم عقد قمة عربية. وكان مندوبو مصر وليبيا وفلسطين قد التقوا، أمس الاول، الأمين العام ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، مندوب كرواتيا، والذي تنتهي ولايته اليوم، لمطالبتهما بتبني بيان أصدره مجلس الأمن في ساعة مبكرة من صباح الأحد وطالب فيه بوقف فوري لإطلاق النار »من كل الأطراف«.
ولكن المندوب المصري ماجد عبد الفتاح قال إن العرب لم يطلبوا عقد اجتماع جديد للمجلس أو جلسة مفتوحة يعبر فيها أعضاؤه الـ١٥ عن موقفهم مما يجري في غزة. وقال »نحن فقط طالبنا بتنفيذ ما اجمع عليه أعضاء مجلس الأمن في بيانهم الصحافي يوم الأحد، وإذا لم يحدث ذلك، فسنعود للمجلس من جديد ونطالبه بتحمل مسؤولياته«.
غير أن مصادر دبلوماسية عربية قالت لـ»السفير«، إن ليبيا غير راضية عن الموقف الرسمي لمصر وحكومة الرئيس محمود عباس. وكان لافتاً أن المندوب الليبي جاد الله الطلحي لم يشارك في المؤتمر الصحافي الذي عقده مندوبو مصر وفلسطين بعد لقاء بان كي مون. وقالت المصادر ان ليبيا كانت تدفع لعقد اجتماع مفتوح لمجلس الأمن لكي تحدد كل دولة موقفها علناً من العدوان الإسرائيلي، ولكن أعضاء آخرين في المجموعة العربية هم المقربون من واشنطن والسعودية، فضلوا التريث حتى ينهي وزراء الخارجية العرب اجتماعهم، وتساءلوا عن جدوى عقد ما وصفوه باجتماع »خطابي« لن ينتج عنه موقف رسمي لمجلس الأمن سواء عبر بيان أو قرار.
ومن المقرر أن تتولى فرنسا رئاسة مجلس الأمن، بدءاً من غد الخميس وطوال شهر كانون الثاني. كما يخرج من المجلس مع مطلع العام الجديد جنوب أفريقيا واندونيسيا ويحلّ مكانهم أوغندا واليابان كأعضاء غير دائمين، وهو ما شأنه أن يزيد من مواقف الجانب العربي صعوبة داخل مجلس الأمن، حيث إن ليبيا وجنوب أفريقيا واندونيسيا كانوا عادة ما يسعون لتشكيل جبهة ضغط مقابلة للضغوط الأميركية والأوروبية بشأن قضية الشرق الأوسط.
في هذا الوقت، قال متحدث باسم بان كي مون إن المسؤول الدولي دعا للقاء عبر الفيديو مع أطراف الرباعية الدولية. واضاف ان هذا اللقاء كان يهدف إلى تنسيق المواقف الدولية بشأن النزاع الدائر في غزة والعمل على التوصل لوقف إطلاق النار.
وفي أعقاب محادثات الرباعية، قالت نائبة المتحدثة باسم الأمين العام ماري أوكابي، إن المشاركين اتفقوا على الدعوة »إلى وقف فوري لإطلاق النار يتم احترامه بشكل كامل. كما دعوا كل الأطراف للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية العاجلة في غزة واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان التوافر المتواصل للمؤن الإنسانية«. واتفقت الأطراف أيضاً على الحاجة العاجلة للفلسطينيين والإسرائيليين لمواصلة طريق السلام«.
وأوضحت أوكابي أن محادثات الرباعية شاركت فيها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ونظيراها الروسي سيرغي لافروف والفرنسي برنار كوشنير، وكذلك الأمين العام بان كي مون والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وأضافت أن المواقف التي عبرت عنها لا تمثل بيانا رسميا للرباعية، لكن قراءة لنتائج الاجتماع.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...