الفيول على طريق المازوت، الحكومة تدرس زيادة أجور نقل الفيول
قالت مصادر خاصة أن وزارة النفط طالبت الحكومة وفي كتاب رسمي بضرورة رفع وتعديل أجور النقل لمادة الفيول لتصبح 500 ليرة سورية للطن الواحد بدلاً من 300 ليرة سورية وذلك أسوة بقرار وزارة الاقتصاد الصادر بتعديل أجور نقل المازوت بعد زيادة أسعارها.
ومن الجدير ذكره أن طلب الوزارة برفع أجور نقل الفيول سوف يكون له انعكاسات سلبية على القطاع الصناعي.
أحد الصناعيين رأى أن رفع أسعار أجور نقل الفيول في هذه المرحلة بالذات سيكون له انعكاس سلبي على الصناعة الوطنية والتي هي تسير من سيئ إلى أسوأ ولاسيما أن القرار قد يحمل في طياته نية الحكومة في رفع أسعار الفيول الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق المزيد من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات.
لافتاً إلى أن الصناعي اليوم بالكاد يستطيع تغطية مصاريفه مقابل ربح بسيط جداً وأن رفع أجور نقل الفيول يعني أن هناك زيادة في السعر وفي الكلف وخاصة بالنسبة للمعامل الضخمة التي تعتمد على المراجل وعلى الطاقة الإنتاجية العليا وأن هكذا مقترح يعتبر خسارة حقيقية للصناعي والصناعة الوطنية فاليوم الوضع الداخلي لا يسمح لنا بإصدار أي قرار يحمل في طياته زيادة في التكاليف ولاسيما أن هناك ضغطاً بالإنفاق إضافة إلى الحصار الاقتصادي. لأن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الخسائر وتوقف المزيد من المصانع الأمر الذي يستدعي توفير حماية للصناعة الوطنية وخصوصاً بعد أن توجه أكثر من 90% من الصناعيين إلى استخدام الفيول عوضاً عن المازوت في تكاليفها الإنتاجية .
صناعي آخر رأى أن الواقع الصناعي يعاني حالياً من ارتفاع في تكاليف الإنتاج وضعف في المنافسة ونقص في السيولة المالية فكيف له أن يواجه زيادة سواء في الأجور أو في أسعار الفيول التي ستشكل عبئاً كبيراً على تكاليف الإنتاج، الأمر الذي سوف يؤدي إلى خروج عدد كبير من المصانع وإغلاقها ما سيفاقم أزمة البطالة. وخاصة أن معظم المنشآت الصناعية العاملة في سورية هي منشآت صغيرة ومتوسطة وتعاني حالياً من قلة تصريف المنتجات وضعف تنافسية الصناعة وخاصة مع تضرر أسواق التصدير والمنافسة الشديدة التي أدت إلى انخفاض ملموس بالطاقات الإنتاجية المتاحة مؤكداً أن مشكلة الفيول ليست هي الوحيدة التي يعاني منها الصناعيون ولو كانت هي الوحيدة لكان من الممكن استيعابها، لكن في جعبة الصناعيين العديد من المشاكل التي تتمثل بارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم تشجيع التصدير بشكل ملموس، وارتفاع الأجور إضافة إلى غيرها من التكاليف المنظورة وغير المنظورة.
وحسب دراسة رسمية يقدّر استهلاك سورية من وقود الفيول سنوياً بنحو 5 ملايين طن، يستهلك منها نحو 800 ألف طن للقطاع الصناعي العام، و550 ألف طن للقطاع الصناعي الخاص، أما ما تبقى فإنه يستهلك من وزارة الكهرباء في توليد الطاقة الكهربائية.
هناء غانم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد