الفساد يعصف بالقطاع التعليمي بمناطق سيطرة «قسد».. وإضراب في غرانيج
مع سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» على أجزاء من ريف محافظة دير الزور وفرضها بالقوة مناهجها التدريسية لتكريس نزعتها الانفصالية، راح قطاع التعليم هناك يشهد فساداً إدارياً كبيراً، ما دفع العاملين فيه إلى الإضراب.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن معلمي مدرسة «الحرية» في بلدة غرانيج شرق دير الزور التي تسيطر عليها «قسد» أضربوا عن العمل يوم الخميس، احتجاجاً على معاقبة سبعة من زملائهم بخصم ربع الراتب مقابل أيام غابوها، مع غض الطرف عن عشرات المعلمين في باقي المدارس.
ونقلت المواقع عن مدير المدرسة التابعة لما يسمى «مركز الفرات التربوي» التابع لـ«قسد» جاسم الدوري قوله: «إن معلمين من كادر مدرسته عوقبوا بخصم 25 بالمئة من الراتب الشهر مقابل غياب 4-5 أيام»، مؤكداً أنهم كإداريين لم يستلموا أي قرار رسمي من «المالية» بهذا القرار مسبقاً.
وأشار الدوري، إلى أن الاعتراض لم يكن على فرض العقوبة على المخالفين، إنما على الانتقائية بالتطبيق وغض الطرف عن باقي المعلمين المخالفين، لافتاً إلى أن إدارات المدارس رفعت أول بريد في الموسم الحالي خلال شهر آذار الماضي، مطالباً المسؤولين في «لجنة التربية» باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الفساد داخل القطاع التعليمي وعدم التمييز بين المدارس في تطبيق العقوبات.وكانت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تعتبر «قسد» جناحها المسلح، قد فرضت في أماكن سيطرتها في شمال وشمال شرق سورية، مناهج تعليمية غير المناهج المعتمدة من الحكومة السورية بالقوة، في محاولة لترسيخ «الانفصال»، الأمر الذي قابله أهالي من تلك المناطق بالرفض لكون تلك المناهج لم تعترف بها أي جهة سواء محلية أم دولية.
وتعمل 20 مدرسة ابتدائية من أصل 30 داخل بلدة غرانيج بينها ثانوية و3 إعداديات معطلات، بحسب المواقع، التي أكدت أن هذه المدارس تواجه مصاعب بسبب تضرر الأبنية من الأعمال الحربية والقصف الذي نفذه «التحالف الدولي» و«قسد» بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن أغلب المدارس دون أبواب وشبابيك وكهرباء وماء وأن بعضها دون سور خارجي، حيث لم يرمم سوى أربع مدارس بمساعدة منظمة محلية.
كما يعاني معلمو مناطق سيطرة «قسد» في دير الزور من ضعف الرواتب مقارنة بالمناطق الأخرى، حيث رفع الراتب الشهر من 50 ألف ليرة إلى 70 ألف ليرة هذا الشهر، لكنهم سلموا 60 ألف ليرة سورية، رغم أن المقرر كان رفعه بنسبة 40 بالمئة، وفق ما نقلت المواقع عن أحد المعلمين.
وإحدى أهم الصعوبات التي تواجه الكوادر التعليمية، عدم وجود منهاج دراسي محدد لتعليم الأطفال، حيث يعتمد المعلمون على خبراتهم الذاتية وعلى ما يستطيعون الوصول إليه عبر الإنترنت.
ومع اقتراب العام الدراسي من نهايته، أعرب المعلمون عن أملهم، وفق المواقع، أن يضع المسؤولون حداً للفساد داخل القطاع التربوي الذي عاد للعمل بعد سيطرة «قسد» على غرانيج مطلع العام الماضي بعد مواجهات مع تنظيم داعش.
الوطن
إضافة تعليق جديد