الفروج يواصل تحليقه وانتعاش ملحوظ في تجارة العقارات
ارتفعت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي متجاوزة عتبة الـ 87 دولاراً للبرميل. ولم ينل ارتفاع أسعار النفط حقه من التحليل والاستنتاج من قبل المختصين والخبراء وإمكانية اعتبار ارتفاع الأسعار مؤشراً على انتعاش الاقتصاد العالمي أم هو نتيجة للمضاربات في سوق النفط.
ولم يكن هناك أي رأي حاسم يرجح إحدى وجهتي النظر.. أما المستجد الثاني فكان تواصل الحديث في البورصات العالمية عن إمكانية خفض أسعار السكر.. رغم أن النقص في السوق العالمية يقدر بـ 15 مليون طن.. أما المستجد الثالث فتمثل بتواصل ارتفاع أسعار الحديد مع إغفال المبررات باستثناء أن الصين أبرمت العديد من العقود لشراء الحديد المنتج في دول أوروبا وبكميات كبيرة. ما أدى إلى رفع الأسعار عالمياً وبمبلغ مئة دولار لكل طن تقريباً. كما أن شراء الصين والهند لكميات كبيرة من الذهب أدى إلى بقاء أسعار المعدن الثمين مرتفعة.
البطالة
إن عدم الدقة تميز أحيانا العديد من المعطيات التي تشكل في حد ذاتها مكوناً وأساسا للخطط الحكومية.. فوفقاً للأرقام الرسمية التي تعلنها بين الفينة والأخرى العديد من الجهات الرسمية عن حجم البطالة أن إجمالي عدد المتعطلين عن العمل في سورية يصل إلى /1.6/ مليون عاطل عن العمل.. بينما الواقع يؤكد في الوقت ذاته أن هذا الرقم غير صحيح وغير دقيق ومبالغ فيه بشكل كبير. وإذا تم عكس هذا الرقم بنسبة مئوية فمعنى ذلك أن نسبة البطالة تزيد عن 20% بينما التقديرات الصحيحة تشير إلى أن نسبة البطالة لا تتجاوز 8% وهنا مفيد أن نذكر ان حجم القوة العاملة في سورية يصل إلى حوالي ستة ملايين فرد.
التضخم والنمو
يقدر الاقتصاديون أن نسبة النمو للعام الحالي يمكن أن تتجاوز الـ 7% وارتفاع هذه النسبة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية من شأنه أن يحسن مستوى المعيشة لكل المواطنين ويمكن أن ينعكس في زيادة حجم ونوعية الخدمات والدخول لكل الشرائح الاجتماعية.. أما نسبة التضخم فإن الأرقام الرسمية تشير إلى رقم بين 3 إلى 8% بينما كانت النسبة في عام 2008 حوالي 15% وهذه النسبة تؤثر سلباً في القوة الشرائية للمستهلكين.. لذلك فإن النقابات العمالية تطالب بشكل دائم عبر مؤتمراتها واجتماعاتها وكل أنشطتها بزيادة الدخول والرواتب ليتم إطفاء نسبة التضخم
الفروج في السماء
لا تزال أسعار الفروج تحلق في السماء فقد ارتفعت الأسعار خلال شهر تقريباً بنسبة 45% ما شكل ضغطاً كبيراً على إنفاق الأسرة للأغراض الغذائية إضافة إلى الضغط الكبير الذي تعاني منه الأسرة السورية منذ عامين تقريباً جراء ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. فكغ لحم الخروف البلدي في محلات القصابة بأسواق دمشق يتراوح بين / 750/ إلى /900/ ليرة سورية ويبدو أن أسعار الفروج مرشحة للاستمرار بالارتفاع إلى مدة تزيد عن شهر فسعر الصوص مازال بـ /42/ ليرة بينما كان قبل ثلاثة أشهر بخمس ليرات.. وقد انعكست أسعار الفروج ارتفاعاً في أسعار الفروج المشوي الذي بلغ /300/ ليرة وفقاً للتسعيرة النظامية كما أن ارتفاع الأسعار أضحى سبباً للشكوى من قبل باعة الفروج المشوي والشاورما.. لأنها قلصت مبيعاتهم. وكانت تعد من الأطعمة الشعبية المعقولة السعر.. وبالوصول إلى أسعار البيض الذي يقل استهلاكه مع مطلع فصل الصيف بسبب بدء نضوج الفول الأخضر والكوسا وسواها من الخضر فقد حدث عامل إضافي أدى إلى تراجع أسعار صحن البيض بمقدار خمس ليرات وتمثل بتراجع الكميات المصدرة للعراق
استقرار في الأعلاف
يعد تذبذب أسعار الأعلاف معقولاً ومقبولاً ويستطيع تحمله المربون. فرغم أن ارتفاع سعر طن الشعير بمقدار ألف ليرة عن الأسبوع الماضي.. فإن ذلك لم يؤثر على حركة تداول الأعلاف ولا على الكلف بشكل كبير.
كما أن انخفاض أسعار الصويا يسهم في خفض كلف مربي الدواجن الذين يعتمدون في تغذية القطيع على الذرة والصويا.
نشاط ملحوظ في سوق العقارات
أدت الأزمة الاقتصادية وما نجم عنها من كساد وجمود في سوق العقارات إلى اغلاق العديد من مكاتب الوساطة العقارية ولجوء أصحابها لتغيير المهنة إلى بقالية أو إلى محل للوجبات السريعة لاسيما في دمشق وريفها ومراكز المحافظات.. لكن الانتعاش الأخير الذي يمكن تلمسه واستمراره أدى إلى عودة العديد من العاملين في المهنة إلى ممارستها من جديد وتغيير المهن- بقالية- مطاعم- إلى مكاتب للوساطة العقارية.. فتجارة الأراضي ناشطة لكن ليست بالنسب والحجم التي كانت سائدة, قبل نحو عامين .. كما أن تجارة الشقق والمنازل الجاهزة تحسنت بشكل ملحوظ قياساً بالأشهر الأخيرة من العام الماضي.
فوضى في تجارة الألبسة
الفوضى تميز أسواق الألبسة لجهة الأسعار وكأن بعض محلات البيع تفتح أبوابها لشريحة معينة فالفروق كبيرة في الأسعار حتى بالنسبة للألبسة المنتجة محلياً يمكن تلمسها بين سوق وآخر فالأسعار في سوق الحميدية والحريقة والمخيم تقل بنسبة70% إن لم يكن أكثر عن مثيلاتها في أسواق- أبو رمانة- القصاع- الحمراء- المولات.
وهذا يدل على أن الجهات المعنية بالتسعير وحماية المستهلك لم تستطع حتى الآن الوصول إلى نسب محددة وهوامش ربح مجزية ينتفي معها الجشع والغش والتلاعب بحاجات المستهلكين.
اعتدال في الخضر
بدأت أسعار البندورة بالميل للاعتدال بعد أن سجلت في الأسبوع الماضي سعر /45/ للكغ وبيع الكغ يوم أمس في أسواق دمشق بأقل من 40 ليرة وفي السيارات الجوالة من 20-25 ليرة. أما الفول الأخضر فقد اقترب موسمه من الذروة في الانتاج وانخفضت الأسعار الى /20/ ليرة وكذا الأمر بالنسبة للكوسا المنتجة في البيوت البلاستيكية فانخفض سعرها أيضا إلى /25/ ليرة أما بقية أنواع الخضر والفواكه فتعد أسعارها معقولة لمثل هذه الفترة من العام.
أخيرا بيع غرام الذهب في السوق السورية عيار/21/ يوم أمس بـ 1475 ل.س
صرف الدولار بـ46ل.س.
واليوروبـ62ل.س.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد