الغموض يلف مصير هجليج: الخرطوم تعلن «تحريرها» وجوبا تنفي
لف الغموض أمس، مصير منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها مع اعلان السودان سيطرته عليها، فيما تحدثت دولة جنوب السودان عن انسحاب طوعي تحت ضغط دولي، قبل ان تعود وتؤكد بقاء قواتها في المنطقة وتعرضها لقصف متواصل من طيران الخرطوم حتى وقت متأخر من مساء أمس.
واعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أمام تجمع في الخرطوم احتفاء بإعادة السيطرة على منطقة هجليج النفطية، أن قواته هزمت جيش جنوب السودان. وقال البشير مرتدياً الزي العسكري أمام آلاف من انصاره تجمعوا امام مقر رئاسة اركان الجيش في العاصمة السودانية «ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي».
وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في خطاب نقله التلفزيون إن القوات المسلحة تمكنت من «تحرير بلدة هجليج»، فيما اورد بيان لوزارة الخارجية السودانية ان «السودان سيطبع علاقاته (مع جنوب السودان) وفق أربعة شروط»، من دون أن يحدد البيان طبيعة هذه الشروط.
وقال مندوب السودان في الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان إن قادة جنوب السودان يتصرفون «بعقلية العصابات»، ولكن عليهم التفاوض الآن لتجنب حدوث نزاع. وصرح للصحافيين بعد خروج مقاتلي جوبا من منطقة هجليج النفطية التي كانوا قد احتلوها في وقت سابق «لن نتعدّى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس وألا يكرروا مثل هذا الاعتداء». وأضاف «لقد حاربنا ضدهم وطردناهم (من المنطقة). لم يكن ما حدث انسحاباً، لقد فروا».
في المقابل، قال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين وهو يقرأ البيان الرئاسي امام الصحافيين إن «جمهورية جنوب السودان تعلن ان قوات الجيش السوداني الجنوبي تلقت الأمر بالانسحاب» من هجليج، مضيفاً إن «انسحاباً منظماً سيبدأ على الفور وسيكتمل في الأيام الثلاثة» المقبلة. واكد كير مع ذلك انه لا يزال يعتبر هجليج جزءاً لا يتجزأ من اراضي جنوب السودان.
لكن جيش جنوب السودان عاد وأكد مساء ان قواته لا تزال في منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها وأنها لن تغادرها الا بشروط حددتها جوبا وأبرزها وقف الغارات السودانية. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب اغوير ان «رجالنا لا يزالون داخل هجليج» والجيش السوداني الجنوبي «لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة». وذكر المتحدث بأن بلاده «طلبت من المجتمع الدولي إيقاف غارات الجيش والطيران السودانيين». وأضاف «لقد استمروا في القصف حتى الساعة العاشرة مساء. لماذا سيقصفون جنودهم إذا ما كانوا استولوا على هجليج؟».
واذا كان المجتمع الدولي يخشى حرباً جديدة بين الدولتين المتجاورتين، فإن بعثة السلام المشتركة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور تتخوف ايضاً من استغلال المواجهات بين الشمال والجنوب من قبل متمردين في دارفور. وقال رئيس البعثة ابراهيم غمبري في بيان «في إطار التوتر المستمر بين السودان وجنوب السودان أشعر بقلق كبير، لأن الحركات المسلحة تسعى الى زعزعة الاستقرار في دارفور».
وأكدت مجموعة سودانية متمردة انها قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق المجاورة لجنوب السودان والتي تشهد معارك عنيفة منذ ايلول الماضي. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ـ شمال ارنو نغوتولو لودي إن الجنود وافراد الميليشيا الـ79 قتلوا في كمينين نصبا في منطقة تبعد نحو 35 كلم عن الدمازين عاصمة النيل الازرق.
واشار لودي الى تجدد المعارك في النيل الازرق منذ العاشر من نيسان الحالي عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة هجليج الواقعة في ولاية جنوب كردفان المجاورة حيث توجد بئر نفطية ضخمة. وشنت القوات السودانية من جانبها غارات جوية على جنوب السودان.
وفي بانغي، أفادت مصادر متطابقة بأن أحد عشر عنصراً من جنود افريقيا الوسطى المشاركين في مهمة في السودان في اطار القوة الثلاثية (السودان ـ تشاد ـ افريقيا الوسطى) لمراقبة حدود الدول الثلاث، قتلوا في إطلاق قذائف. وقال مصدر حكومي في بانغي طالباً عدم كشف اسمه «سقط 11 قتيلاً و9 جرحى في صفوف (جنود) افريقيا الوسطى. واستهدف الهجوم قيادة القوة الثلاثية المتمركزة في السودان في منطقة ام دافوك (الحدود الثلاثية)، ونسب الهجوم إلى «متمردين جاؤوا من جنوب السودان».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد